أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / الطيار الذي اذل نظام الأسد.. انشق بطائرته الحـ.ـربية نصرة لثـ.ـورة الشعب السوري- العقيد “حسن الحمادة”

الطيار الذي اذل نظام الأسد.. انشق بطائرته الحـ.ـربية نصرة لثـ.ـورة الشعب السوري- العقيد “حسن الحمادة”

لحظات عصيبة لا يمكن أن ينساها العقيد الطيار المنشق حسن مرعي الحمادة ..”أبو مرعي”.. وهو في مقصورة الطائرة “ميغ 21″، متجها إلى الأردن ليعلن أول انشقاق صارخ بطائرة الميغ.
فضل الانشقاق عن سلاح الجو القاتل، على أن يكون شريكا “محتملا” في ذبح أبناء جلدته الثائرين، ورفض أن يبقى مع من يحلق عاليا ويتلذذ بالتدمير والتنكيل، مفندا بانشقاقه مقولة “الملائكة تنشق.. والجيش السوري لا ينشق”…
“زمان الوصل”، حاورت العقيد أبو مرعي، للمرة الأولى في حديث موسع، يسرد من خلاله قصة الانشقاق بأدق التفاصيل، من لحظة الإقلاع حتى الهبوط في مطار المفرق الأردني.
وكشف العقيد عن الإعلان القريب عن تجمع للطيارين المنشقين، والذي وصل عددهم إلى حوالي 60 طيارا.. فإلى تفاصيل القصة الكاملة:
* سيادة العقيد .. متى قررت الانشقاق وكيف نفذته؟قرار الانشقاق كان نهاية العام 2011، مع تصاعد وتيرة الثورة وتغوّل النظام بقتل السوريين، لكن ذلك لم يتم بسبب الكثير من الظروف، فالانشقاق أمر بالغ الحساسية والخطورة ويحتاج إلى دقة في التنفيذ والحيطة والحذر.المحاولة الأولى كانت في العطلة الانتصافية للمدارس في 17/ 1 من العام 2012 وأرسلت قسم الاحتياجات الشتوية مع ولدي ليتم ترتيب الأمور ومن ثم إرسال الأسرة إلى مدينة إدلب بحكم قربها من الحدود التركية بالإضافة إلى كونها مدينتي، لكن فوجئت أن العطلة الانتصافية كانت أسبوعا فقط، ورافق ذلك الظروف الجوية السيئة الأمر الذي يصعب الانشقاق بالطائرة، وهو هدفي الأول أن يكون الانشقاق بالطائرة، وتم تأجيل فكرة الانشقاق لكنها بقيت قائمة.وبعد انتهاء العام الدراسي في العام 2012 مباشرة تم ترتيب أمور العائلة، فكشفت الأمر لولدي البكر مرعي 19 سنة وزوجتي بينما بقية الأولاد لا يعلمون بالخطة، ولكنهم لا يعلمون أني سأنشق بالطائرة، فقد أخبرتهم أنني سألحق بهم.وبالفعل، في 1/ 6 استلمت العائلة الراتب، من أجل التمويه وعدم إظهار أي ملامح للانشقاق، وغادرت الأسرة إلى القرية، وتم الاتفاق فيما بيننا على شيفرة معينة وبمجرد مغادرتهم إلى تركيا.

* ماهي كلمة السر؟اتفقنا على كلمة “بيت أبو أيمن” يعني تركيا، وقلت لها من خلال مكالمة تلفونية متى ستزورون بيت أبو أيمن.. فقالت غدا نخبرك، وفي اليوم التالي توجهوا إلى تركيا.. ونجحت العملية .. وبمجرد وصولهم تركيا اتصل أحد أقاربي ليخبرني أن العائلة وصلت بيت أبو أيمن.. كان ذلك بتاريخ 20/ 6 حزيران 2012، وفي اليوم الثاني خططت لطلعة جوية.. وكان حينها الانشقاق عن هذا النظام.
* في اليوم ما قبل الانشقاق.. مع من تحدثت.. آخر الحوارات التي دارت مع الزملاء.. وكيف خرجت طائرتك من المطار؟بالنسبة للمطار كان لي خصوصيتي والاستقلالية في عملي لذلك كان الطيران بحريتي وأنا اتخذ قرار الطيران ولم يكن هناك تسلسلية ضمن سرب معين أو قيادة لواء.. بحكم الخبرة التي أمتلكها وعدد ساعات الطيران التي نفذتها.. أما الحديث مع الزملاء فلم أتحدث مع أي منهم، كون ذلك يعرضهم للخطر في حال إعلان الانشقاق.
* هل يعقل أن يتخذ طيار في ظل هذه الأزمة قرار الطلعة الجوية بدون هواجس.؟الطلعة الجوية التي حدث فيها الانشقاق، كانت روتينية، ولم تثر الهواجس لأنها معتادة، وفي ذلك الحين لم يكن “الميغ” والطيران الحربي مشاركا، بل كان القصف مقتصرا على الحوامات (الهيلكوبتر).
