أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة سيدي عبد الله ابن أبي بكر التنواجيوي الشنقيطــــــي 007

العلامة سيدي عبد الله ابن أبي بكر التنواجيوي الشنقيطــــــي 007

هو الإمام الشيخ النحوي اللغوي المتفنن العالم العلامة حامل لواء السبع أبو محمد سيدي عبد الله بن أبي بكر التنواجيوي رحمه الله تعالى.

كان رحمه الله تعالى أحد الأعلام المشهورين والإئمة المذكورين جد في طلب العلم فبلغ الغاية القصوى رحل إلى قطب زمانه ولي الله تعالى سيدي أحمد الحبيب اللمطي السجلماسي وقرأ عليه السبع بل أزيد من السبع ولا أدري هل قرأ بالعشر فقط أم بأزيد منها وقرأ كثيرا من الفنون والفقه والنحو وغيرهما وأتى بخزانة نفيسة فوجد الناس يلحنون في القراءة ويصحفون في الحروف فأزال اللحن والتصحيف عنهم ولا سيما مسألة الجيم المشهورة، وصحح القرآن وجوده وقصده الناس وانتفعوا به وانتفع به خلق كثير فصاروا أئمة يقتدى بهم انتهت إليه رئاسة الإقراء في بلاد التكرور في زمانه وبعد صيته.

كان رحمه الله تعالى إماما جليلا، صدرا من صدور العلماء ، بحرا من مفاخر النجباء ، بحر لا تكدره الدلاء ، محييا للسنة ، مميتا للبدعة ، جامعا لعدة علوم ، منها القرآن والحديث والفقه والعربية وغير ذلك ، بزغ في الفقه ورسخ فيه وفي العربية وفنون شتى، ما رأيت أحسن نقلا منه ولا أكثر اطلاعا على المسائل منه ، له فتاوى في الفقه تدل على وسع باعه ، وكثرة اطلاعه ، يدعم الجواب بالنصوص الصريحة والنقول المعتمدة؛ يفسر الشاطبية والخلاصة ومختصر الشيخ خليل ، أخذ القراءات عن الولي الصالح المقرئ المتفنن سيد أحمد الحبيب السجلماسي عن فلان عن فلان .. إلخ

قرأ عليه الطالب صالح التنواجيوي ، والمختار بن عمر بن الحاج الطيب والخضر وإلياس ابني الفقيه محمد ابن الحاج عثمان، وعمر بن محمد بوه الايلي ، وغيرهم مما لا يكاد يعد، وأخذ عنه شيخنا الفقيه سيد أحمد بن موسى بن إيكل الزبيدي رحمهم الله تعالى

وقد ورد السند الإقرائي ذي الأصل المغربي على أيدي أربعة شيوخ
أولا : سند محمد المختار بن الأعمش العلوي
ثانيا سند ابن امبوجه سيدي محمد بن محمد الصغير بن امبوجه العلوي
ثالثا : سند محمد الأمين بن أيده بن عبد القادر الجكني
رابعا : سند سيدي عبد الله ابن أبي بكر التنواجيوي

وقد قال الدكتور سيد أحمد ولد عبد الله في كتابه السند القرآني – دراسة وتأصيل السند الشنقيطي نموذجا ما نصه :
“هذه هي الإجازات الثلاث التي لا تمر على التنواجيوي؛ أما الأولى والثانية فصحيح أنهما لا تمران على التنواجيوي كما هو واضح من خلال قراءتهما ولكن لانقطاعهما وعدم وجودهما في الإجازات اليوم فإن قيمتهما العلمية تبقى محصورة في قيمتهما التاريخية كمصدر من مصادر تاريخ القرآن والقراءات في هذا البلد لا اكثر.

أما الإجازة الثالثة وهي إجازة محمد الأمين بن أيده بن عبد القادر الجكني فقد اخطأ الباحثون وشيوخ المحاظر حين عدوها من الإجازات التي لا تمر على التنواجيوي ولأنها مازالت موجودة ومتداولة فقد حرصت على الحصول عليها وهو ما تيسر لي بعد مقابلة مع الشيخ الذي يحملها فسلمني نسخة منها بخطه عليها طابع شيخه وعندما قرأت هذه الإجازة لاحظت أنها تمر على أحد أبرز تلامذة التنواجيوي غير المباشرين وهو الطالب أحمد ولد محمد راره ، فدعاني ذلك إلى الشك في كونها لا تمر على التنواجيوي فعمدت إلى مقارنتها ببعض نسخ إجازة التنواجيوي للتأكد من كونها لا تمر عليه، وبعد مقارنتها ببعض النسخ اهتديت إلى أنها تتوافق مع إحداها توافقا تاما بدءا من الشيخ الذي أعطاها إلى أن تصل الشيخ الذي أخذ عنه الطالب أحمد ولد محمد راره وهو سيد محمد ابن عبد الله ، وحينها وقع الخطأ الذي أدى إلى غلط البعض فيها، وهو أن من قام بنسخ هذه الإجازة أخطأ في نسبة هذا الرجل فنسبه قائلا : “سيد محمد بن عبد الله الفلالي” وأدت هذه النسبة (الفلالي) التي توحي بأن صاحبها مغربي بقارئ هذه الإجازة وخصوصا إذا كان من غير أهل الاختصاص أن يقول إن هذه الإجازة لا تمر على التنواجيوي لأن الطالب أحمد ولد محمد راره اخذها عن الفلالي وهو مغربي ، وهذا خطأ بين لأنه سبق معنا أن الطالب أحمد ولد محمد راره أحد تلامذة التنواجيوي غير المباشرين روى عنه القراءة بواسطة سيد محمد بن عبد الله بن باب التنواجيوي.
ويؤكد لنا ذلك أكثر أن الطالب أحمد ولد محمد راره لم يأتي في ترجمته أنه أخذ القراءات إلا عن سيد محمد بن باب التنواجيوي هذا.

