أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / سيداتي حين يرتبط الصوت بالوطن / تابرنكوت

سيداتي حين يرتبط الصوت بالوطن / تابرنكوت

 

سيداتي حين يرتبط الصوت بالوطن
كان سيداتي ولد آب ذاك الطفل الذي نشأ كأي موريتاني ولد في النصف الأول من القرن العشرين،  في مجمتع يقدس المعرفة  والذوق السليم   له معاييره الموضوعية في التميز، لا يجد المرء نفسه فاعلا فيه إلا إذا اتقن فنا، و للفنون الجميلة فيه -رغم الصحراء وقساوتها- مقام رفيع، في تلك البيئة التي أنجبت عبقري الشعر الحساني سيدمحمد ولد الكصري و صنوه محمد ولد آدب وغيرهم من من أجادوا صياغة الحرف ورفعوه  إلى أعلى الرتب ولد الفقيد، و في تلك البيئة  المقاومة و الولودة التي انجبت طفلا لا يقل شأنا عن من سبقوه، كان  قدر سيداتي الشاب في بواكيره  أن يلحن أول نشيد وطني في تاريخ الدولة ليصبح رمزا من رموز موريتانيا ما بعد الاستقلال،  في فن سيداتي عذوبة طافحة وانتقاءات سليمة وغناء غير فاحش وهو  كأي كبير يأبى السقوط و يتجنب الإسفاف ، هذا الموهوب الذي غادر عالمنا ترك موروثا بشريا لا يقل قيمة فنية، و كأن قدر آل آب أبدي مع الإبداع،  نتذكر ذلك  وقد  فارقتنا سيدة الغناء الموريتاني كريمته ديمي بنت آب ذاك الصوت الذي لا يتكرر ، وبالطبيعة كان للوالد سيداتي إسهام بارز في نضج تجربة الفنانة ديمي وتقديمها كأبرز الرائدين في عالم الغناء الموريتاني، يغادر سيداتي عالمنا ولدى المهتمين بتاريخ الفن في هذه الربوع ما يودون  تسطيره في حقه، وقد عاش ملتزما، مترفعا، وطنيا من الطراز الرفيع، و هو من جيل أتقن صنعته بتواضع جم وأصالة حببته إلى الناس وقربته.

رحم الله سيداتي ولد آب

موقع تابرنكوت الاخباري الثقافي

صدقة جارية