أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / محمدُّو ولد ابُّوكْ كما عرفته/ أحمدو ولد السيد

محمدُّو ولد ابُّوكْ كما عرفته/ أحمدو ولد السيد

المرحومان محمدو ولد ابوك والرئيس المختار ابان تدشين بناية المعرض سنة 1975 التي بنتها شركة ولد ابوك

رجل في الذاكرة

محمدُّو ولدمحمد عبد الرحمن ولد ابُّوكْ كما عرفته
رجل القبيلة بامتياز.
كان رحمه الله تعالى سندا لضعيفها، معينا لفقيرها، معيدا لمريضها، كافلا ليتيمها، منفقا على أراملها، محط رحال ضيوفها، بيته العامر دوحة تظل الجميع، كان رحمه الله فارس سبق لا يشق له غبار في المروءة والأخلاق والكرم، تراه والبيت مكتظا بالزوار يوزع الإبتسامة والعطايا على الكل في تجانس تام بين يده الطولى في العطاء وطلاقة وجهه، يسأل هذا عن حاله، وذاك عن حاجته، كان مع الغريب ممن يعرف ومن لا يعرف كما هو مع الأهل والأقارب.
يفد إليه صاحب الحاجة وهو واثق من قضائها، يودع زائره بابتسامته المعهودة كما استقبله.
كان رحمه الله تعالى رجل أعمال من الطراز الأول ،ساهم بدوره في تأسيس وبناء الدولة ونهضة اقتصادها منذ نشأتها وذلك من موقعه كأحد أوائل رجال الأعمال المتميزين من خلال مؤسسته الذائعة الصيت في أيامها (السعادة للبناء والأشغال العامة) والتي لا تزال العديد من المنشآت والمباني الحكومية والخاصة التي أنشأتها قائمة،في وسط العاصمة وفي الداخل.
شخصيا كان لي الشرف أن عملت معه وأنا شاب لفترة زمنية ناهزت أربع سنين اتسم أدائي الوظيفي في أحايين كثيرة منها بالعديد من الإهمال وعدم المبالات المؤديان إلى الكثير من الأخطاء في العمل، لم يلمني عليها قط بالمباشرة، وإذا اضطر إلى توجيه ملاحظة يكون ذلك من باب “ما بال أقوام” كان لي الأب، والأخ الكبير.
كلما عادت بي الذاكرة إلى تلك الفترة التي قضيت معه أتذكر فيه أخلاق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ومعاملته لخدامه كما رواها لنا أنس بن مالك رضي الله عنه في حديثه “خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما قال لي أف قط، وما قال لي لشيء صنعته لم صنعته؟ ولا لشيء تركته لم تركته؟ ” كان رحمه الله جوادا سخي الكف لا يرد السائل يعطي عطاء من لا يخشى الفقر و كأن الشاعر عناه بقوله:
يعطي المال إعطاء واهب @ إذا المرء أعطى المال إعطاء مشتري.
يقول فيه صديقه عمنا المرحوم محمد عبد الرحمن ولد السيد؛
مانكًعد عنك بالبنوك@محال و لا كثرت لصحاب
يمحمدو ول البوك@وران لك مان كذاب
هاذ تعرفها ذيك او ذاك@يعرفها ماه فيها شاك
حتان ما فيها تشكاك@نعرفها ما فيهالطناب
ما تذكر كًاع المعطاك@لاطيت العندك من لعكاب
واللي طلبك كيف اللي طاك@او لأنك للي تعط حساب
متوسل للحي الفكاك@بالرسلً داير يستجاب
ذاللي كايل وعود امعاك@عني ذاك الشور مخاب
إمد افعمرك وافمعناك@دينك وافمالك ما تنصاب
وابعين العناي يرعاك@ربك ويسر لك لسباب
واللي حسدك واللي نصاك@لاظرك واعليه العتاب
وان محال أني ننساك@وابصرت نحلف كل أكتاب
ما نكعد عنك بالبنوك@محال اولا كثرت لصحاب

وعلى ذكر تلك الحقبة الزمنية الجميلة وشركة السعادة، يمازحني أحد الإخوة بالكًاف التالي:
داير بعدان عند الله@لحمدو زين السعادة
وداير عندو زاد اليهواه@امن النجاح افسعادة.
رحم الله تعالى محمدو ولد البوك وأدخله فسيح جناته وبارك في عياله وجعل فيهم منافع المسلمين.

Ahmedou Seyed

صدقة جارية