*قيل إنك كنت مكلفا بقصف أحياء درعا وعندما خرجت اتجهت إلى عمان … ما صحة هذا الكلام.؟هذا ليس صحيحا البتة.. فقلت لك إن الطلعة كانت روتينية وتوجهت بالطائرة إلى الأردن، لأعلن انشقاقي رسميا عن هذا النظام.أما بشأن التصريحات فأقول لك بكل أمانة.. كنت منقطعا عن كافة أشكال الاتصال تلفونيا أو إلكترونيا لمدة شهرين وأنا في الأردن.. فقط كان هناك اتصال بعائلتي من أجل أن يطمئنوا، حتى صفحات “فيس بوك” التي ظهرت في حينه لم تكن لي بها أية علاقة.
*وما حقيقة التنسيق مع الجهات الأردنية وقصة السفير البريطاني في الأردن الذي عرض عليك اللجوء.. إذ قيل إن عملية لجوئك السياسي كانت أسرع عملية لجوء في التاريخ.؟التنسيق مع الأردن مستحيل، ولا حتى مع المعارضة السورية أو الجيش الحر.. زوجتي وولدي البكر مرعي على علم بانشقاقي فقط ولم أكشف موضوع الانشقاق لأي أحد، وفي ظل الظروف السورية الصعبة من المستحيل التنسيق مع الأردن أو أية جهة أخرى. خصوصا وأنني عسكري، وكنت على يقين أنني تحت المراقبة.أما بالنسبة لبريطانيا لم أسمع سوى في الأخبار أنها عرضت علي اللجوء في حال رغبتي وذلك عبر وسائل الإعلام فقط ولم يبلغني أحد.
*هل صحيح أن شخصية من المجلس الوطني السوري جاءت لمقابلتك في الأردن؟سمعت فيما بعد، أن ثمة شخصيات جاءت لمقابلتي ورفضت السلطات الأردنية طيلة الفترة التي قضيتها .. لكنني حتى الآن لا أعلم حقيقة الأمر.
* من خلال قراءتي المتواضعة لعملية الانشقاق .. قيل إن الدفاعات الجوية الموجودة في درعا كانت مخوّلة بحرية الرمي التلقائي لأي طائرة عسكرية تتجه إلى الأردن لكنها لم تفعل.. ما يعني أن ثمة تنسيقا ما جرى في عملية الانشقاق؟أتصور حرية الرمي التلقائي لم تكن موجودة، وبالنسبة لي استخدمت أسلوب يعرفه أي طيار وهو المباغتة، ونفذت قسما من التمرين خلال عملة الانشقاق، على أساس الأمر طبيعي، إلى حين يستقر مقر القيادة التي تراقبني عبر الرادار وبأنني ضمن المنطقة وأنفّذ للاطمئنان .. وبعدها انخفضت لارتفاع منخفض جدا لما يقارب 50 مترا وزدت السرعة للألف كيلو متر في الساعة باتجاه الأردن نحو مطار المفرق.
*حدثني عن لحظات المقصورة .. وأنت تنفذ عملية الانشقاق؟الانشقاق من أصعب المواقف، إنه قرار جريء بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .. وبمجرد انخفاضي وزيادة السرعة وأنا في مقصورة الطائرة، توقعت وأنا أراقب بالباريسكوب (وهي مرآة للخلف والمحيط يمين يسار والأمام) بأنه في أي لحظة ممكن أن يتم ضربي من قبل الدفاع الوطني سواء كان سوريا أو أردنيا.. فقد كانت مهمة اجتياز الدفاعات الجوية الأردنية والسورية مهمة صعبة.
*كيف كان الاستقبال الأردني؟بشكل عام معظم الأشخاص الذين قابلتهم وجدت منهم ترحيبا، ولكن ماذا كان يدور فيما بينهم لا أدري، وفي الحقيقة لمست من الجانب الأردني اهتماما بالغا خصوصا من جلالة الملك عبدالله الثاني، وبدا ذلك من خلال تعامل رئيس أركان الجيش وقائد السلاح الجوي ورئيس شعبة الأمن العسكري بسلاح الجو.
*ماذا جرى حين وصلت مطار المفرق؟أطفأت المحرك ونزلت من الطائرة، وكانت حولي الإطفائية وما يقارب 15 شخصا، ونزلت قفزا وألقيت التحية .. وردد المتواجدون “أهلا بالضيف” وسجدت سجدة شكر أمام الطائرة لوصولي بالسلامة.صعدت السيارة وسألوني عن وجود كيماوي في الطائرة أو أي أسلحة.. وسألوني قبل أن أنطلق باتجاه عمان عن نية لجوء .. فقلت: افعلوا ما يناسبكم مادامت عملية الانشقاق تمت.
