أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / القاضي العلامة دب سالم ولد دحم الشنقيطي رحمه الله ..(0117)

القاضي العلامة دب سالم ولد دحم الشنقيطي رحمه الله ..(0117)


يمر البوم عقد من الزمن على رحيل هذا الشيخ المبحل و يمكن القول أنه كان من أواخر مشاييخ مدرسة علمية ذاع صيتها في جزء كبير من الفضاء الذي كان يعرف قديما بتراب البيظان حيث كانت تتنقل بعلمها المرفود في رحلة الفصول على ظهور العيس من منطقة أوكار جنوبا الي تيريس شمالا مرورا بانشيري و اكشار و تجريت .و كانت تعد في المنظومة التعليمية الأهلية بمثابة سلك ثالث لمن ان أراد أن ينفقه في علوم الدين كما كانت قبلة للارزاق حين كانت غاية الدنيا لدي سواد القوم تنحصر في مال الدم وخاصة في الابل التي كان ملكها يعتبر معيارا للرفاهية. .
.في الواقع رغم انني تربيت علي تمجيد تلك المدرسة التي ارتبطت في ذهني مذ سن الكتاب بمصطلح ’’ عقيدة اهل محمد سالم ” و رغم اواصر القرابة الاسرية مع المجموعة التي تشكل عصبها لم يكتب لي ان اتعرف علي وسط المحظرة المجيدة في غالبها الاصيل لما كانت تجوب الخلاوات بصبر و ثبات علي ظهور الجمال مستعينة بالقران لتقصير المسافات
طبقا لماثور قولهم القران والليل واكًشار
و لم يكن لي حظ في ملكية الابل بل ان المرة الاولي التي حاولت فيها ركوب الجمل كانت محاولة فاشلة في حديقة الحيوانات بجزر الكناري ,,
لكن كان لي الشرف ان اسافر مع اهلها و تاريخها و مسلكياتها و
منقولاتها و عقولها و عقلياتها و حتي مع المسكوت عنه من تراثها مع الشيخ او المرابط دب سالم و لد دحم و لد حبيب الله ة لد محمد ولد محمد سالم .رحم الله الجميع. كان ذلك بمناسبة بحث لرسالة الميتريز حول الحيازة في الفقهه المقارن بالقانون تحت اشراف الاستاذ التونسي الغرياني الذي كان يعد اطروحة دكتورا حول موضوع مشابه و قد قال في جلسة نقاش الرسالة و خارجها انه استفاد كثيرا مما جمعت فيها من الفقه حول الموضوع و كان الاستاذ سيتفيد اكثر لو انه حضر معي مجالس الشيخ العلمية بطبهعا .. كانت مناسبة لاكتشاف سر المحظرة و علمها النافع حيث ان كل كلمة من المنقول عن الشيخ كانت مناسبة في سباحة تقود الي مختلف المجالات من الفقه الي علم الكلام مرورا باللغة و بالسيرة و الحديث و تفسير القران بالاضافة الي مراد الطلبه التي لا تحصي… فكاني به مثلا لا حصرا و كيف تحصر اعماق البحار ؟ في جلسته العلمية المعهودة التي يطبعها الحياء معرجا في النقاش حول مسالة خلافية يقول بخصوص التاويل : التاويل يفرضه البحث عن القصد من القول لغة واصطلاحا فمعلوم ان خالد بن الوليد سيف الله المسلول ماهو حديده …او مدافعا عن السدل في الصلاة بحجة انه عمل اهل المدينة و هو اخر عمل رسول الله صلي عليه و سلم او خائضا في شتي المسائل حاصيا الاقوال الضعيفة بخصوصها ,و ناقلا عن والده عن جده عن مؤسس المحظرة لمرابط محمد و عن غيرهم من اوائل الطلبه الذين ادركهم او سمع عنهم , و كاني به بعد شروح مفصلة في موضوع الجلسة يكرر بعض فوائد النوافل و الادعية التي حدثته بها والدته عن عمتنا ميمونة منت عبد الله ولد احمدو ولد محمد سالم عن ابن اختها الشيخ النعمة و لد الشيخ ماء العينين … و كاني به علي ذكر والدنا عبد الله ولد احمدو يقتحم مجالات محظورة بحجة ان العلم ما فيه سحوة ( وهنا التمس مع باقات من الورد العذر من السيددات خصوصا من بنات عمي )… محدثا عن ما يعتبره بطولات عبد الله ’’ ال كان جامع بين منت برو في اطار و منت التكرور في تيريس و عيس طاط ( عيساتا تال ) في السنغال و ال كان ما يحكمو عن أخمس ماهو الشريعة…. و كاني به علي ذكره يقول بعد المزيد من الحكايات عنه : عبد الله و لد احمدو كان ” أفكًراش”” و كركر الطلبه ثم يستشهد بقوله في نقاش جري قديما بينهم حول احكام الحبس :
عذيري من قوم اذا ما أريتهم ## مدونة الشيخ الامام المهذبة
و تصحيح و توضيح و عزوا بثالث ## و نص ابن رشد في البيان و الاجوبة
اتوني بطعن التندغي و رشقه ## و رابعة العشرين جاءت متربة
………… حدثني ذات مرة لمرابط محمد سالم ولد عدود و كان في محظرة والده لمرابط محمد عالي دولة للقاضي دب سالم بهذه الابيات ثم قال لي دين عليك ابحث عند الاخوال أل شمس الدين عن ’كًفة ” هذه الكتب التي ذكر عبد الله و التي يبدو انها كانت موجدة بمكتبته في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي ..
و لا زلت ابحث عنها و فى ذلك التراث الاصيل
رحم الله السلف و بارك في الخلف و صلي الله علي نبيه الكريم

،،،وكتبه

عبد القادر ولد محمد تيب عليه،

صدقة جارية