أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / رأي و تعليق…حول تدوينة حنفى/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

رأي و تعليق…حول تدوينة حنفى/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

طالعت تدوينة مثيرة للزميل المتميز،حنفى ولد ادهاه،حفظه الله و سدد خطاه،لفت انتباهى استسهاله شبه الصريح،لتناول ما له صلة بالسرير،على وجه غير محتشم،حتى وصل الأمر بالزميل،بالذكر الصريح لاسم عابثة كاميرونية،فى سياق إن لزم بعضه استدلالا،فربما كنا فى غنى عن تفصيله، احتياطا.
ثم إن الاعتراض على توقيف تأديبي تعزيري لبعض المتهمين بالبرنامج المقزز،المثير بامتياز،ما كنت لأستسيغه من ابن تربية و مدرسة محظرية مثلكم،فأنت على الأقل فى الأصل،قبل واردات و مستجدات اليسار و اليمن،أدرى بالحكم الفقهي النظري الملائم للواقعة، غير “المتروشة”، على رأي البعض.
و أنتهز الفرصة لإبلاغ التحية الرمضانية الاخوية الخالصة،لخالي و زميلي العبقري الواعد،حنفى ولد ادهاه،كاتب التدوينة التالية: “التعليقات على تدوينة “المتروش” كشفت لي عن تدني مستوى المعلقين الثقافي و الفكري، فالحقيقة أن كارثة الأحكام العسكرية ليست في حجم المنهوب و المسلوب من خيرات البلاد، و لا في تفشي الجوع و المرض و تشوه الوجه الحضاري و المدني لعمراننا، و إنما دويهيتهم التي تصفّر منها الأنامل هي دمار الإنسان الموريتاني ثقافةً و فكراً، ففي السبعينيات كان فقهاؤنا يحاورون أبنائهم المعتنقين لأفكار و ايديولوجيات تؤمن بدنيوية الشأن العام، و ترفض الرفض على أساس الرأي و المعتقد، مقارعين منهم الحجة بالحجة و الرأي بالرأي، متأسين في ذلك بالنهج النبوي في المجادلة بالتي هي أحسن، و بما علمنا إياه رب العباد تبارك و تعالى حين حاور إبليس في القرآن الكريم و أَنظَره رغم عتّوه و استكباره إلى يوم يبعثون. أما هؤلاء المضيّقون، و كما قال في العمليات الفاسية:

و الأصل في التضييق ضيق الباع
و قلة الفهم و الاطّلاع

و أولئك التكفيريون، الذين تدل تعليقاتهم على مستواهم الضحل في التحصيل العلمي، فأقول لهم:

خوضُ المعارك و أنتم عُزلُ
هل هو جدٌّ عندكم أم هزلُ؟!

تثور يعاسيبهم من وكناتها لأنني طالبت باحترام الرأي الآخر، و عدم اللجوء للعنف الفكري و الوصاية على العقول، و لأنني لم أوارب يوما في قناعاتي و لم تأخذني في مبادئي خائنة الأعين، و هم المسلمون المؤمنون المحسنون المحصنون القانتون التائبون مع وقف التنفيذ… فإيمان هؤلاء و التزامهم الديني لا يمنعهم من “زنى” أو اغتصاب أو تحرش أو غلول للمال العام.. أحدهم وصفني بمن “يحب أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا” و هو من فاخر صديقه أمامي بليلة زنى حمراء قانية اقتطفها من فنانة كاميرونية.. و لعل عذره أنه في ذلك لم يشع الفاحشة في الذين آمنوا فقد كانت سكارليت فتاة مسيحية.

تصف الدواء لذي السقام و ذي الضنى
كي ما يصح به و أنت سقيم

تعلموا أن الدفاع عن حرية المرء في إبداء رأيه لايعني تبني رأيه بالضرورة.. و كيف لي أن أتبنى آراء في فيديو لم أشاهد منه غير دقيقتين.. نعم أرى أن شرف المرأة ليس في عذريتها، و أن البالغ حر في جسده مادام في دنياه، أما الآخرة فمأزق فردي، تأتي ساعة حسابه لكل منا في الوحدة المطلقة.

أنا فولتيري، فقد أخالفك الرأي لكنني سأقاتل من أجل حرية رأيك.. سوف أدع الخلق لخالقه، فلست وكيلا عنه و لا نائباً عنه في محاسبتهم فهو الغفور الرحيم، عالم الجهر و النجوى، و أنا العبد الفقير، المنكسر الخاطر لقلة عمله و كثرة ذنوبه.. كيف أجعل من نفسي وكيلاً عنه و هو العدل المطلق و أنا الظالم لنفسي و لغيري.. هو القوة المطلقة و أنا المخلوق من ضعف.. هو الحقيقة المطلقة و أنا المجاز.

أعتقد فعلا أن انشغال شباب “المتروش” بالحديث العلني عن الحرية الجنسية رفاه فكري، في بلد يسود فيه الجهل و الجوع و المرض و سرقة المال العام.. لنناضل أولاً من أجل أنسنة الموريتاني و توفير الخبز و الكرامة له، فالتفكير في المسكن و الدكان و المستشفى و المدرسة قبل التفكير في السرير.. و لكن من أراد أن يفكر أولاً في سريره فهو حر.. فلماذا تسجنونه و تعاقبونه.؟!

لكل الأغبياء الذين لا يحترمون للناس آرائهم، فلم يفهموا فحوى تدوينتي أقول:

عليّ نحت القوافي من معادنها
و ما عليّ إذا لم تفهم البقرُ

و “إن البقر تشابه علينا”.

أبول على رؤوسكم.!”انتهى الاستشهاد.

صدقة جارية