أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية الاخبار / محمد عبدالرحمن ولد آبيه أول من وضع القطار على سكة ازويرات

محمد عبدالرحمن ولد آبيه أول من وضع القطار على سكة ازويرات

تأسست شركة ميفرما سنة 1952 برأس مال بلغ 30 مليار فرنك فرنسي عبارة عن سلفة من البنك الدولي بـلغت 16 مليار فرنك فرنسي وبضمان من فرنسا، و7.7 مليار فرنك فرنسي حصة لفرنسا، فيما رصدت البقية من عدة شركاء مساهمين من أبرزهم اليهودي الألماني “روتشليد” الذي تولى تأسيس سكة الحديد، إضافة إلى الحكومة الموريتانية التي حصلت على نسبة 5% من الحصة الخصوصية، وحصل المكتب الجيولوجي الموريتاني على نسبة 42%، فظلت ميفرما في الوجدان العام ليتم تأميمها سنة 1974، بوصفه الحدث الأبرز في تاريخ الإقتصاد و الصناعة الموريتاني و حملت إسم الشركة الموريتانية للصناعة و المناجم SNIM.

بعد تسع سنين خلت من تأسيس “ميفارما” و تحديدا في فبراير سنة 1961، و نظرا لما خلفته تداعيات الجفاف و ندرة الأمطار وشحّ الظروف المعيشية ، إلتحق الفتى العصامي محمد عبد الرحمن محمد المامي آبيه المولود سنة 1937 بإيتشيري، بركب العمال اليدويين المتدربين في مشروع بناء السكة الحديدية الذي بدأ من مدينة انواذيبو باتجاه مدينة ازويرات لتبدأ بذلك الحدث مسيرة حافلة من النشاط و الخبرة و التميز مكنته من التدرج و الإرتقاء في السلم الوظيفي المنقطع النظير فما مكث إلى أن صار إطارا أولا من الدرجة السادسة . رغم الصعوبات التي واجهها بداية نظرا لجهل لغة التعامل، لكنه اعتمد على طموحه الشخصى ليطور تعليمه بصفة استعجالية تزامنا مع ضغط المشاغل فما لبث عامه الثاني حتى شارك في مسابقة مكنته من أن يصبح معلما مساعدا فنيا . بعدها تواصل حجم الطموح بالترقية للوصول إلى صرح يليق بحلم رجل يسعى لخدمة وطن رأى أنه لن يرى الأفق إلا من خلال تحقيق صحوة اقتصادية و صناعية مكتملة الأركان و لا مجال للتقاعس عن تحقيق الحلم.

تم توشيحه من طرف رئيس الجمهورية آن ذاك المرحوم المختار ولد داده بوسام فارس في نظام الاستحقاق الوطني ، كما أنه أول من طرح أول عربة للقطار على السكة الحديدية -BB N^1- و هو المسؤول عن النقل العام على طول السكة الحديدية.

شارك العميد في مرحلة مرتنة ” ميفارما ” فقبل التأميم بأقل من أسبوع انتُدِب العميد محمد عبد الرحمن ولد آبيه من طرف المدير العام للشركة و الوالي آن ذاك لحضور اجتماع سري مع البعثة الرئاسية المكلفة بقص حقائق الشركة تمهيدا لاعلان التأميم.
بعد الإعلان عن ميلاد الشركة الموريتانية للصناعة و المناجم “سنيم – SNIM” أعلن عن فتح المساهمة أمام كل الراغبين بنسبة 50% فكانت فرصة للعميد أن أصبح مساهما معتمدا بخمسة أسهم متفاوتة مما مكنه حتى اليوم من حضور اجتماعات الشركة نظرا لبروز اسمه بين الملاك الرسميين. كما تم اختياره منسقا أثناء الحرب مع الصحراء الغربية بين وحدات الجيش المرافقة لتأمين القطار و الشركة.

في سنة 1985 تمت مكافأة العميد عبد الرحمن ولد آبيه بتحويله الى شركة مستقلة تدعى “سافا – SAFA” بتصرّف صرّح المدير العام بعد ذلك أن إجراءاته لم تأخذ مجراها الاداري المطلوب حيث تم بيعه من طرف اسنيم للمشغل الجديد دون تعويض لحقوقه نظرا لنص العقد الرابط بين العامل و المشغل ، بينما واصل العميد منذ ذلك الحين مراسلة الإدارات المتعاقبة بضرورة تسوية الوضعية، الأمر الذي مازال لحد اليوم لم يلق آذانا صاغية تراجع وضعية رجل قدم عقودا من التضحية و المثابرة أملا منه في تحقق العدالة و روح الإنصاف التي يلمسها في من لهم الأمر والنهي في قضية لا تكلفهم سوى جرة قلم ولسان حاله يقول ” أتمنّى أن يدركني مَنْ سينصفني”

صدقة جارية