أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / الأدوار القبلية والتحالفات التقليدية القلق الماثل على الديمقراطية الموريتانية

الأدوار القبلية والتحالفات التقليدية القلق الماثل على الديمقراطية الموريتانية

يكون السعي إلى الديمقراطية الحقة مسارا معقدا حافلا بالتضحيات الوطنية والروح الثوريةالطاغية، و  تتلاشى فيه الأطر التقليدية و تنضج المواطنة  و تسود العدالة مكرسة فصل السلطات واستقلالها في أنصع تجلايته،  يعطينا كفاح الثورة الفرنسية  نموذجا عن تلك الحقبة من تاريخ الأمة الفرنسية وما سبقها  من تأطير أهل الفكر   وأرباب الكلمة للناس واصطفافهم إلى جانب العدالة والتنوير لصالحها، فتجارب  الأمم الأخرى وتاريخها  يخبر عن كفاح من اجل العدالة ابدي للوصول إلى دولة القانون والمؤسسات وعن مسايرة أهل الفكر لتلك الصيرورة  وإبداء النقد عليها حتى تكتمل  اكتمالا، وليس سرا ما لذلك من صعوبة يواجه فيه  أهل العقل خسران حالهم الدنيوي في الغالب  ولكن يكسبون مستقبل أمتهم وينيرون طريقها غير مجاملين ولا عابئين بالإكراهات التي  يخضع لها  الأشخاص في أغلب أحوالهم،  نستحضر تلك التجارب لنتساءل ونحن نرى تحالفات ذات مرجعيات عصبية بدائية تخوض سباقا من أجل تكريس التناوب فهل يعقل هذا؟  وهل بإمكان القبيلة أن تكون وقودا يعول عليه للوصول  إلى غايات العدالة وهي في جوهرها تقوم على رابطة الدم  والعصب والحمية، لا أحد مؤمن بدولة القانون إلا  ويأسف أسفا على مسار قدر له أن تؤطره إكراهات في غنى عنها، و لا أحد يشك أن حاجة موريتانيا إلى خطاب شامل تعايشي ينأى  بنفسه عن عصبيات الجهة و القبيلة  ويرفضها أصبحت ملحة فلا تنمية ولا ازدهار  إذا كان قدر ديمقراطيتنا ان تظل رهينة المحبسين (الجهة والقبيلة) و ليس من عول إلا على النخب التي أدارت ظهرها للتنوير وانخرطت في  فوضى القبيلة والجاه والعصبيات المتعددة من بدايات المسلسل الديمقراطي و حتى يومنا  هذا واضعة الأغلال في  أهذان الناس غير  عابئة بمستقبل موريتانيا، فهل تجعلنا حملة  2019 ندق ناقوس الخطر على واقعنا البدائي أم أن هذه خصوصية موريتانية لا محيد عنها  وهي جزء من العمل السياسي في هذا البلد.

 

موقع تابرنكوت الاخباري الثقافي.

صدقة جارية