أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / مقترحات من أجل انطلاقة صحيحة للسنة الثانية من المأمورية/الحسين محنض

مقترحات من أجل انطلاقة صحيحة للسنة الثانية من المأمورية/الحسين محنض

خلال أسبوعين تكون السنة الأولى من مأمورية فخامة رئيس الجمهورية قد اكتملت.. ودون الإغراق في التفاصيل أعتقد أن عوامل مختلفة (من أبرزها أزمة مرجعية الحزب الحاكم وتوابعها التي ألقت وما تزال تلقي بظلالها على الوضع، وأزمة جائحة كورونا التي شلت العالم لأشهر عديدة) جعلت هذه السنة تمضي دون تحقيق كثير مما كان يمكن تحقيقه خلالها.. ورغم ذلك أعتبر أن الحصيلة السنوية الأولى كانت بناءة وواعدة ومبشرة بأفق أفضل إذا أخذنا في الحسبان اعتبار فخامة الرئيس لهذه السنة بمثابة الفترة الانتقالية التي خولته الاطلاع على الأوضاع الحقيقية للدولة، والتطلعات الأساسية للشعب، وإدراكه أنه لم يعد هناك في المستقبل أي دقيقة قابلة للضياع من السنوات الأربع المتبقية من مأموريته، وأنه لا مناص من التعايش مع كورونا وأي مستجد آخر قد يظهر حتى لا تتوقف عملية الإصلاح والتنمية التي لا تحتمل التأجيل…

وأهم ما يحتاج فخامة الرئيس إلى إطلاقه مع بداية سنته الثانية في الحكم:

– تقييم أداء حكومته (الأداء الفعلي وليس الأداء النظري) وزارة وزارة واستبدال الوزراء الذين لم يظهروا الأهلية الكافية لمواصلة أعمالهم… وكذلك تقييم أداء كبار مدراء المؤسسات المهمة في الدولة…

– تشكيل نظام سياسي جديد واضح المعالم أغلبية ومعارضة.. فالاستقالة الحالية للمعارضة وإن كانت مفيدة من حيث عدم شيطنة النظام فهي خطيرة من حيث إن غياب المعارضة السياسية يعني التأسيس للمعارضة العرقية، كما أن غياب الأحزاب السياسية يعني هيمنة الحركات السياسية، وغياب المشاريع السياسية يعني ظهور المشاريع الأيديولوجية والعرقية. فإحياء الملف السياسي يبقى هو أهم مشروع جامع للدولة قادر على استيعاب التناقضات العرقية والأيديولوجية في بلد فقير متعدد الأعراق كموريتانيا لا يتوفر على وظيفة عمومية قادرة على استيعاب طاقاته المهنية ولا على اقتصاد قوي قادر على امتصاص هذه الطاقات التي لا يوجد لها أي موجه حالي غير السياسة…

– تطهير المجال العام للدولة من شبهات الفساد والتسيب الإداري والرشوة، فالإصلاح والفساد لا يمكن أن يتعايشا ولا بد للنظام أن يختار بين خيارين صعبين:
* رضى نخبة سياسية وقبلية وعرقية متلونة لا تتربح إلا من الفساد في وقت يقترب الفساد فيه من الدفع بالبلد إلى الفشل والانهيار التام.
* رضى الشعب الموريتاني ونخبه الحرة وذلك لا يكون إلا بتطبيق دولة المواطنة والقانون كاملة غير منقوصة.

– إحياء البنيات المجتمعية الحديثة (الشباب والنساء والأطر) البديل الوحيد للبنيات التقليدية (القبيلة والجهة والعرق) وقيم الدولة العصرية في التعيينات والترقيات (الكفاءة والجدارة والاستحقاق) بدل الوساطة والزبونية والمحسوبية…. يتواصل

صدقة جارية