أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / القاضي أحمد سالم بن سيد محمد الأبهمي (ديدي) الشنقيطي (0126)

القاضي أحمد سالم بن سيد محمد الأبهمي (ديدي) الشنقيطي (0126)

هو العلامة القاضي أحمد سالم الملقب (ديدي) بن سيد محمد بن الشيخ أحمد بن محمذو بن الفاضل بن المأمون بن محمذن بن أعمر الأبهمي الشمشوي ، ينتهي نسبه إلى ألفغ يحيى الملقب (أبهم) الذي سميت به القبيلة وهو ابن امهنض أمغر الجد الجامع لبني ديمان.
وأمه سكينة بنت أحمذ بن زياد بن حامدت بن عبيدي بن محمذن بن ألفغ عبد الله.
ولد الشيخ أحمد سالم سنة 1325 هـ – 1907م ، وتوفي عنه والده وهو ابن أربع سنوات فعاش في كنف والدته وأخواله وأعمامه وأخواله في بيت علم عريق
قرأ القرآن على والدته ، وأكمل دراسته الأولى على أخواله محمد فال والأفضل ومحمد محمود.
أخذ النحو مطالعة وتحريرا على لمرابط محمد سالم ولد ألما.
وقرأ الفقه والأصول على أخيه الأكبر عبد الرزاق.
وسمع علم الكلام والعقيدة من ابن عمه المختار بن محمد سالم الأبهمي.

كان عارفا بالقرآن وعلومه مجودا له مطلعا على أيام العرب وتاريخهم وأنسابهم متمكنا من اللغة حافظا لدواوينها و كان إليه المرجع في القضاء و الفتوى وأذعنت لقوله الفحول في العلوم العقلية والنقلية مع الورع الكامل والاستقامة التامة مع اضطلاعه بمصالح قومه العامة دينا ودنيا جلبا ودفعا.

انتخب رئيسا لحيه أيام السيطرة الفرنسية وذلك بعد استقالة عمه محمدن(أد) بن الشيخ أحمد بن الفالي.
أخذ الطريقة القادرية في التصوف عن عمه هذا وعمل في تدريس النصوص في سن مبكرة من حياته.
كان يقوم بأمور القبيلة ويمارس التدريس والقضاء والإفتاء ويحرر المسائل ويقدم رأيه في النوازل.

كان القاضي محمذن بن محمد فال (اميي) يشاوره فيما يعرض لـه من النوازل الفقهية مرجحا رأيه على رأي غيره وكان بيته محط رحال المتقاضين والمستفتين.

شارك في انتخابات الإطار الفرنسي المعروفة بانتخابات (وي ونون) ، واتخذ منها موقفا حاسما داعيا المقترع أن يتقي الله ويحكم ضميره:
لا (تزرگن) إذا ما (تزرگن) بلا :: و(ازرگ) إذا كنت ذا (زرگ) أخي بنعمْ
فبين لا ونعم بون وخيرهما :: ما لم يكن فيه في يوم الجزاء ندم

كانت له مكانة خاصة لدى أهل منطقته من علماء وأمراء وأعيان ، وكان على صلة طيبة بإمارة الترارزة خاصة الأمير محمد فال ولد عمير والأمير احبيب ولد أحمد سالم ، كما كانت له علاقات وطيدة بأهل الشيخ سيديا وأهل الشيخ سعدبوه.
تولى القضاء الرسمي سنة 1963في مدينة أطار ثم حول إلى قضاء روصو بولاية الترارزة فلم يزل بها يزاول القضاء والتدريس إلى أن أحيل إلى التقاعد أوائل الثمانينيات.
عين هو والعلامة محمد ولد حمّينا اليدالي نائبين عن المجموعة الشمشوية في بعض النزاعات العقارية الشائكة.

ولـه مؤلفات حسان أبان فيها عن سعة اطلاعه وشدة تحريه ودقة تحريره وتدقيقه ولا يتسع المقام لسردها كلها منها:

  • شرح حافل على نظم السلم في المنطق للأخضري
  • كتاب في نصرة السدل في الصلاة
  • ورقات في الحيازة
  • مكتوب نفيس في حكم التصيير
  • مكتوب في عدم طعامية العلك
  • شرح على قرة الأبصار
  • طرة نفيسة على مفضليات الضبي
  • شرح على عقيدة الكفاف
  • نظم الأنساب
  • شرح نفيس على نظم أبي بكر بن سيدأحمد بن مامين في الفرائض
    ولـه أنظام و تحريرات و نوازل كثيرة لو جمعت لجاءت في مجلد ضخم.