ماهي الأسئلة التي تعرضت لها من الجانب الأردني؟كان السؤال الأول ما سبب انشقاقك بالطائرة … وقلت لهم هناك أربعة أسباب: الأول أن النظام وأزلامه يتحدث على وسائل الإعلام بأن الملائكة تنشق والجيش السوري لا ينشق، والثاني إثارة الضجة الإعلامية وإزعاج النظام، والثالث الخرق الأمني والعسكري، وتشجيع الضباط والعسكرين والدبلوماسيين على الانشقاق وهذه نقطة مهمة حققت إنجازا عظيما لمسناه على الأرض، فهناك حوالي 50 طيارا وضابطا انشقوا من بعدي، والسبب الرابع رفع معنويات الثوار على الأرض.
* في اليوم التالي من انشقاقك أسقط النظام طائرة تركية.. ما هو تفسيرك لهذه الخطوة؟حقيقة كانت هذه الخطوة ذكية، لكن لم تأت أُكلها كما أراد النظام، فالهدف من ذلك، هو التغطية على انشقاق الطائرة ومن أجل ألا يكون لانشقاقي ضجة إعلامية، ولكي لا يكون انشقاقي الشغل الشاغل لأوساط الطيارين السوريين ويتفاعل الأمر بسرعة ما يشجع الكثير من الطيارين على الانشقاق.
*بحكم خبرتك.. يقول النظام السوري إن الطائرة التركية اخترقت المجال الجوي ولم تعط إشارات الأمان.. كيف تحلل الأمر؟هذا كذب من النظام طبعا.. نحن كطيارين نطير على الحدود سواء تركية أو أردنية بينما العراقية بعيد، وحتى الطيران على المستوى العراقي الفترة التي مرت بين العراقية والإيرانية لم نقترب من الحدود كونها تعتبر معادية كالحدود مع “إسرائيل”..حتى لبنان لم نكن نقترب منها بالطيران بسبب “إسرائيل”.. أما بالنسبة للطائرة التركية فالأمر طبيعي وحدث قبل ذلك حالات أن دخلت طائرات تركية إلى سوريا والعكس ولم يتم إسقاطها، لكن ما حدث مع الطائرة التركية هو أمر مقصود كما ذكرت الأسباب سابقا.
*قلت إن الطيران السوري لم يقترب من الحدود اللبنانية بسبب إسرائيل.. ماذا تقصد؟هذا صحيح.. على ما يبدو أن هناك معاهدة بين “إسرائيل” وحافظ الأسد برعاية أمريكية في لبنان… مفاده أن “الأرض لك والسماء لنا”.
*كم هو عدد الطيارين المنشقين في الثورة.؟ما يقارب 55 إلى 60 طيار أغلبهم في تركيا.
*لماذا لم يتم تشكيل تجمّع للطيارين المنشقين ويتم إعادة تأسيس جديد للسلاح الجوي السوري؟هذا الموضوع من صلب اهتمامي الآن، وطرحته في مؤتمر “أنطاليا” حين تشكلت الأركان على الدول الداعمة وناقشت الأمر مع شخصيات بارزة داعمة للجيش الحر، وقدمت هيكلية كاملة.
*هل تقصد أننا سنشهد تجمعا للطيارين المنشقين ومؤسسة عسكرية خاصة بسلاح الجو؟إنشالله.. فاللواء سليم ادريس كلف قبل فترة عميدا منشقا بتشكيل قيادة قوى جوية وكلف عميدا بإدارة دفاع جوي، وتم تشكيل دفاع جوي كإدارة والقوى الجوية بقيت حبرا على ورق ولم يتم تفعيله بشكل كامل.ومؤخراً، قبيل العيد عاد الحديث عن تأسيس مؤسسة بغض النظر عن التسمية، تجمع الطيارين وسيكشف عن الأمر قريبا.
*ما هو مصير طائرة الميغ السورية في الأردن؟مازالت في الأردن.. ولن تعود ويبدو أن الإدارة الأمريكية قررت عدم عودتها، لذلك لم يعد النظام يطالب بعودتها.
*هل تعرف أسماء الطيارين الذين يقصفون الشعب السوري ويدمرون بيوته؟بالطبع.. أعرف منهم الكثير منهم:يوسف رمضان عقيد ركنيوسف العلي عقيد ركنأكرم أسعد عقيد ركنمحمد هزيمي عقيد ركن (شيعي) يمدح إيران أكثر من سوريا لؤي قطريب العقيد (السلمية)العقيد عصام سليمانوائل قابقلي عقيد ركن .. وهناك الكثير لا تسعفني الذاكرة لذكرهم
*من يشرف على العمليات الجوية ؟في المراحل الأولى كان اللواء عصام حلاق وهو دمشقي، لواء قائد القوى الجوية، إلا أن السيطرة عمليا كانت لمدير إدارة المخابرات الجوية جميل حسن، والآن تسلم اللواء أحمد دلول.
*يقال إن الناتو لا يستطيع تنفيذ طلعات جوية لأن النظام لديه دفاعات جوية ولا يمكن أن يحقق المطلوب؟النظام يملك أحدث الدفاعات الجوية، حصل عليها من روسيا عام 2009 وهي عبارة عن عربات متنقلة خطيرة

صدقة جارية