أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى رسالة أرسلها المتهم بأنه العقل المدبر لهجمات سبتمبر 2001 خالد شيخ محمد إلى الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في 2015 التي اتهم فيها الولايات المتحدة بجلب الهجمات لنفسها.
وقال خالد شيخ محمد في الرسالة التي وصلت مؤخرا إلىالبيت الأبيض في أواخر عهد أوباما ونشرت الأربعاء الماضي إن الهجمات تأتي رد فعل طبيعيا على السياسات التدميرية التي تتبعها الولايات المتحدة، وبدأ رسالته بوصفه أوباما بالفاسق.

وأضاف “إنك يا أوباما نجوت من المحاكمة جراء المجازر الوحشية والهمجية التي اقترفتموها ضد الهنود الحمر وجراء جرائمكم في فيتنام وكوريا وطوكيو وهيروشيما وناغازاكي وغيرها من الجرائم، وجراء دعمكم عددا من طغاة العالم، وإنه قد يمكنكم الاحتفاظ بقواعد عسكرية في اليابان وألمانيا وإيطاليا وغيرها، ولكن بلاد المسلمين لن تقبل بقواعد الكفار في أراضيها”.

وقال “أما في فلسطين فإنكم تقتلون المسلمين فيها منذ ستين عاما، وتتسببون في تشريد أكثر من أربعة ملايين من الفلسطينيين، مدمرين منازلهم ومدارسهم ومستشفياتهم وأسواقهم، وذلك من خلال مواصلتكم الدعم إلىإسرائيل وحمايتها من جرائمها من خلال مجلس الأمن الدولي”.

خالد شيخ محمد يرى في هجمات سبتمبر انتقاما لمعاناة الفلسطينيين (رويترز)

انتقام
ويمضي خالد شيخ بالقول “ولقد من الله علينا بالانتقام لمعاناة الفلسطينيين على مدار ستين عاما، وذلك من خلال شننا هجمات سبتمبر التي دمرت اقتصادكم الرأسمالي”.

و”أما وسائل إعلامكم فخبيرة بالتضليل وتشويه الحقائق وتلوين الأشياء، وذلك كي تتمكنوا من خداع أمتكم وإخفاء جرائمكم، ولقد قال إبراهيم لنكولن: إنه يمكنك أن تخدع كل الناس لبعض الوقت، ولكن لا يمكنك أن تخدع كل الناس كل الوقت”.

ويضيف خالد شيخ محمد “نحن لسنا الذين بدأ الحرب ضدكم، ولكنكم أنتم الذين بدأتموها، أنتم والطغاة التابعون لكم في بلادنا. وها أنتم حولتم العراق إلى بركة من الدماء، فهل تمكن سلفكم من العثور على أسلحة دمار شامل في العراق؟ لا، إنه لم يعثر، ولكنم وجدتم موقعا ممتازا لأكبر سفارة أميركية في العالم، وهو المبنى الذي تم تشييده لخدمة العاملين في شركات النفط التي تستغل الموارد الغنية الخاصة بالشعب العراقي”.

“وأما الأرباح فتتدفق إلى جماعات الضغط الذين يحملون مفاتيح مكتبكم، كما أن سلفكم لم يجد أي دليل على أي تعاون بين الرئيس العراقي صدام حسين وتنظيم القاعدة كما ادعى وزير خارجيتكم خطأ، لكنكم أنتم وحلفاؤكم مزقتم العراق إلى ألف قطعة”.

“وإنني لأدعو الله أن يرحم الشيخ أسامة بن لادن رجل الأخلاق والمبادئ في الحرب والسلام، فلقد نجح في استهدافنيويورك عاصمة الاقتصاد دون أن يدمر أي مدارس أو مستشفيات أو منازل مسنين أو كنائس أو أي منطقة سكنية في مدينة يبلغ عدد سكانها ثمانية ملايين”.

“فهل لكم أن تقارنوا هذا مع غاراتكم الجوية التي تشنونها حيث يكون الضحايا مدنيين بنسبة مئة بالمئة في كثير منها”.

“كما أن العالم أجمع يشهد على أخلاقكم عندما اتخذتم قراركم باغتيال الشيخ أسامة بن لادن دون محاكمة وشاهد “الرئيس المحامي” وهو يقرر رمي جثمانه في البحر”.

المصدر : الجزيرة,واشنطن بوست