توفي رحمه الله سنة 1408هـ – 1988م ، ودفن في انيفرار الغربي المعروف بأغكجس .

يقول الدكتور جمال ولد الحسن في رثائه:
إذاَ ما أجدَّ الدهرُ حادثه الإدَّا :: فَخرَّتْ مُنيفاتُ الجبالِ له هدَّا
ومَلّأَ منه الرزءُ أحشاءَنا أسًى :: وأكبادَنا قرحًا وأعينَنَا سُهدَا
وجادتْ مآقينا الجَمُود فأسبَلت :: فأرْوت فلمْ يُشفِ البكاءُ ولا أجدَى
رجعْنَا إلى الإِيمانِ أوثقِ عروةٍ :: تَشدُّ إذَا الْخطبُ الْملمُّ بنا اشتدَّا
وتُبنا إلى الرحمن إنَّ نفوسَنا :: وأموالَنا والأهلَ قاطبةً أعدَا
سقى اللهُ قبرا فيه أحمدُ سالمٌ :: عِهادا مِن الوسميِّ موثقةً عهدَا
فقدْناه لوْ يُفدى لكنا فداءَه :: وقدْ كان قُلاًّ فيه تَاللهَِ أنْ يُفدَى
وقدْ كان حُرًّا من رعوناتِ نفسِه :: وقدْ كان للرحمن سيدِهِ عبدَا
وكان إذَا دهْياءُ دهماءُ أسدَفتْ :: وأسكتَ هولُ الموقف الألسُنَ اللُّدا
وجَرجَر في الْميدان كلُّ مبرَّز :: ولم يتسعْ صدرُ الحليمِ لها وِرداَ
أنارَ وأسدَى في مهارِقها فكَمْ :: أنارَ دُجنَّات وكمْ من يدٍ أسدَى
قليلَ فُضولِ القال لكنَّ حالَه :: تقول خذوا عنِّي فقدْ صرحت جدَّا
وكان إذا لاحتْ من المجد غايَةٌ :: تفوت العتاقَ النهدَ والضمَّرَ الجُردَا
وجُنَّ جنون المذكيات وأَقبلتْ :: حوافرُها تَسْتقدح الحجرَ الصلْدا
تقشَّع عنه النقعُ أبيضَ سابقا :: قليلَ غبارِ الثوب لم يَبلغ الجَهدَا
وقدْ كان قواما بآياتِ ربهِ :: إذا تنشرُ الظلماءُ فاحمَها الْجعدَا
وقد كان مِبذالَ الرغائب حينَ لا :: يرى حاتمُ الطائيُّ مِن منعها بدَّا
سقى اللهُ تلك الروحَ من عفْوه بَرْدا :: وألحفَها من صفْو رحمتهِ بُردَا
وأوردَها وِردا منَ الخلْد سائغًا :: وأنشقَها مِن رَوْح جناتهِ وَرْدا
ودامتْ من التقريب والوُدِّ والرضى :: على القبر منهُ دِيمَةٌ تخرج الوَدَّا
وبارَك في الأبنَا وأكرمَ وفدهمْ :: إذا ما العبادُ الصالحونَ أتوْا وفدا
وكنا نَرى للشيخ أحمدَ فيهمُ :: وراثةَ صِدق قبلَ أن يسكُن اللحدَا
وبارك في ذاك الندِيِّ ولم تزلْ :: تذاعُ له الأنْبَا تغار لها الأندَا
همُ القوم، كلُّ القوم، أنداهم ندًى :: وأعلمهمْ علما، وأمجدهمْ مجْدَا
وأحْفظهمْ للعهد عهدِ جدودِهم :: إذا جدَّ ما يُنْسي الفتى الأبَ والجدَّا
وأخلاقِ صدقٍ تالدَات تتابعَتْ :: عليها قُرون لم تفُلَّ لها حدَّا
تراهمْ سواء في المعالي، فمُردهمْ :: تخالهم شيبا، وشيبَهُم مُردَا
فما أحدٌ مِمنْ سواهم ببالغٍ :: لأصغرِهم فيها النُّصْيفَ ولا المُداَّ
عليهمْ سلامُ الله منا ولم يزلْ :: معدُّ الثنا فيهم يعيد كما أبْدَا

كامل الود

صدقة جارية