أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / خطبة الجمعة في موريتانيا في واد ومشاكل المسلمين في واد آخر!

خطبة الجمعة في موريتانيا في واد ومشاكل المسلمين في واد آخر!

لئن كانت الخُطبة بمفهومها الشامل أداة مهمة للتأثير في الإعلام والتعليم والدعوة والتربية ، في السلم والحرب ، وفي حال السراء والضراء والضعف والقوة ؛ فإن خطبة الجمعة تتميز عن جميع الخطب بميزات وخصائص تجعلها ذات أهمية لا يمكن أن تساويها أو تقاربها أي خطبة أخرى .
فلخطبة الجمعة – من بين الخطب – مكانة خاصة ، فهي عبادة أسبوعية تُهز بها أعواد المنابر ، ويلتقي المسلمون في مساجدهم لسماعها ، ويصدرون متأثرين بكلماتها ومعانيها ، قد أخذوا حظهم من الدعوة للخير والتحذير من الآثام والشر .
فخطبة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام لها دورها الفعال في صياغة سلوك الناس والتأثير عليهم في شتى المجالات ، ولها دورها البارز في خدمة الدعوة إلى الله ، فقد خصَّ الله المسلمين بيوم الجمعة ، وجعله عيدهم الأسبوعي ، وفرض عليهم فيه صلاة الجمعة وخطبتها ، وأمر المسلمين بالسعي إليها جمعًا لقلوبهم ، وتوحيدًا لكلمتهم ، وتعليمًا لجاهلهم ، وتنبيهًا لغافلهم ، وردًّا لشاردهم ، وإيقاظا للهمم ، وشحذًا للعزائم ، وتبصيرًا للمسلمين بحقائق دينهم وعقيدتهم ، ومكايد عدوهم ، ومما يجب عليهم ، وما لا يسعهم جهله ؛ وتثبيتًا لهم جميعًا على تعظيم حرمات الله .
لهذا وغيره كان لخطبة الجمعة مكانة سامية وأهمية بالغة ، لكن للاسف يبتعد حال خطب الجمعة في مساجد موريتانيا عن الاهداف السامية للخطبة اصلا.

فيقتصر خطباء الجمعة على اتقوا الله ، وجعلني واياكم من الذين يسمعون القول فيتبعون احسنه. وتنهي الخطبة ، في حين ان المستمعين اليها في امس الحاجة الي توعيتهم على كثير من امور دينهم ودنياهم . فبعض مصلي صلاة الجمعة لا يعرفون حتى قيمتها ولا ادابها . فتجد الخطيب يخطب وهم يتبادلون اطراف الحديث فيما بينهم . وقد جاء في الحديث الشريف : **عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قلت لصاحبك من يوم الجمعة والإمام يخطب: أنصت، فقد لغوت، ومن مس الحصى فقد لغا، ومن لغا فلا جمعة له، أيها الناس انصتوا استقبلوا الإمام تؤجروا رحمكم الله. **

فمتى تكون خطبة الجمعة في بلادنا مكرسة لهموم المسلم وتثقيفه بما ينفع دنياه واخرته؟

صدقة جارية