أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / افتتاحية الموقع/عام من الحكم بشائر التغيير الهادئ

افتتاحية الموقع/عام من الحكم بشائر التغيير الهادئ

لا يخامر الشك  أحد في قلق الموريتانيين على مصائرهم، ذلك القلق الذي تبدو أسبابه مشروعة،  فحصيلة التنمية في الدولة الموريتانية الحديثة تبدو هزيلة مقارنة مع الموارد والفرص التي اتحيت لحكام هذه البلاد، و لكن مهما يكن من أمر فإن الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني بدا حكيما و عاقلا يدبر امره في حزم وكياسة في سنته الأولى.

 ظل من عرف الرجل يتحدث عن خصاله القيادية الفذة ولكن دون مبالغة يبدو الرجل في طريقه لإعطاء الشواهد للموريتانيين من خلال هذه السنة ذات الخصوصية بكل الابعاد. فإن كانت سنته الأولى سنة ألقت جائحة كورونا بظلالها عليها، فهي بالتأكيد  سنة صراع سياسي تمكن فيها الرجل من تعزيز انصاره داخل أغلبيته وحسم انسجامها، . في حين لم يخسر معارضته أو يعطيها سببا وجيها لتأليب الرأي العام عليه. 

سنة كان للبرلمان -العائد لتوه من دروب بعيدة- أن يأخذ زمام المبادرة من جديد سابحا في تيار قلما سلكه بتفويضه للجنة برلمانية لتحقق في ملفات تسييرية كبرى، و خلال ستة أشهر يمكننا القول أن هذه اللجنة خرجت بتقرير جيد أعطى للموريتانيين فكرة عن طبائع التسيير الذي كان ممارسا. والحق أن أي جهد مذكور لا يمكن أن يتم إلا إذا كانت هناك إرادة سياسية تدعمه وتؤازره ولا تضع العراقيل في سبيله.

هذه السنة ان كانت سنة سياسية ناجحة كما اشرنا هي أيضا سنة دبرت فيها الجائحة ما يمكن من تدبير رغم بعض الاختلالات إلا أن الحصيلة العامة بدت مرضية، ويمكننا الرجوع إلى المشاكل في قطاع الصحة لندرك كم أفلح هذا النظام في انقاذ ما يمكن انقاذه، فقد كانت مشكلة التزوير والتسيب وقلة الكادر الطبي وانعدام الرقابة و التجهيزات مشاكل قائمة، ويحسب للوزير المعني سعيه لتحريك المياه الراكدة بالرغم من عزم المتضررين إلحاق الأذى بكل عملية إصلاح وتشويهها.

ومهما يكن من تحديات أمنية و اجتماعية و سياسية  داخلية فقد ظلت موريتانيا في قلب الأحداث الدولية، فاعلة ومبادرة وكانت قمة الساحل في نواكشوط أول عزم حقيقي غير مسبوق أبان عن ثقة  الاصدقاء والحلفاء في الرجل  فحضور زعماء الدول الأعضاء لمجموعة الساحل و الرئيس الفرنسي والاسباني في هذا الظرف إلى انواكشوط كان رسالة بالغة الدلالة وصريحة إضافة إلى المستشارة الالمانية عبر تقنية الفيديو و رئيس وزراء بلجيك.

في المجمل اعطتنا هذه السنة جرعة أمل كبيرة فهي سنة إدارة الأزمات المتعددة نجح فيها الرئيس بدون شك وبرهن على حصافة وحكمة كبيرة إلا أن رهانات التنمية لا تزال حاضرة.

فمؤشر هذه السنة مكننا من التعويل على عمل جبار سيمحي آثار هذه الجائحة، و سيعطي فرصا للجميع للبناء،  و ختاما كانت الكلمة التي وجهها أحد اعيان وجهاء انيشيري حمود ولد عبد الرحمن تلخص حجم الارتياح لهذا الحكم ورئيسه محمد ولد الشيخ الغزواني على الأقل في اوساط العقلاء وأهل التاثير.

موقع تابرنكوت

صدقة جارية