أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / بيان من مبادرة السلم والمواطنة في أفريقيا

بيان من مبادرة السلم والمواطنة في أفريقيا

توصل موقع تابرنكوت الاخباري بالبيان التالي من مبادرة السلم والمواطنة في افريقيا:

مبادرة السلم والمواطنة في أفريقيا :

انطلاقا من الايمان المطلق بلزومية التحرك الفوري لحلحلة كل الصراعات المسلحة وغير المسلحة، والعمل على امتصاص مختلف بؤر التوتر الموجودة في بعض الدول الافريقية، والتي تنتج الكثير من المصائب والويلات بشكل شبه يومي، ونظرا لما تشهده بعض بلدان القارة السمراء من احتقانات اثنية وعرقية ادت الى إحداث شلل ببعض المنظومات السياسية والاقتصادية، ونظرا لتبعات ذلك من الكوارث الانسانية والبَينية والنزاعات النشطة، التي حوّلت جزء من هذا المركّب الافريقي العظيم، الى جحيم حقيقي على الأرض، يهدد التنمية والتطور للعديد من بلدان القارة ذات الحدود المغلقة تماماً كجمهورية الصومال وإثيوبيا، ومثل كينيا والسودان، “نفس الوباء الفتّاك الذي اجتاح قديما دولا افريقية اخرى بسبب النزاعات بين بعض المعارضين المتمردين، وبين الانظمة الحاكمة” (الكونغو البلجيكية السابقة في الستينيات والسبعينيات) ؛ (الكاميرون ، وتشاد ، وغينيا الاستوائية ، وأنغولا ، وموزامبيق ، وروديسيا ، والسودان ، ونيجيريا) ، وأخرى ، مثل الكوت ديفوار ، ومالي ، ووسط أفريقيا…
وجب استئصال هذا الورم الخبيث الذي ينخر كيان هذه القارة الرائعة، التي كُتب عليها ان تحيا تحت وابلات الوجع والآلام.

يعيش الكثير من شعوب دول العالم حالة التنوع على المستوى الديني والقومي والثقافي والطائفي، لكن هذا التنوع كان عبئا على بعض هذه الدول، فوصل بها الامر الى حالة من الصراع الاثني الذي راحت ضحيته آلاف الضحايا، فيما أوصل بعضها الآخر الى حالة من الانقسام والاحتقان، مثلما يحدث في بعض البلدان الافريقية بعالم اليوم.
ان المشكلة ليست في التنوع بحد ذاته، إذ بالامكان ان ينقلب الى واقع سلبي وعامل ضعف في الواقع المجتمعي، إن تم التعامل معه دون الحكمة والانسانية، والعمل على التأسيس لمبدأ المواطنة تحت اسقف النظام المؤسّساتي الذي يتساوى من خلالها الجميع في الحقوق والواجبات، فتتحقق المشاركة السياسية، والثقافية، والاقتصادية، للجميع بغض النظر عن انتمائهم واعراقهم ومشاربهم الثقافية، ليتحول الى عامل ايجابي لبناء مشروع تربوي متماسك وملائم للعصر، ينطلق من مقومات الأمة الافريقية ومصادرها، ويعلي من قيم التعايش السلمي بين كافة اطيافها المجتمعية تحت ظُللِ الوئام والتسامح واحترام التنوّع والاختلاف.

من الممكن ان تكون للهوية لحظة تضخم سلبي إن خضعت واستجابت لتحديات الاستعلاء والتفرقة، فالتمييز والنبذ الاجتماعي، او الغبن والاقصاء والتهميش، جميعها لحظات انتعاش للهوية المتضخمة، قد يخضع الانسان الافريقي لتقييد هوياتي ديني او قومي او مذهبي الى جانب هويته الجِنسياتية، فإن كان هناك صراع قومي كانت قوميته حاضرة فهو مواطن قومي، وان كان هناك تحدّ يتعرض له وطنه كان مواطنا قبل كل شئ، وان أسيء لطابعه الديني برزت هويته الدينية، وان كان هناك صراعاً فئوياً، او تعرض لتمييز نوعي، طغت حميته العصبية، لان الهوية موقف وسلوك، ولحظة مواجهة، فالاعتزاز بالانتماء لهوية معينة قد يجعل الفرد امام مسؤولية ابراز الهوية وعرضها وإشهارها، وهذا يتم من خلال وسائل عدة، حيث يمكن ان يتجسّد في طقس ديني او زي او لغة او نسق حياتي، القصد منه هو التمييز عن الاخر، او لاجل الاستعراض والتفاخر.

ان انعدام التعايش السلمي هو هيمنة أجواء من الشك والريبة، وعدم اطمئنان المكونات القومية والعرقية والدينية لبعضها البعض، ممّا يُحتّم ضرورة التعايش الانساني والاخاء بعيدا عن العنف والدمار والاقتتال والتقتيل والتنكيل والتشريد، وهو ما يحصل اليوم بكل أسف في هذه القارة الجميلة بكل الوان طيفها الزاهية، التي طالما اتسخت بالظلم والاضطهاد، وفاضت بسفك الدماء والدموع، وقد آن لها ان تعانق الفرح والسكينة والسلام.

علينا ان ندرك ان اطار تسوية مشكل التعايش بين المكونات اطار سياسي بالدرجة الاولى، وان الادعاء القائل بوجود فوارق “ثقافية” ناجمة عن البيئة والسلوك الاجتماعيين، والموروث الديني بين الطوائف والاثنيات لن تكون كلها مجتمعة حائلا دون تحقيق هذا التعايش، لكن شرط العمل على حل المشاكل العالقة والمطروحة عبر قنوات الحوار الفعلي الجاد، لان هذه المكونات هي مصادر وروافد للتنوع والازدهار والمنافسة، في ظل سيادة الأمن الاجتماعي واحترام الآخر، لان الهويات الفرعية، هي حقيقة سوسيولوجية لا يمكن التنكر لوجوديتها، بل يجب احترامها والحرص على تمازجها وانصهار بعضها ببعض، واعتبارها مصدر قوة ونمو وازدهار.

تلكم هي الأهداف الحقيقية التي ينبغي ان تكون محورا رئيساً في جدول اعمال القمة الواحدة والثلاثون التي تنعقد في العاصمة نواكشوط.

تمنياتنا لجميع الوفود المشاركة بطيب المقام وموفور الصحة والعافية، ويحيا الاتحاد الافريقي.

المنسقية العامة :
هارون الرباني
الشيخ سيد احمد بكاي
اعضاء المؤسسين :
الإسم:الشيخ سيد أحمد البكاي تياه/ نواكشوط
الاسم : محمد الامين ولد مولاي
الأسم إياء محمدن
المصطفي تابو العلوي
الاسم : هارون الرباني
الاسم سيد محمد اداع
حمادي ولد الشيخ محمد
احمد محفوظ ولد أهل بله
سيدأحمد ول سيدي ول مناني ول سيدمحمد
عالي عباس
الإسم مولاي المهدي ولد مولاي أعلي
محمدو سيد احمد الطالب
احمد باب محمد عبد القاد
الاسم مختار محبوبي
محمد الأمين ولد واو ولد الحسين
محمد احمد امبارك فال
الياس احمد
يحي الدد
النائب الشيخ بوي ولد شيخنا محمد التقي
بوي أحمد فاشي
عبدالله جا
مريم با
شيخ محمد فاضل كامرا
محمد بيشي
محمد محمود أحمدو
محمد المصطفي الكوري

نواكشوط ٢٩ / ٠٦ / ٢٠١٨

صدقة جارية