أخبار عاجلة
الرئيسية / آراء / افتتاحية الموقع:مستقبل موريتانيا تحديات اخذ القرار في القضايا الكبرى

افتتاحية الموقع:مستقبل موريتانيا تحديات اخذ القرار في القضايا الكبرى

ليس بخاف على الإطلاق التجربة العسيرة للبدايات قبل ستين سنة، ولكن ما من عاقل يخامره أدنى شك في أن تحديات المستقبل تفوق تلك التحديات التي واجهناها ككيان ناشىء في بديات الاستقلال، ودونما أن اوقظ ذاكرتكم أحيلكم إلى ماسطره الرئيسان المخطار وهيدالة وغيرهما من الجيل الأول. ولكن الثابت أن ازمات الدول هي نتاج الأحداث التي أخذ القادة فيها قرارات سيئة فالقرارات تكون أحيانا من الناحية الظرفية قرارات جيدة ولكن من الناحيه الاستراتيجية قد تكون قرارات كارثية-وهذا معلوم-هنا يأتي في المقام الأول دور صانع الرأي الحصيف الذي ينظر دائما إلى المآلات مغلبا الاستدامة على الظرف أو مازجا بينهما بكياسة تحققهما معا,، هو تماما مثل مهندس معماري يريد أن يبني ناطحة سحاب فإذا كان بليدا لا يتحلى بالمهارات الكافية فسوف تقع على رأسه وفي احسن الاحوال تقتل سكانها، 

هنا لا بد بكثير الحصافة أن نفهم اليوم اننا في عالم تتنازعه الأطماع وتهدده كيانات  تعمل ضد الدولة والأمن، وتتصارع فيه القوى الكبرى على نهب الثروات الوطنية  للدول الصغرى  وجرها لانشغالات داخلية وزرع القلاقل  بين مكوناتها وفي النتيجة تحصل هذه الدول على مبتغاها وهو الثروة التي تحرك اقتصادياتها،  في حين يظل هم الحكومات هو كسب رضى هؤلاء البلدان ومحافظة الحكام على حكوماتهم. إن هذه التصرفات من الدول الكبرى اصبحت معظم الحكومات وصناع الرأي على دراية بهذا ولكن للأسف الشديد لا زالت الغالبية العظمى من الشعوب لا تدرك أن هناك كيانات داخلية مشروعاتها وبرامجها خارجية وبالتالي للقضاء على كل هذا لا بد أن نحسم قضية الهوية الجامعة و ان نضع اليد على ثرواتنا بضرورة استغلالها خصوصا شركات المعادن والثروة السمكية ،والغاز، و أنني لأعتقد جازما أن فخامة الرئيس إذا لم يبادر بسرعة مدروسة في بناء منظومة عدالة قوية تسترجع للمواطنين حقوقهم وتبني اقتصادا عصريا يركن إلى الشفافية في العقود فسوف نكون فريسة سهلة للفقر وبوائقه التي لا تنتهي، ولا أحد يمكن أن يحمل الرئيس الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني كل هذه المآسي،  ولكن يمكن أن يطالبه بالتحرك سريعا فنحن في منطقة تحتم علينا أن نعتمد على ذواتنا ليس في تأمين حدودنا ولكن في إطلاق مشروعات كبرى في مجال الزراعة والانتاج و تحديث القوانين العقارية ومحاسبة الضالعين في الرشاوي وخلق انظمة تعليمية وصحية ذات جودة. إن الوضعية اليوم في ظل هذه الجائحة صعبة ولكن ما من خيار سيدي الرئيس كما يقول شكسبير على لسان هاملت إلا أن أكون أو لا أكون.

فلكم من الجيد أن نجلس لنتافخر بعد عشر سنوات كيف تغير القدر البائس بحكمة وصرامة قيادتنا إلى مصير زاهر محترم لبلد أستغلت نقاط قوته أحسن استغلال وسادت فيه العدالة، وليس هذا مستحيلا أعتقد انكم بما تتمتعون به من خصال حميدة وسمو نفس قادرون أن تصنعوا لبلدكم تاريخا يكون انطلاقة حقة ليست في التلفزيون الرسمي ولكن على أرض الواقع يراه الجميع دون الحاجة إلى تلفزيون. فسر على بركة الله وخض بنا بحر الغماد فإنا معكم مقاتلون في سبيل بناء أمة وصناعة تاريخ.

موقع تابرنكوت

صدقة جارية