أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة العلم بلا بن الفاضل الشقروي الشنقيطي (0128)

العلامة العلم بلا بن الفاضل الشقروي الشنقيطي (0128)

عالم نحوي شهير، من أجل العلماء في بلاد شنقيط وخاصة منطقة الكبله، هو العلامة النحوي :

” شيخ النحاة في بلاد شنقيط وإمامهم اللغوي المتمكن فريد عصره ونادرة زمانه العلامة العلم بلا بن الفاضل الشقروي ت 1274 ه….

اسمه ونسبه:

هو بلا ( عبد الله ) بن الفاضل بن أبي ميجه ( أحمد ) ابن يَفَّلَّيْ بن أبي المختار ابن الفاضل ابن يدأمهم ابن يعقوب الجامع ( أي الجامع لأكثر أسر الشقرويين ) وهو ابن أحمد ابن أبي بكر بن مهنض امغر ابن مهنضاش ابن يَمْغَيَِشْ ( يسلم) ابن علي ابن الحاج عبد الرحمن الشقروي ، الجد الأعلى للشقرويين ومنه جاءت – بالصنهاجية لسان ذلك العهد ( النصف الثاني من الق 8 هـ ) – تسميتهم ( إداشقره ) ، وهو ابن علي بن الشريف ( أبي بَزُّولَ ) محمد ابن يحيى القلقمي .
وأم بلا بن الفاضل هي :
خديجة بنت سيدي محمد الأعرج الحسنية البَنَعْمَرِيّة .

مكانته العلمية:

كان بلا أحد أبرز علماء عصره ، وأشهر أئمة النحو واللغة في قطره ، وحسبك دليلا على ذلك ما يعرفه الخاصّ والعامّ من أنه أستاذ أساتذة النحاة من أمثال :

عبد الودود بن عبد الله ابن انـﭼبنان الحيبلي ، والحسن ابن زين الـقناني ، والشيخ محمدو بن حنبل الحسني …
وقد عدّه العلامة الجهبذ محمد محمود بن التلاميد التركزي ضمن جهابذة النحاة في ميميته المشهورة التي ابتدأ ذكرهم فيها بعد أن استعرض حجج صرف ( عمر ) التي لم يتنبه لها النحاة – في رأيه – ، فهو يقول :

مضى الفحل ( سيبويه ) لم يشعرن به ولم يشعر ( الفراء ) ذو العلم والفهم
حتى قال بعد ذكر عبد الودود بن عبد الله :

ولا شيخه ( بُلاَّ ) ولا ( ابن حبيبنا ) ولا شيخه ( أبّوه ) ذو الفهم والعلم
كانت محظرته قبلة رواد العلم ورواته من شتى الأنحاء والأصقاع ،
وكان محل إقامته بـ ( انودكي ) ( الكيلو متر 110 على طريق الأمل ) إن أخصبت العقل وإلا فباليُنَيْبيعْ ( اتويدرمي ) .=
= وكان بُلاَّ – أيضاً – شاعراً مذكوراً ساجله وطارحه الشعر شعراء من أمثال سيد عبد الله بن أحمد دَّام الحسني وغيره..
كما يذكر صاحب كتاب ( الوسيط في تراجم أدباء شنقيط ) أنه مدح العلامة المختار بن بونه بمطولات أخذ عليه صديقه ورفيق دراسته حرمة بن عبد الجليل العلوي إطالته مقدماتها الغزلية التي لا تناسب – لديه – وقار الشيخوخة وسكينة العلم ، فقال:

دع التطويل في ذكر المغاني = وفي ذكر الأحبة والغواني
فإن المـرء يحسـن في زمان = عليـه مــا يشنّع في زمــان
وقد مدحه حرمه بن عبد الجليل العلوي بقصيدة أشاد فيها بمكانته العلمية وبشاعريته حيث قال :

إن” بلا” مشايخ حين تعرو = شاردات تفوت أيدي العقول
من فنون شتى تعني المعاني = من عويص المنقول والمعقول
يسعف السائلين عنها بما فيــــ=ــــــــه لذي غلة شفاء الغليل

ويقول عن شعره :

شعره مطرب حمياه تسري = في عظام الجليس مسرى الشمول
ينفث الدر واليواقيـــــت إلا =
أن للدر قســـوة في التليـــــــــــــل
ومن النزر القليل الذي ظفرنا به من شعر بلا قوله :

لو قـــــام يضربني شخص يكافئني = يروي ويحفظ ما قـــال ( ابن زيدونا )
إذاً لآلمـني مــا قـــــــام يصنــع بي = فقمت أضربــــه حتـــى يرى الهـــونا
لا يؤلم الضرب ممن لا يميّز ( للز= زيدون يدعون ) و ( الهندات يدعونا )
والأبيات – كما يقول الشقرويون – لا تعبر عن واقعة حقيقية ، وإنما هي مجرد حث على تعلم النحو وتنفير من الجهل به فهي تنزل جاهل النحو منزلة البهيمة التي لا تؤخذ بما تفعل ، وقد سار البيت الأخير مسار المثل .
من أشهر آثاره :

  • تأليف في غريب القرآن اشتهر باسم مؤلِّفه ( بُلاَّ )
  • تأليف في اللغة أسماهُ ( عجالة الراكب )
    وربما يكون له غير هذين المؤلفين ، لكن نبوغه في علوم القرآن واللغة خلق لدى المهتمين بالعلم اهتماماً بهما وبمؤلِّفهما ، عبر عنه باب ابن أحمد بيبه العلوي بقوله :

يا رب أبق لنا ( بُلاَّ ) لنسألــه = عن كل سر مــــن القرآن محتجب
وعن دواوين شعر لا يفسرها = إلا ابن بجدتها ابن الفاضل ابن أبي
لكن عوادي الزمن وذهاب عقبه وأهل بيته عرضا تراثه – ومنه الشعر- للإهمال والتلف والضياع .
وفاته:

ناهز عمر بلا المائة سنة ، وفي أيامه الأخيرة كان ربما هذى ، فتكون هِجِّيراه ما تعوده من قوله :

( مَشُّو ا يا أولاد ) أو ( قدموا يا فتيان ) توفي- رحمه الله – عام 1274 هـ ، ودفن بمدفن أخواله بـ ( أَغورط ).

مصدر الترجمة: كتاب الشقرويات تأليف الأستاذ محمد بن المختار بن أبن.

رحمه الله تعالى الرحمة الواسعه آمين الدعاء

صدقة جارية