أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / المصباح بن الشيخ حبيب الله بن أحمدو بن محمد حرمه الشنقيطي (0132)

المصباح بن الشيخ حبيب الله بن أحمدو بن محمد حرمه الشنقيطي (0132)

ولد المصباح عند بئر تنكادوم حَوَاليْ 1328ه الموافق 1910م لأبوين كريمين هما؛ الشيخ حبيب الله ولد محمد حرمه وفاطمة بنت آمكيتير.

وقد نهل المصباح من معين المعرفة وأُشرب صفو المشرب الصوفي على يد مشايخ بررة أبزرهم والده الشيخ حبيب الله والشيخ أحمد ولد سيد آمين، كان ملفتا للنظر في النظم وجودة التعبير، واقتناص الفكر وحسن التصوير، حتى قيل فيه: إنه غيلان زمانه.

ظهرت عليه علامات النبوغ والفهم وهو لا يزال فتى يافعا وكان قد بدأ قرض الشعر قبل البلوغ,
عُرف المصباح بحدة ذكائه وندرة فهمه حيث يُحْكَى أنه لما أرسل له محمد ول أبْنُ قصيدته في التصغير – وحينها لم يكن يعرف التصغير – سأل شيخه العلامة الخليفة ول المختار عنه فقال له غدا سأقرئك باب التصغير من ألفية ابن مالك فلما كان في المساء أجاب قصيدة محمد رحمة الله عليهما بقصيدة مصغرة في بحرها ورويها.

تاق المصباح في أواخر حياته إلى زيارة الشيخ التراد فأزمع السفر رغم عظم المشقة وبعد الموطن، وحين وصل الشيخ التراد تتلمذ عليه ومدحه بقصائد حسان ذائعة الصيت وقد كان تلامذة الشيخ التراد يلقبونه؛ “فتى الحضرة الترادية”
ولم تمهل المنون فريد عصره ونابغة قطرة فلم يكتب له طول مكث في الحضرة الترادية حيث توفي يوم 22 دجمبر1947م ودفن بمقبرة آكوينيت في الحوض الشرقي
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

ومن روائع قصائدة قصيدة التي مدح بها الشيخ التراد ولد العباس والتي يقول فيها:

تجنب كل ذي رأي سقيم ** فما المرء المسافر كالمقيم
وكن مستمسكا بعرى عزيم ** ولا تصحب سوى ماض العزيم
ولا تجري المدامع في مغان ** بلين ولا رسوم كالوشوم
ولا تك تســـتفزك ذاتُ دل ** بناظرة الغزال وجيد ريم
ولا ثغر مجاجـــته مدام ** ولا وجه لها حسنٍ وسيم
ولا كفل كحقف نقى وساق ** كأنبوب ولا كشح هضيم
ولا فرع أثيث مــــسبكر ** على المتنين كالليل البهيم
تري المرء الدلال فتزدهيه ** بسحر اللحظ والنطق الرخيم
متى ير حسنها رجل سليم ** من الأشواق أصبح كالسليم
ولو نادت بصومعة حلــيما ** لزال الحلم عن ذاك الحليم
وفاض مصون مدمعه اشتياقا ** ونار الشوق تغلي في الحزيم
فلا يصدق لديك الوعد منها ** فعادتها مصادقة النموم
ولا تطع النصيحة من عذول ** فأنت اليوم لم تك بالملوم
وجب بالعزم مشتبه الموامي ** وعد عن الوساوس والغموم
موام تنأم الأبـــوام فيها ** فيتبعها صداها بالنئيم
يحار بها القطى والذيب يعوي ** بها سحرا كتبكاء الفطيم
تباري الريح مسرعة وتعدو ** على علاتها عدو الظليم
فتترك كلـــما مرت بحزن ** مناسمها الحجارة كالرميم
فقرب للنوى وجناء تطوي ** عريضات المفاوز بالرسيم
وتسمعني رنين الصلد مهما ** تطاير حول منسمها الرخيم
لعل مسيرها من بعد شهر ** يقرب زورة الشيخ الكريم
هو الشيخ التراد غدوت منه ** سقيما أو بمنزلة السقيم
به يومي يطول وكل ليل ** تبيت العين راعية النجوم
وأجرى مدمع العينين مني ** وأوقد في الحشى نار الجحيم
وها أنا بالزيـــارة كل يوم ** أمنّي النفس مذ زمن قديم
ونفسي سوف أسلمها إليه ** لألقى الله بالقلب السليم
أأمل عنده جنات عــــدن ** موصلة لجنات النعيم
وأطلب عنده تخليص قلبي ** من الدنيا ومرتعها الوخيم
ومن نفسي اللجوج ومن هواها ** ومن تضليل شيطن رجيم
فأصبح من علوّ مكانتي في ** مكان ليسَ فيه من أريم
قدمت إليك يابدر الدياجي ** ويا بحر المعارف والعلوم
و يا فكاك ربقة كل عان ** و يا زور الضعيف أبا اليتيم
قدمت إليك مفتقرا مريدا ** أريد مؤملي عند القدوم
فإن الله فجر فيك عينا ** من العرفان دائمة الجموم
وأفرغ فيك عيبة كل علم ** وسجل صلاح أفئدة الأنيم
فكم ساق سقيت وذي ضلال ** هديت إلى الصراط المستقيم
لقد كملت محاسنكم وأنتم ** حلا زمن بمثلكم عقيم
وما إن حزت مرتبةَ التنبي ** ولكن أنت ذو حظ عظيم
تداركت الشريعة قد محاها ** خلاف أوامر المولى الحكيم
فجددت المهدم من بـــناها ** وقلت لها بتقوى الله قومي
وكانت قبل ليس لها حريم ** فزحزحت الحرام عن الحريم
وقاك الله كل أذى وأسقى ** بلادك كل سحساح هزيم
حيا مرخى الجوانب صيب ذي ** دوالح من غمام الدلو شيم
فيصبح صفصف الأزراج روضا ** نضيرا نبته بعد الهشيم
على الهادي وشيعته صلاة **
كعرف الروض طيبة الشموم .

رحمه الله الرحمة الواسعه وجعل الفردوس مثواه آمين الدعاء

صدقة جارية