أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة محمد زينِ بن أمزادف الشنقيطي (156)

العلامة محمد زينِ بن أمزادف الشنقيطي (156)

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

الحمد لله وصلى الله على نبيه الكريم وبعد:

ترجمة لعالم وأديب لوذعي، وأحد أساطين الفقه واللغة، ألا وهو : محمد زينِ بن أمزادف..

ترجمته:

العلامة الأريب والشاعر الأديب محمد زينِ بن أمزادف.

وهوأحد أساطين الفقه واللغة والأدب وأحد أبرز شعراء عصره ومنطقته وأغزرهم عطاء وأحسنهم شعرا.
عاش مابين 1916و1997م وقد ولد وتربى في منطقة أمشتيل.

طلبه للعلم:

تعلمه القرآن ومبادئ الفقه واللغة على يد والده محمد المصطفى( أمزادف).

ثم تنقل بين محاظر المنطقة وعلمائها فدرس اللغة والنحو في محظرة أهل أحمدُّ فال.

كما تعمق في دراسة الأدب والفقه في محظرة أهل داداه.

كانت له صلات بمحظرة أهل عدود وغيرها من محاظر المنطقة.

أخذ محمد زين علما وافرا شمل علوم القرآن والفقه واللغة العربية والأدب والتاريخ والسير…
تفتقت موهبته الشعرية وهو لا يزال قضا طريا فقرض الشعر وتطرق لمختلف أغراصه المتداولة يومها وأظهر عبقرية نادرة وطول نفس.

سلوكه:

قد عزف عن قول الهجاء وذلك لورعه وخوفه من الوقوع في أعراض الناس،

كما أن الغزل عنده لم يكن غرضا مستقلا بل كان مقدمة لقصائده الفخرية أو المديحية وذلك يعود إلى تكوينه ومكانته العلمية والإجتماعية التي لا يناسبها تتبع مواطن الحسن والجمال في الغواني و وصف دلالهن.

عطائه:

جلس محمد زين لتدريس القرآن والفقه واللغة.

قصده طلاب العلم من كل الفجاج فوجدوا مبتغاهم فنهلوا من معين علمه وتأثروا بأخلاقه الزكية.

مناصبه:

جلس للقضاء فأظهر ذكاء فريدا وحصافة نادرة وقدرة فائقة على تمييز الحق من الباطل تسعفه في ذلك صرامته وصدوعه بالحق لا يخاف فيه ذلك لومة لائم.

وقد اتسم بالزهد والورع وحب الخير للجميع،
والسعي الدؤوب في المصالح العامة وكان يقدر العلماء وأهل الفضل…

ولا يخلو كلامه من طرائف ونكت رائعة يضيق المقام عن استقصائها،

ولكن لا بأس في ذكر بعضها.

خلال جلوسه للقضاء لاحظ أن أغلب الخصومات كانت في قضايا أسرية تطلب الزوجة الإنفصال عن الزوج الذي يحاول التشبث بها وهو ما أبدى محمد زيني استغرابه له قائلا:

جرع البِيض إن أردن الطلاقا

من رحيق الطلاق كأسا دهاقا

صاح لا تمنع الطلاق من البِي

ض إذا ما أردن منك الطلاقا

إنما رأي من أرادت طلاقا

أن تجازى به جزاء وفاقا

ومن طرائفه:

قوله مخاطبا أهل قافلة صحبهم في سفر:

يا أيها المرتضون الفائقون جدىً

والمرشدون إذا عم الورى غلط

والمستغاث بهم وقت الكروب ومن

للمسنتين ربيع بعد ما قنطوا

إيلوا لشاعركم واكفوه كربته

فإن شاعركم أودى به الملط

وكان رحمه الله مولعا بالشاي حريصا على أن تتوفر شروطه والتي يذكرها في قوله:

أتاي إن ريئ عن يُمنى وميسرة

وعن قبالة وجه يطرد الكفسا

وإن يكن معه اللحم الشهي فما

في القلب يبقي أسى كلا ولا دنسا

لا سيما إن يكن ما في جماعته

إلا أديب ظريف يؤنس الجلسا

ومن بديع شعره:

القصيدة التي يذكر فيها معاهد الصبا في عين الربيع:

خليلي اندباني أو دعاني

فإن العين مربعها دعاني

رماني شوقها فأصاب قلبي

وحين أعاد رميته رآني

فظلت كذي جنون في المغاني

يرق لما رأى بي من رآني

أيا عين الربيع إليك مني

سلام من حماطة جلجلاني

وإن عنكم نآى جسمي فإني

دواما لايفارقكم جناني

وأنشد إن ذكرتكمُ وأنتم

محلكمُ بعيد من مكاني

أليس الليل يجمع أم عمرو

وإيانا فذاك لنا تداني

نعم وترى الهلال كما أراه

ويعلوها النهار كما علاني

ولو نعطى الخيار لما افترقنا.

ولكن لا خيار مع الزماني.

في النهاية:

أحبتي لو نعطى الخيار لما افترقنا معكم ولامع والدنا وعلامتنا وشاعرنا صاحب المواهب الفذة والقريحة المتقدة والخيال الخصب واللغة الجزلة والمعاني الرائعة…
ولكن لا خيار مع الزمان.

رحمه الله الرحمة الواسعة وغفر له وأسكنه فسيح جناته آمين الدعاء

من صفحة الأستاذ محمد سالم بن محمد يحظيه

صدقة جارية