ثم إن التوافق التام بين هذه الإجازة وإجازة أخرى عن نفس الشيخ يقطع الشك باليقين أن سبب هذا الخطأ هو الكتابة لا غير لاسيما أن الإجازة التي حصل معها التوافق من الإجازات المعتمدة اليوم في شنقيط ومشهورة في كافة أنحاء الوطن لكثرة عدد من يحملونها، ولأن صاحبها له محظرة كبيرة ومشهورة في العاصمة انواكشوط ويقدم درسا من التجويد عبر الإذاعة الوطنية في برنامج يسمعه المواطنون في كافة أرجاء الوطن وخارجه ، ويشارك بعض طلبته في المسابقات الدولية لتجويد القرآن، وقد وردت هذه الإجازة ضمن الإجازات الأربع التي اعتمدتها لتصحيحها والتعليق عليها والمقارنة بينها، وهي إجازة الشيخ ولد الشيخ أحمد الجكني.

ويؤكد أيضا قولنا إن الخطأ سببه النسخ ما وقع في هذه الإجازة من إسقاط لرجلين من رجال السند بين أبي عبد الله الصغير وأبي العباس الزواوي هما : أحمد بن محمد بن موسى الفلالي وأبي عبد الله محمد بن الفخار السماتي.

وبناء على هذا نقول إن هذه الإجازة تمر على التنواجيوي مما لا شك فيه غير أن سقوط اسمه منها بسبب خطأ في النسخ أدى بالبعض إلى الاعتقاد بأنها لا تمر عليه” انتهى.

إذا إجازة التنواجيوي هي الإجازة الوحيدة المتداولة اليوم بالنسبة للسند القرآني المغربي الأصل، حسب ما أفاد به شيوخ المحاظر في أكثر من ثمانين محظرة وما أكده الباحثون.

وينحصر السند القرآني الأصل في أربعة طرق كلها عن التنواجيوي وهي :
• طريق الطالب أعمر الملقب بالكنزي وهو من تلامذة التنواجيوي المباشرين وتوجد هذه الطريق في شرق البلاد ووسطها وغربها وهي أكثر الطرق انتشارا من حيث الجغرافيا، وتعطى في مدرشة أهل ديدي للعلوم الشرعية.
• طريق محمد ولد مولود الغلاوي وهو أحد تلامذة التنواجيوي المباشرين كذلك وتكثر هذه الطريق أو تكاد تنحصر في المنطقة الغربية وهي كثيرة ومتداولة ومن أشهر المحاظر التي كانت تعطيها محظرة الإمام والعلامة بداه ولد البوصيري والآن محظرة تلميذه محمد محمود ولد أحمد يوره
• طريق الطالب صالح بن الطالب مختار التنواجيوي وهو أحد تلامذة التنواجيوي المباشرين وتتميز طريق هذا الرجل بأنها الوحيدة التي تروى من خلالها الإجازة في القراءات السبع، كما تروى من خلالها إجازة قراءة نافع؛ مما يجعله هذه الطريق طريقين.
• طريق الطالب أحمد ولد محمد راره (بواسطة سيد محمد بن عبد الله) وهو من تلامذة التنواجيوي غير المباشرين أخذ الإجازة عن سيدي محمد بن عبد الله بن باب ولكن لشهرته نسبت إليه الطريق. وهذه الطريق وإن كان محلها الأصلي وسط البلاد إلا أنها الآن توجد في غربها وفي مدينة انواكشوط بالتحديد ومن أشهر المحاظر التي تعطيها محظرة المحسنين.

وللتنواجيوي رسالة في الجيم وقد توفي رحمه الله تعالى سنة 1145 هجرية 1733 ميلادية

جعل الله ذلك كله في ميزان حسنات سيدي عبد الله ابن أبي بكر التنواجيوي ورحمه الله وجعلنا ممن يتعلمون القرآن ويعملون به ويعلمونه . آمين

المصادر :
فتح الشكور في معرفة أعيان علماء التكرور
السند القرآني دراسة وتأصيل – السند الشنقيطي نموذجا

اترك تعليقاً

صدقة جارية