أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / مافيا أكجوجت و العزل السياسي (محمدو ولد الشاه)

مافيا أكجوجت و العزل السياسي (محمدو ولد الشاه)

إن الجريمة التي ارتكِبت في حق أهل أكجوجت من طرف مافيا الشركة هي جريمة مكتملة الأركان ترقى فيما أزعم إلى مستوى الإبادة الجماعية و التأثير المتعمّد قصد الإضرار بالتوازنات الديموغرافية و السلم الإجتماعي للوطن كُله و ليس في أكجوجت و حدها فإذا كانت مدينتنا الحبيبة و أهلها الأخيار الطيّبون أولى ضحايا هذا النوع من اللوبيات فمن ستكون الضحية المقبلة ؟

و إذا كان حِلم و صبر أهل أكجوجت وسِع هذه الجرائم الحساسة فهل سيسعُها حِلم أهل المدينة – الضحية – المُقبلة ؟

إن هذه الجريمة التي تمثلت في إقصاء ممنهجٍ و شبه تام لجميع الموريتانيين ممّن لا ترغبُ المافيا أو أعوانها في اكتتابهم في الشركة و كأنها شركة خاصة أو تركةٌ لأحد آبائهم ؛ و كما هو معلومٌ كان نصيب الأسد من هذا الإقصاء موّجهٌ ضدّ أبناء أكجوجت في تحدٍّ سافر للإلتزامات الأخلاقية لهذا النوع من الشركات ما أضرّ بصورة الشركة نفسها.

إنّ الشركة نفسها هي أوّل ضحايا هؤلاء الأُطر المافياويين حيث أساؤوا استغلال الثقة التي أعطتهم إياها و مارسوا الكَذبَ و كانوا عديمي المسؤولية التي هي أوّل ما ينبغي للإطار التحلّي به.

إنّ هذه الجريمة لا ينبغي بل لا يُمكن أن تمُرّ مُرور الكرام أي دونَ عقابِ أو مُسائلة أيٍّ كانْ خاصّةً معَ تقُدّم العديد من المشتبه بهم في ارتكابها إلى الحقل السيّاسي الأمر الذي يتطلّبُ مراعاة مشاعِرِ الضحايا من جميعِ الموريتانيين و تطيبَ خواطرهم حتى تهدأ نفوسُهم و يكونَ ذالك العقاب عبرةً لأيّ عصابة أو لوبي تُسوّلُ له نفسه التعدي على هيبة الدولة أو التلاعب بسلمها الإجتماعي خاصةً مع ارتفاعِ احتمالية افتتاح مناجم جديدة في لكْليتاتْ و تجريتْ و غيرها … و الهاجس الذي أصبح كالكابوسْ الذي يراودُ أهل إينشيري من تكرار نفس السيناريو معهم مرّةً أخرى فما المانع ؟

إنني أهيبُ بمسؤلي الإدارة و الحزب أن يكونوا على مستوى المسؤلية و أن يحققوا في هذه الجريمة “السياسية“ في أدنى حالاتها هذا إذا لم تكن جنائية و أن يُطبقوا ما يسمى بالعزل السياسي (الحرمان من الحقوق السياسية) أو شيئ من ذالك على الضالعين في هذه الجريمة.

إن فتح باب المُمارسة السياسة في إينشيري أمام المافيا دون غربلتها سيفتح باب سياسةِ الإفلات من العقاب في هذا النوع من الجرائم و ربما يكون أهالي منطقة منجم بوفال الطيبين (في منطقة الضفة) الضحية المُقبلة – لا قدّر الله – و سيكون عليهم السكوت كما سكتنا و لجلاّدهم المُكافأة كما لجلاّدنا !!!

إن الأطر الذين يعرَّفهم أهل أكجوجت بالمافيا يُعدّون على رؤسِ أصابع اليد الواحدة من بين ما يزيد على 140 إطارا في الشركة فلو تعلّق الأمر بحسَد أهل اينشيري و سواد قلوبهم و جهويتهم و عنصريتهم كما يردّدُ البعض من مجرمي المافيا و أعوانهم لكان التذمر وصل إلى غير هؤلاء الذين يزيدون على المأة كما قُلنا و كما يقول الفرنسيون (c’est pas tout le monde qui a tord).

إنه من بين هؤلاء الأطر المشبوهين بعض من أبناء أكجوجت لا نُبرأهم و بعض ليس من أبناء أكجوجت نعتقد اعتقادا مبنيٌّا على قرائن و أُسسٍ أنهم برآء أو على الأقل تمّ إستغلال وزنهم من طرف المُجرمين الحقيقيين.

ما أُريد أن أخلص إليه في النهاية هو أنه لا بُدّ من توضيحِ الأُمور و وضع الجميع أمام مسؤلياتهم حتى لا يُأخذ أحد بجريرة آخر أو يدفعَ الوطنُ ثمن هذا التوتّر الإجتماعي الخطير و المتصاعد يوماً بعد يوم.

PRENEZ LES CHOSES EN MAIN, NE COMPTER PAS SUR LA CHANCE.

{{ إن أريد إلا الإصلاح ما ستطعت و ما توفيقيّ إلا بالله عليه توكلت و إليهِ أُنيب }}

الله المُوفق ؛
حفظ الله موريتانيا ؛
حفظ الله إينشيري

صدقة جارية