أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / ويستمر نهج الإقصاء / محمد حي ولد سيديا

ويستمر نهج الإقصاء / محمد حي ولد سيديا

ويستمر نهج الإقصاء

لاحت بارقة أمل لآلاف المحرومين المضطهدين من أبناء هذا الوطن المختطف مع بداية خمسية هذا النظام ، ولكن مالبثت آمالهم أن تبخرت مع مباشرة الرئيس مهامه واتضح إقصاؤه عن قصد لساكنة الشمال وأطره وأبنائه وهو حرمان وإقصاء يستوي فيه الموريتانيون لكنه يرتكز بأبشع صوره على المنحدرين من تلك المناطق ، وبدا واضحا استمرار نهج النظام السابق شبرًا بشبر وذراعًا بذراع ، ولكم أن تتصورو أن منطقة الشمال التي تنشط بها كبريات الشركات اسنيم ، أم سي أم ، تازيازت وتستنزف خيراته بوتيرة بشعة لم تجن إلا غبار المعادن وتلويث البيئة وانتشار الأمراض القاتلة في الساكنة هذا الوقع البائس يزيده تعقيدا حرمان أبناء تلك المناطق من التوظيف وتهميشهم مهما توفرت فيهم الخبرة والكفاءة المطلوبة ، أما عن التحديات التي يواجهونها فحدث ولا حرج ، إذ تعاني ساكنة انواذيبو من سوء الخدمات الصحية حيث كان مستشفى التخصصات الطبية يساهم مساهمة فعالة ويستفيد منه الساكنة وجميع المواطنين القادمين لغرض الاستفادة من خدماته ويتابع فيه الآلاف فبقو مشردين بعد ترحيل الطواقم الكوبية وكان يغني آلاف الضعفاء عن الذهاب للتداوي في الخارج بدون وجه حق ضف إلى ذلك الانقطاع المتكرر يوميا للتيار الكهربائي وشح مياه الشرب ، شركة موكا أيضا كارثة بيئية سببت الحساسية للمواطنين بسبب روائحها المنبعثة والغريب أن الأسماك فيها شُح كبير وأسعارها مرتفعة ، جاور الماء تعطش تنطبق تماما على سكان انواذيبو ، وفِي ولاية إينشيري مشاكل بالجملة فأكجوجت التي بها عملاق المعادن الكندي يعاني سكانه أزمة عطش خانقة متجددة حتى أن بعض أحياء المدينة تصله السقاية عبر الصهاريج في إطار مبادرات خاصة ، أبناؤه مشردون بسبب البطالة والإقصاء الممنهج ويزيد التنقيب التقليدي عن الذهب في تابرنكوت مثلا وفِي غيرها من مناطق الولاية الضغط على الخدمات ويلوث البيئة ويعرض حياة المواطن وثروته الحيوانية لخطر مؤكد الوقوع مع العلم أن هذا النشاط غير مرخص والسلطات المحلية عاجزة تطبيق المساطر القانونية والتوقيف الفوري للعاملين فيه حرصا على سلامتهم وسلامة إخوتهم وتجنبا لتلويث الوسط البيئي الذين ينشطون فيه ؛ و شركات مقالع الحجارة تعتبر تحديا بيئيا خطيرا لا بد من مواجهته ووضع حد له ؛ مدينة ازويرات تعاني نفس المشاكل من انقطاع الكهرباء وندرة المياه ونقص البنى التحتية الضرورية وظهرت فيهم أمراض وحساسيات خطيرة بسبب المواد المستخدمة لتصفية الذهب وهي مؤشرات على أمراض أكثر فتكا وخطورة ؛ منطقة بأسرها تواجه مشاكل وكأن أمرا برم بليل ومؤامرة حيكت ضدها ولكم أن تتصورو أن مراكز معالجة التعدين الأهلي في تيرس الزمور وحدها تخرج يوميا ما يربو على ٤٠ كلغ من الذهب وفِي ولاية إينشيري تتضاعف النسبة حسب إدارة المعادن وتازيارت تستنزف آلاف الأطنان دون رقيب وتفتش نفسها حيث تفضل لجان التفتيش المبتعثة إليها شراب الشاي بالياسمين وكذلك شأنها مع أم سي أم وإن كان أجراء إدارة الضرائب الأخير فيه شيء من إعادة الاعتبار للدولة الموريتانية وسرنا كثيرا قبل تتراجع عن قرارها فإلى متى تتواصل وتيرة استنزاف خيرات أرضنا دون أن نتمتع بأبسط حقوقنا ؟ كيف يحرم المواطن في هذه الرقعة من الوطن خدمات الماء والكهرباء وفرص العمل المتاحة على أرضه ويشرد جهارا نهارا دون وجه حق ؟
هذا الوضع المتأزم لا يمكن أن يستمر بهذه الوتيرة ولا أظن هذا النظام وحكومته البائسة قادران على حلحلته ………….. يتواصل محمد حي ولد سيديا

صدقة جارية