أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة السالك بن الإمام بن محمد الحاجي الشنقيطي (090))

العلامة السالك بن الإمام بن محمد الحاجي الشنقيطي (090))


العلامة السالك بن الإمام بن محمد بن الحسن الحاجي الوداني العالم الجليل والشيخ الصوفي وإمام مسجد ودان، أخذ الطريقة التيجانية عن الشيخ سيدي أحمد التجاني مباشرة بلا واسطة، حين قدم من المنتبذ القصي مع أخيه أحمد سالم بن الإمام متوجهان إلى الحج وإليهما يشير الشيخ محمد المامي بقوله في نونيته الوافرية يذكر من يصلحون للإمامة :
وآل الحاج أنصـار كـرام :: إلى أبناء جفنة ينسبونا
وأحمد سالم منهم ومنهم :: أخوه سالك في السالكينا
ويعتبر العالم الجليل السالك بن الإمام أحد أربعة وادانيين يعدُّون بدون منازع من روافد العلم و المعرفة في بلاد شنقيط إلى جانب العلامة محمد بن أبي بكر الحاجي الوداني أول من شرح مختصر الشيخ خليل في هذه البلاد شرحا سماه “موهوب الجليل في شرح مختصر خليل” و كان حيا في القرن العاشر الهجري ، و سيدي أحمد الفزاز بن محمد بن يعقوب الحاجي الوداني أول من أدخل شرح الحطاب إلى ودان، و قد أخذه بالسند المسلسل إلى الحطاب عن أحمد المسكه والد الشيخ أحمدو بابا التنبكتي، وسيدي أحمد بولوتاد الحنشي التيشيتي أول من أتى بمختصر خليل إلى تيشيت ودرسه فيها، و قيل إنه التقى في طريقه إلى الحج العالم الجليل الخرشي شارح خليل، واستدرك عليه مسائل في شرحه.
و يؤثر عن العلامة السالك هذا أنه قد استدرك على العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي مسائل من تأليفه في البيان “عروس الأفراح”، وسمع بذلك فسلم جميعه لسعة باعه .
و لهذا العالم الربانيِّ الجليل كُرَّاسٌ صغير في حجمه عظيم الفوائد سماه ” السعي المشكور للذنب المغفور” أهدانيه حفيده إدومُ ولد بيَّ انتقيت منه شذرات نظمتها و أنشرها في ما يلي تعميما للفائدة .
الحمد لله على ذا السعي :: أسعاه في يقظتي ووَعْيِي
و السعي مشكور له مسالك :: سلكها نجل الإمام السالك
من ينتمي للحسن الوداني :: ليس له في القطر من مدان
الحاجي ذو السعي لنا المشكور:: لمحو ذنبنا لنا المغفور
هاد بهديه جميع الحائرين:: مزيل شك عنهم وكل رين
منتهجا في نهجه الوهاج:: نهجا يضيء ظلم الدياجي
نهجا من ابن الحاج إبراهيما:: أي سيد عبد الله مستقيما
فهو إذا انتهج نهج الفتوى:: فما أتى إلا بقول أقوى
أسعى إلى ما منه قد أستحيي:: إذ بغيتي نظم كتاب «السعي»
أو درر منه وكله درر:: إذ ذنبنا بها العظيم يغتفر
فما أنا مستوعب و حائط :: بكل ما أتى به «المرابط»
و ها أنا أبدأ ثم استعين :: بقدرة الإله رب العالمين :
مستغفر سبعين مرة فقط :: سبع مئين من ذنوبه تحط
وذكر زوجين له قد أيقظا :: بعضهما البعض إذا ما استيقظا
كلاهما عنه ذنوبه تحط :: وذاك قول في «المسالك» انضبط
مؤذنٌ أَوْ مَنْ أذانَهُ حَكَى :: ذنبُهُمَا يُحَطُّ مِثْل ذَلِكَا
كذاكَ مَأْمُومٌ إذَا بذا المَقَامْ :: تأْمينُهُ بعد قراءَةِ الإمَامْ
فَاتِحَةً بِهَا الإِمَامُ قد جَهَرْ:: وَافَقَ تَأْمِينَ مَلاَئكٍ غُرَرْ
أوْ وافقَ الحمدُ برفع الرَّكْعِ :: حَمْدَ الملائكةِ عند الرفْعِ
ومن قرا ياسين ليلا تصبحِ :: ذنوبُهُ مغفورةً إذ تمَّحي
وقارئ الدخان ليلا حط ما :: من ذنبه العظيم قد تقدما
وقارئ سورة الإخلاص بِعَدْ :: خمسين مرة بها العَدُّ يُحَدْ
يحط عنه ذنب خمسين سنه :: من عمره الممتد عبر الأزمنه
وإن قراها مئَةً حُطَّتْ فِئَهْ :: مِنَ السِّنِينَ عَنْهُ عَدُّهَا مِئَهْ
وذاكَ ما اجتنبَ هذه الخِصَالْ:: زنًا وخمْرا وكذا دَمًا ومَالْ
فذاك بعض ما الحاجيُّ ذَكَرَهْ :: من دررٍ و ما شمِلْتُ دُرَرَهْ
ألاَكَ أخوالي و ما من حاجي :: إلاَّ و في الحق على مِنْهَاجِ
جزي الإله عُلَمَا وَدَانِ :: من كلِّ قاصٍ منهمُ و ودانِ

وكتب الفتى النابه محمد يحيى احريمو والشيء بالشيء يذكر:
أن للاسماء الجميلة إيحاء خاص فهي تزيد المسمى شرفا وتكسوه جمالا إلى جماله, والعكس بالعكس . ومن فتوة العلامة الشاعر أحمد سالم بن السالك بن الإمام الحاجي الوداني أنه مر على منهل يسمى :”مخينز ولول” ليرتوي منه ويسقي جواده فلما أخبر باسم المنهل لم يعجبه, وآلى على نفسه ألا يستقي منه وذهب إلى منهل آخر غيره… حكاية أذكرتني بقول الشاعر :
ولقد أبيت على الطوى وأظله :: حتى أنال به كريم المأكل.
رحم الله السلف و بارك في الخلف.

صدقة جارية