أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / الصامدون خلف جدار الصمت/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

الصامدون خلف جدار الصمت/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

الذين لا يسألون الناس إلحافا ،هؤلاء فعلا -كما عبر القرءان-يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف” .
أجل من شدة تعففهم و حرصهم على كتمان حاجتهم،يتصورهم بعض الناس أغنياء.
هؤلاء فريق عريض من المجتمع،منسيون بائسون كرماء،صابرون فقط على معاناتهم،دون استعداد للتذلل للمخلوق.
فمن لهؤلاء، ليكسر جدار الصمت و النسيان من حولهم،عسى أن تقضى حوائجهم و تسد خلتهم ،دون خدش مشاعرهم الرقيقة المرهفة الحساسة !.
المجاعة تسيطر على بطونهم و الحاجة تتجدد و تتعمق و تتشعب و تتنوع فى حياتهم،لا يقفون عند عتبة سلطان و لا يدقون باب غني ،سوى الغني الحقيقي،الله جل شأنه .
فهل نهتم حقيقة، لألم هؤلاء و حصارهم و تجاهلهم باستمرار؟!.
أم أن المنافع تقسم دون احتسابهم و فرض نصيبهم الملح المبرر ،بامتياز؟!.يستحقون البحث و التساؤل و الاستفسار و التنظير و التنفيذ العادل،لكن فحوى الواقع لا يتماشى مع هذه الاعتبارات الأخلاقية الجوهرية المفترضة.
هذه الشريحة من المجتمع تستحق،باستعجال،صلة الرحم،حتى لا يضيع المعروف بين الناس،لا قدر الله.
تحلو الحياة، حين يتقاسم أصحاب الدثور، بعض ثروتهم، مع المحرومين، و حين نبحث بصدق و جد و تواضع، عن هذا المستوى من ذوى الحاجات،الذين لا يسألون أحدا و لا يحرجون أحدا إطلاقا.
أجل صامدون خلف جدر الصمت و النسيان،يجوعون فى صمت مطبق،و يمرضون فى صمت تام مخيف،و ينتقلون إلى رحمة ربهم،دون أن تسمع ركزا!.سبحان الله.
هذه الحياة فيها من ملهمات التأمل و الاعتبار و الاتعاظ الكثير!.سبحان الله و بحمده،سبحان الله العظيم.
حياتنا،للأسف البالغ،تتجه للمزيد من الفردية و الانزواء و تقلص التزاور و التواصل،فلا تسرفوا فى الابتعاد عن التقاليد النبيلة و القيم العريقة التليدة الجامعة،المكرسة للتسامح و التعاون و التراحم.
حين يترك الانسان أخاه الانسان، يعانى دون اكتراث و تأثر،و لو بتضامن نسيبي،تضيع القيم الانسانية،تدريجيا،و تتسلل الكراهية و الأحقاد ، فى المقابل،و تتحول الحياة إلى ظل كئيب شاحب !،فلا تتركوها،تفقد نضارتها و جاذبيتها.
فالانسان ،بطبعه حيوان اجتماعي،حسب تعريف علم الاجتماع المعاصر،و شبكة العلاقات الاجتماعية،شبهها النبي الخاتم ،صلى الله عليه و سلم،بالبنيان المرصوص،و لا ازدهار للحياة الاجتماعية،إلا عبر مزيد من التعارف و الصبر و التسامح و التعاون.

صدقة جارية