أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / السيد الرئيس و مُعاناةُ المغتربين في الخارج

السيد الرئيس و مُعاناةُ المغتربين في الخارج

لا يختلف اثنان على أن التاريخ سيذكر للرئيس محمد ولد عبد العزيز أنه أول رئيس عربي قام بطرد السفير الاسرائيلي من بلده و بدون سابق إنذار , و دون حسابٍ للعواقبِ كذلك .

ولن ينس الموريتانيون أن أرضهم احتضنت أول قمة للدول العربية ( رغم أن بعض الوفود كاللبنانيين مثلا ، كانوا يُدِلُّونَ علينا بحضورهم و تنازلهم بالمجيء ) . . و أخرى للقارة الأفريقية جمعاء ( و كانوا خيراً من سابقيهم ) كل ذلك في عهد الرئيس ولد عبد العزيز ، لكن لن ينس المواطنون كذلك و المغتربون بصفة خاصة الحيف الذي حَلَّ بهم ، حيث كانوا أشقى الناس بقانون الإحصاء الجديد و الحالة المدنية . و قد تطرَّق إلى حالتهم الصحفي أحمد فال ولد الدين في مقال له بعنوان

الجواز المليوني .. و صناعة الروهنغا في موريتانيا

هذا رابطه

http://ethaira.info/spip.php?article9441
و تعرض موقع العربي الجديد في بريطانيا كذلك لمعاناة المغتربين الموريتانيين في الخليج بسبب جوازات سفرهم في الرابط التالي

https://www.alaraby.co.uk/society/2017/2/11/معاناة-موريتانيين-بسبب-جوازات-سفرهم-1<https://www.alaraby.co.uk/society/2017/2/11/%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%A9-%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A8%D8%B3%D8%A8%D8%A8-%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%B2%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D9%81%D8%B1%D9%87%D9%85-1>

ممَّا يُسلط الضوء على الضَّيم و الإجحاف الذي تتعرض له الجاليات الموريتانية في الخارج .. حيث لم تعد المضايقة في المداخيل و حسب و إنما في الوظيفة حيث التهديد بالفصل أو حتى الترحيل في حالة عدم الإلتزام بالمواعيد المحددة , و في التقرير ما يكفي عن الإطناب .

النتيجة الحيَّة أن هذه الإجراءات أضَرَّت بمن في الخارج أيّما ضرر . . فنحن و لله الحمد ، منتشرون في الأرض . من الدول الإسكندنافية شمالاً إلى دول أفريقيا الجنوبية جنوباً .. و من الصين شرقاً إلى الأمريكيتين غرباً و حتى أستراليا و نيوزيلاندا توجد فيها جالية و إن كانت لا تتعدى أصابع اليد الواحدة ، لكن الجاليات عُموماً لها حضور في البلدان التي تتواجد فيها .. فهل يغطي كل ذلك أربعة مكاتب في كُلٍ من المدينة المنورة و أبو ظبي و أبيدجان و مدريد .

ثم ما هو دور السفارات الموريتانية في بقية الدول إذاً !

لذلك و من باب الانصاف نأمل كمغتربين قد عانينا الأمرَّين من القوانين السالفة الذِّكر أن يُقَدِّم السيد الرئيس لِوِلايته ، و التقديم هنا بمعنى التأخير ، كما قال حاتم الطائي

ﺃَﻣَﺎﻭِﻱّ ! ﺇﻥَّ ﺍﻟﻤﺎﻝَ ﻏَـﺎﺩٍ ﻭ ﺭﺍﺋِـﺢٌ .. ﻭَﻳَﺒْﻘَﻰ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻤﺎﻝِ ﺍﻷَﺣَﺎﺩِﻳثُ ﻭَﺍﻟذِّكْرُ

و كما قال سيدنا عمر (رضي الله عنه و أرضاه) ﻟﺒﻌﺾ ﻭلد ﻫﺮﻡ بن سنان : ﺃﻧﺸدﻧﻲ ﺑﻌض ﻣدﺡ ﺯﻫﻴﺮٍ ﺃﺑﺎﻙ، ﻓﺄﻧﺸدﻩ .

ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻤﺮ : ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻴﺤﺴﻦ فيكم ﺍﻟﻘوﻝ . ﻗﺎﻝ : ﻭﻧﺤﻦ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻥ ﻛﻨﺎ ﻟﻨﺤﺴﻦ ﻟﻪ العطاء .

ﻓﻘﺎﻝ : ﻗﺪ ذهب ﻣﺎ ﺃعطيتموه ﻭﺑﻘﻲ ﻣﺎ ﺃعطاكم .

يقصد بذلك قول زهير ابن أبي سلمى :

قد ﺟﻌﻞ المُبتغون ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻣﻦ ﻫﺮﻡٍ .. ﻭﺍﻟﺴﺎﺋﻠوﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺑوﺍﺑﻪ ﻃُﺮﻗﺎ

ﻣﻦ ﻳﻠق ﻳوﻣﺎً ﻋﻠﻰ ﻋِﻼّﺗِﻪِ ﻫَﺮِﻣﺎً .. ﻳﻠﻖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺣﺔ ﻣﻨﻪ ﻭﺍﻟﻨدﻯ ﺧُﻠﻘﺎ

فالسيد الرئيس و كما وعد ، لن يترشح لولاية ثالثة و ذلك إحتراماً للدستور و إحتراماً لمكانته كقائدٍ تسنَّم بموريتانيا قمتيْ الهرمين ، العربي و الإفريقي .. فمِثلُه يُنظر لقوله و يُؤخذُ به في المحافل الدولية و ليس المحلية فحسب .

