أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العقوق …ظاهرة تتوسع/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

العقوق …ظاهرة تتوسع/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن

فى العقد الأخير من عمر هذا المجتمع، أصبحت ظاهرة العقوق تتوسع بشكل لافت،و العياذ بالله تعالى،و خاصة ضد الآباء ،و تساهم ظاهرة ردة فعل الأمهات المطلقات،فى ترسيخ هذا الكره ضد الآباء.محرضة إياهم، تركنى أبوكم و رمانى و إياكم.و لقد أضحت هذه الظاهرة واضحة للعيان، و لا يمكن تكذيبها لكثرتها،رغم تكتم الكثيرين عليها،تحت ضغط الصدمة و الاستغراب العميق،من قبل الضحايا،أي الآباء، بوجه خاص.
فإلى متى هذا النزيف الاجتماعي و الأخلاقي فى استمرار و تواصل مروع.
و لعل رشد بعض الأبناء، قد يخفف من هذه القطيعة الوحشية، ضد الأب بوجه خاص،إلا أن جرعة الكراهية المرتفعة،التى تربى عليها بعض الأمهات أبنائهن،لترسيخ الكراهية ضد الأب، تظل مدى العمر مؤثرة سلبا على العلاقة مع الوالد،و من الملاحظ أن بعض الآباء يصبر،رغم ما قد يسبب هذا من حزن و كمد و انفعال أحيانا،إلا أن هاتيه النسوة، قد يتجهالن أن هن بهذا التحريض القاسى الغريب،قد أفسدن مستقبل أبناءهن و علاقتهم مع آبائهم و مجتمعهم،و طبعا عرضن آخرتهن بسبب الظلم و آخرة أبنائهن، بسبب العقوق، للضياع .
إن ادعاء أي تدين مع العقوق، لا معنى له إطلاقا،و المرأة قد تنتهى حياتها مع والد أبناءها،لكن ذلك لا ينبغى أن يعني التحامل و الاستهداف غير المبرر.
إن للوالد واجبات تجاه أولاده ،و مهما ادعى أي طرف، أم أو ولد،تقصيره، فلا مبرر لعقوقه،فمن باب أحرى، إذا كان حنونا و يبذل المستطاع،حتى بعد مغادرته لعش الزوجية.
و باختصار تتخمر هذه الظاهرة المشينة المقرفة الوحشية فى أوساط كثيرة،و فى مجتمع النساء المطلقات، بوجه أخص غالبا.
فى دول أخرى يلجأ البعض للقضاء لإلزام الأبناء بزيارة آبائهم،و رغم ورود بعض الحالات محليا للقضاء،إلا أن الأغلب الأعم عندنا هو التكتم و انتظار الفرج،و لو بعد حين!.
و فى عالم الحيوانات قد تكون العلاقات العائلية أكثر دفءً،للأسف البالغ!،و لعل معروف العلاقات الانسانية ليس دائما مضمونا،فقديما قيل فى أمثلة العرب:”اتق شر من أحسنت إليه”.
و قال الله تعالى :”إن من أزواجكم و أولادكم عدوا لكم فاحذروهم”.
لكن صبر الآباء الحكماء،يوما ما ،بإذن الله،قد يخفف من حدة القطيعة المؤلمة،بإذن الله.

صدقة جارية