أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة غالي بن عبد الله بن يوسف الدليمي الشنقيطي (149)

العلامة غالي بن عبد الله بن يوسف الدليمي الشنقيطي (149)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

الحمد لله وصلى الله على نبيه الكريم وبعد:

ترجمته:
هو الشيخ غالي بن عبد الله بن يوسف الشهير ب “آفا” الشويخي الدليمي الجعفري الشهير ب “علي الكبير”.

ولد الشيخ علي الكبير رحمه الله سنة 1281هـ في قرية آبائه “سبتة” قرب مدينة تنبدغه،

ونشأ وتربى في أسرة معروفة بالعلم والصلاح،

وقد تصدر على الشيخ الخلف ابن سيدي أحمد بن عمارو البصادي ت ١٢٩٢ هجرية

فقد كانت سبته كذلك التي بقرب تنبدغه مركزا هاما من مراكز حفظ القرآن وتعليم سائر علومه في سائر القطر الشنقيطي (موريتانيا) حليا، حيث كانت في فترة من الفترات تعتبر أحد مركزين لا ثالث لهما في القطر لتدريس القراءات العشر، أولهما: محظرة العلامة الشيخ بن حامني في شنقيطي المدينة، والثاني محظرة تلميذه علي الكبير رحمهما الله جميعا.

كان الشيخ أكثر إقرائه وإجازاته بقراءة نافع المدني من روايتي قالون وورش،

حيث يذكر عنه أنه أجاز مائة حافظ في سنة واحدة،

ومن أشهر طلابه: العالم والحبر والولي الصالح: الشيخ محمد محمود بن بيه المسومي،

كما أجاز في القراءات السبع عدة حفاظ من أهل تيشيت، من بينهم على سبيل المثال: الشيخ أحمد بن محمد المختار بن انبالَّ وغيره،

مع أن داره في الحوض الشرقي بعيدة من دارهم في أطراف تكانت.

وسبب إجازته لبعض أهل تيشيت فيما يذكر أنه وهو في طريقه إلى شيخه الشيخ بن حامني في شنقيطي نزل على بعص الأشراف في تيشيت، فصادف أن كان في تيشيت العلامة محمد يحيى الفقيه الولاتي،
وكانا نازلين في منزلين مختلفين، ولم يكن أي منهما يدري عن وجود الآخر، فاجتمع بعض أشراف تيشيت بالعلامة محمد يحيى قائلين: إن الشرع يلزمك بأن تمكث معنا فترة تعلمنا ما نحن بحاجة إليه،
فقال لهم: ليس ذلك علي بواجب؛ لأن فيكم شابا أبيض البشرة طويلا نحيلا يأتيني كلما خرجتم من عندي ليلا ويبيت يدارسني العلم حتى الصباح،
فقالو: لا نعرف أحدا منا بهذه الأوصاف،
ثم فتشوا عنه فوجدوه عالي المذكور، فألزمه الشيخ بتعليمهم،

فمكث فيهم سنتين يدرسهم ويدارسهم.

كان الشيخ عالي الكبير إماما ضليعا في جميع علوم اللغة،

وله مؤلفات كثيرة أغلبها في علوم القرآن،

كما أن له شعرا جميلا ونظما جيدا، ومن نظمه قوله مخطئا المبدلين الهمز المسهل هاء:
وإنما التسهيل بين بينا = أي بينه وبين ما ذكرنا
فقيل يسمع صويت الهاء = وقيل لا ، وذا به أداء

وكما أن الشيخ غالي بن آفا الكبير عالم جليل،

فهو أيضا إمام كبير من أئمة التصوف الصحيح، وله في ذلك قصيدة مشهورة سماها: “نصيحة المغتر” وضح فيها منهج التربية الصحيح للصوفية، وبين الفرق بين الصوفي والمتصوف، وبين فيها حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما يشترط لذلك، وبين فيها أن كل عبادة لا تقوم على وجه شرعي لا يجوز التعبد بها، لا للصوفي ولا لغيره،

كما حذر من التسرع إلى تكفير أهل المعصية من أهل القبلة، كما حذر من الاغترار بالمتظاهرين بالصلاح عموما إذا لم يكونوا متمسكين بالشريعة الاسلامية في جميع مجالات حياتهم.

أما انتسابه لبني دليم فإنه مع شهرته وعدم اعتراض أحد عليه نص عليه هو في مقدمة تأليفه في علوم القرآن، حيث قال:
ومن لعبد الله كان ينسب = السبت دارا ودُليمُ النسب
توفي العالم النحرير والصوفي الشهير: غالي بن عبد الله بن يوسف “آفا” الشهير بعالي الكبير سنة 1327هـ فرحمه الله رحمة واسعة إنه سميع مجيب آمين

استفدنا الترجمة من شيخنا د/ سيدي يحي ولد عبد الوهاب السيداوي حفظه الله وأطال في عمره ونفعنا بعلمه.

وقد استفاده من:
العنوان :

دراسة حول بطن اهل بو مالك.

التوفيق للجميع آمين الدعاء

صدقة جارية