لذلك و مِن باب المسؤولية كما قال نبيُّنا صلى الله عليه و سلم ؛ ( كُلُّكم راعٍ و كُلُّكم مسؤول عن رعِيَّتِه ) و كذلك حُسناً للختام و طِيباً للذِّكر يَجدُرُ بمن هو في مركزه أن يَنظر إلى مواطنيه الذين اضطروا للترحال ، تحملهم الآمال وَهنَةً و تَحُطُّهم العقباتُ أخرى .. أن يَنظر إليهم بعينِ الإخاء و المُساواة و التشجيع و التعاطف .. فيكفيهم من العناءِ هَمُّ الإغتراب .. كما قال ابن زُريق البغدادي في الهائية ؛

ﻳﻜﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﻟوﻋﺔ ﺍﻟﺘـﻔـﻨـﻴد ﺃﻥَّ ﻟـﻪ .. ﻣﻦ ﺍﻟﻨَّوﻯ ﻛـﻞَّ ﻳوﻡٍ ﻣـﺎ ﻳﺮﻭِّﻋُـﻪُ

ﻣﺎ ﺁﺏَ ﻣﻦ ﺳـﻔـﺮٍ ﺇﻻَّ ﻭﺃﺯﻋـﺠَـﻪُ .. ﺭﺃﻱٌ ﺇﻟﻰ ﺳﻔﺮٍ ﺑﺎﻟﺮّﻏـمِ ﻳﺘـﺒـﻌُـﻪُ

فما الداعي لأن نتكبَّد من المشاق ، ذرعُ الأرض إلى انواكشوط ، لا لحاجة سوى استخراج أو تجديد جواز سفرٍ من البديهيات في نظام أيِّ بلدٍ أن يتم بالنسبة للمغترب في السفارة أو القنصلية التي تمثله في بلد الإقامة .

طلبٌ مثلُ هذا ليس من المُحال و ليس من أحلام اليقظة ( أحلام الظهيرة كما يسميها البعض ) كذلك .

حتى لا يخرج علينا من يريد أن يتقوت بمصائبنا و يجعل منها مندوحةً لعيشِه .

حيثُ أنَّ هناك من نحى نحو الشاعر الفاطمي حين ضرب مصر زلزالٌ هلك بسببه من هلك و تشرَّد من تشرَّد ، فقال ذلك الشاعر في مدح الحاكم :

ﻣﺎ زُلزِلتْ ﻣِﺼﺮُ ﻣِﻦ ﻛﻴدٍ ﺃَﻟَمّ ﺑِﻬَﺎ .. ﻟﻜﻨﻬﺎ رَقَصتْ ﻣِﻦ عَدلِكُم ﻃﺮﺑﺎً

تخيَّل مدى الإنتهازية عندما يُمدح على الجُثثِ في الزِّلازل ، فماذا يُرجّى بعد ذلك !

فعندنا و من باب التَّزلف المذكور ذهب ببعضهم الجهل أن جعل من رئيسِ الدولةِ رَباً ، يُطعِمُ من جوعٍ و يُؤَمِّنُ من خوف .. و العِياذُ بالله .

تعالى الله عن هذا القول سبحانهُ علواً كبيرا .

فمِن مثلِ هؤلاء يُذهَبُ بالحقوقِ كُلّ مذهب .. و حسبنا الله و نعم الوكيل .

ختاما ، نرجوا كمغتربين أن لا نكون كمن يَكدِمُ في غيرِ مَكدِم ، أو يَشكو إلى الغربانِ و الرَّخَمْ .

و قديماً قيل ؛ من أقعدتهُ نكايةُ الأيام ، أقامتهُ إغاثةُ الكرام .

نرجوا من أصحاب المروءات أن يجعلوا من التخفيف عن المغتربين مطلباً وطنياً ، حتى نشعر أن لنا وطن فيه من يغار على حقوقنا من أن تُضيَّع ، و نحن متأكدون من ذلك و لله الحمد ، فمن رصد مليار أوقية كإحتياطي للحالات المرضية المستعجلة ، حتى تُعالجَ بالمجَّان ، يستطيع أن يستصدر قراراً بعودةِ السفارات لخدمة المواطنين ، فموريتانيا ليست لمن في الداخل فقط ، من ساكِني الولايات الذين تُحُمِّل عنهم تكاليف السفر إلى العاصمة و كُفُوا المؤونةَ بأن فُتِحت لهم المكاتب في عواصم ولاياتهم ، حتى يتمكنوا من الحصول على جميع الوثائق المُتاحة بما فيها جوازات السفر .

http://aghchorguit.info/node/1918

فإن نُظر إلى أهل الداخل بنظرةِ الحُنُوِّ هذه و خيف عليهم تكبد المشاق و شد الرِّحال إلى العاصمة ، فمَن في الخارج أولى و أحق لبُعد المسافة و ارتفاع التكاليف ، فكلنا أبناء هذا الوطن , سواءً المهاجر أو المُقيم .. و الحق أحق أن يُتَّبع .

شكرا جزيلا و جزاكم الله خيرا مرةً ثانيه

أخوكم : السيد ولد الشريف محمد أحمد

مواطن موريتاني من جنوب أفريقيا

صدقة جارية