حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من موجات نزوح وتهجير قسري جديدة فيسوريا

، ووصف الشهر الماضي بأنه الأسوأ بالنسبة للمدنيين السوريين. يأتي ذلك بينما تجاوز عدد اللاجئين الفارين من الحرب السورية إلى دول الجوار حاجز الخمسة ملايين، بحسب بيانات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.وفي كلمة أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الخميس، قال ستيفن أوبراين إن مئات آلاف السوريين المحاصرين يواجهون “تهديدات شديدة ومروعة”، وأشار إلى استخدام الأسلحة التفجيرية في كثير من المناطق مثل حماة ودمشق ودرعا وغيرها؛ مما أدى إلى قتل المئات وتشريد الآلاف، فضلا عن استهداف البنى التحتية والمرافق الطبية والمدارس.

كما حمّل المسؤول الأممي حكومة النظام السوري مسؤولية تأخير دخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة، واتهم مجموعات معارضة بعدم التعاون مع عمال الإغاثة الإنسانية، وأشار إلى أن وصول المساعدات للمناطق المحاصرة لم يكن أحسن من الوقت نفسه العام الماضي.

من جانبه، انتقد مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت عدم سماح نظام بشار الأسدبدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا خلال عام 20177.

وقال قبل انطلاق جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع الإنسانية في سوريا اليوم، قال رايكروفت إن السماح بدخول بعض المساعدات لعدد قليل جدا من السكان قبل ساعات من انعقاد الجلسة غير كاف بالمرة، ووصف ذلك بأنها خطوة تثير السخرية من قبل النظام، مشيرا إلى أن هذه المساعدات وصلت إلى 2% من المحاصرين فقط.

وفي إجابة عن سؤال بشأن موقف بلاده إزاء مستقبل الأسد، أكد المندوب البريطاني في الأمم المتحدة أن موقف بلاده ثابت ولم يتغير، وقال إن المملكة المتحدة ترى أن الأسد لا يستطيع توحيد سوريا، وأنه يجب أن يترك منصبه.

 

ارتفاع اللاجئين
وجاء انعقاد جلسة مجلس الأمن حول الأوضاع الإنسانية في سوريا بينما أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين تجاوز عدد اللاجئين السوريين الفارين من الحرب في بلادهم الذي دخل عامه السابع خمسة ملايين شخص، في ما وُصف بأكبر أزمة للاجئين في العالم.

وأكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أنه يتعين على الدول من خارج الشرق الأوسط استقبال المزيد من السوريين، في إطار برامج إعادة توطين طويل الأجل، كما حث الدول على توفير المزيد من الخيارات القانونية للسماح للسوريين بدخول بلدانهم.

وأظهرت بيانات للمفوضية اليوم الخميس أن عددهم السابق بلغ أربعة ملايين وثمانمئة ألف، وبقي في هذه الحدود معظم عام 2016 قبل أن يتجاوز حاجز الخمسة ملايين.

وقال المتحدث باسم المفوضية بابار بالوش إن عدد اللاجئين السوريين في تركيا زاد بواقع 47 ألفا منذ فبراير/شباط الماضي ليصل إلى 2.97 مليون لاجئ؛ وهو ما يعني أن تركيا تحتضن أكثر من نصف عدد اللاجئين السوريين في دول الجوار.

وأشارت بيانات جمعتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والحكومة التركية إلى أن نحو نصف مليون لاجئ يعيشون في خيام حاليا.

ويستضيف الأردن نحو 657 ألفا مسجلين لدى الأمم المتحدة، بينما تتحدث الحكومة الأردنية عن وجود 1.3 مليون لاجئ سوري على أراضيها، ويعيش عشرات الآلاف منهم في مخيمي الزعتري والأزرق، أما الأغلبية فيعيشون في منازل خاصة.

ويبدو الوضع أكثر تعقيدا في لبنان، حيث يعيش معظم اللاجئين في مخيمات عشوائية في ظروف بائسة للغاية.

ويعيش في لبنان ذي الموارد المحدودة، بحسب الأمم المتحدة، نحو مليون لاجئ سوري مسجل، معظمهم في مخيمات عشوائية في ظروف بائسة للغاية، وتقول الحكومة إن الرقم أكبر بكثير.

وبالإضافة إلى السوريين المتواجدين في كل من تركيا ولبنان والأردن ومصر والعراق، يوجد مئات آلاف السوريين في دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة وكندا وغيرها، وبين 2011 و20166 قدّم أكثر من ثمانمئة ألف سوري طلبات لجوء في أوروبا.

وتقول الأمم المتحدة إنها بحاجة لتمويلات تقارب خمسة مليارات دولار لمساعدة اللاجئين السوريين، وتقدر المفوضية الأممية عدد النازحين السوريين داخل بلادهم بسبب الحرب بنحو 6.3 ملايين نازح.

وفي بيان مشترك مع منظمات دولية وسورية، قال أحمد طرقجي من الجمعية الطبية السورية الأميركية “حين يتحدث الناس عن اللاجئين يتخيلون مخيمات تديرها الأمم المتحدة، لكن الحقيقة أن 10% فقط من اللاجئين يعيشون في مخيمات”.

وأضاف “الأغلبية الكبرى تعيش في مخيمات عشوائية تم بناؤها على أرض زراعية في لبنان، وفي شقق ضيقة في الأردن، وفي مساكن تتضمن الحاجات الضرورية فقط في تركيا”.

المصدر : الجزيرة + وكالات