أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة نختارُ بن المصطفى اليدالي الشنقيطي (161)

العلامة نختارُ بن المصطفى اليدالي الشنقيطي (161)

السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه..

نتحفكم اليوم بترجمة الشيخ نختارُ بن المصطفى اليدالي أول من أدخل الشاذلية لأرض الكبله..

ترجمته:
نختارُ بن المصطفى اليدالي..
(أول من أدخل الشاذلية للكبله)
هو نختارُ بن المصطفى بن محم سعيد اليدالي، العالم الزاهد الصوفي المشهور، عاش في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، أول من أدخل الشاذلية بلاد الكبلة، ومن المعروف أن للشاذلية فروعا كثيرة، لم يشع منها في البيئة الشنقيطية سوى الفرع الناصري، نسبة إلى الشيخ: محمد بن ناصر المتوفى سنة: ( 1085 هـ)، وولده أحمد بن محمد بن ناصر المتوفى سنة: (1129 هـ).
والمشهور المنتشر في الوسط اليدالي، المتناقل بينهم بالتواتر: أن الشيخ محمد اليدالي أخذ الشاذلية عن ابن عمه نختارُ بن المصطفى بن محمد سعيد، الذي مر في طريقه إلى الحج بسيدي أحمد الحبيب السجلماسي المتوفى سنة: 1138 هـ، ومكث معه سنة، وأخذ عنه الطريقة الشاذلية، وأدخلها إلى بلاد الكبلة، وقد أخذ سيدي أحمد الحبيب الطريقة عن أحمد بن محمد بن ناصر الدرعي.
ويقابل هذه الرواية نقل عن أَبَيْ بن الزايد، يروي عن يحظيه بن عبد الودود، وقد أتاه يتلو ورده، وقال له: إنه أخذ الطريقة الشاذلية عن محمذ فال بن متالي، وأنه يفهم من كلام محمذ فال بن متالي أن شيخه هو محمد اليدالي، ويفهم من كلام محمد اليدالي أن شيخه ابن ناصر الدرعي.
يقول أبي بن الزايد
قد أخذ الأستاذ يحظيه عن قطب زمانه ابن متالي السني
فقال والذي اقتضى كلامه أنْ شيخه من قد علا مقامه
محمد اليدالي والذي اقتضى كلام ذا أنْ شيخه الحبر الرضى
شيخ الشيوخ اللوذعي الباهر قطب رحى زمانه ابن ناصر
ومن هناك للذي شاد العلى نبينا اليوسي له قد سألا
وهذا إن صح فلعله في العالم الروحاني؛ لأن يحظيه بن عبد الودود المشهور أنه أخذ الشاذلية عن المختار بن ألما، ومحمذ فال بن متالي جاءه ولم ينقل أنه أخذ عنه الورد مباشرة، وأعطاه كتابا من كتب النحو، والذي ذكر يحظيه مما جرى بينهما أنه قال:
قد كان ما كان مما لست أذكره = فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر
ومما يلاحظ: أن ولادة محمذ فال بن متالي كانت بعد وفاة محمد اليدالي بقرابة نصف قرن، وأن محمد اليدالي لم يُروَ أنه لقي ابن ناصر.
وقصة نختارُ مع سيد أحمد الحبيب السجلماسي المتوفى 1138هـ مشهورة، فصّلها العلامة احمدو سالم بن القطب اليدالي والعلامة المختار بن حامدٌ الديماني وغيرهم، يقول العلامة أحمدوسالم بن القطب رحمه الله:
وكيفيتها على ما تلقيناه من أسلافنا: أن نختارُ خرج من عند أهله في إِيگِيدِى قاصدا الحج فلقي في أثناء سفره سيد أَحمد الفيلالي، فقص عليه خبره فقال له: لعلك خرجت من دون إذن والدتك فارجع. فكان أمره أنه صحب هذا الشيخ زمنا، فلما أراد الانصراف لأهله قال لشيخه: أخبرني عن علامة قرب أجلي؟ فقال له: اليوم الذي تلقى فيه رديفا مقدمه في فمه مارة فقد قرب أجلك، والحال أنك متوجه إلي جهة ادوفال. وبعد ذلك اتفق ذلك وقد نسي ما قال له الشيخ من طول العهد، وذهب في شأنه ومشى الرديف حتى أتاه من أمامه وكان المتقدم معتما، فأزال عمامته وأراه العلامة التى قال له شيخه في فمه، فتذكر القصة ورجع، والرجل الذي في فمه العلامة هو: الأمين بن حومللَّ، فلم يدري الناس أيهما أشد كشفا !.. انتهى.
لم يعقب نختارُ كما ذكر أحمدسالم بن ببكر، ولم تحدد المراجع المتوفرة تاريخ وفاته، لكنه توفي قبل اليدالي؛ لأنه رثاه مرثية رائعة وصفه فيها بأوصاف الشيوخ العارفين، وبأنه صاحب معارف ربانية، وتقوى وهمة عالية، جامع بين الشريعة والحقيقة، وكان معجبا ومتأثرا به. وقد دفن في الطَّرحَه شرقي تندكسمي، يقول ابن جنكي:
وزر ألما ثم زر نختارُ= ومعهما أبيْ هو المختارُ
جادَ عليهم كل وبلٍ طَيّب= مدفنهم شرقيّ رمل الطيب
صلاة تندكسمي حيث النجدُ = أي رأسه اليسار سمتًا يبدُو
وقد رثاه الشيخ محمد اليدالي بقصيدة شهيرة، يقول:
خـطـب أعـار لقـلبـي الهـمّ والقـلقـا
وأودع المــقــلتـيـن المـع والأرقـا
أرى سـهـام المـنـايـا لم تـدع أحدا
ولا تــغــادر أهـل المـلك والسـوقـا
من رزء مختارنا بن المصطفى انفتقا
في الدين فتق فأعظم بالذي انفتقا
واخـتـل فـي الديـن شمل كان منتظما
بــه وبـدر الهـدى مـن فـقـده مـحـقـا
يـوم مـن الخـافـقات الشهب يوم قضى
مـن هـوله سال دمع العين وانخفقا
قـد كـنـت أسـطو على ريب الزمان به
عــضــبـا وأدفـع عـنـي كـل مـا طـرقـا
لهــفــي عــلى لوذعـيّ ذي نـدى وتـقـى
وهــيـبـة تـمـلأ الأفـكـار والحـدقـا
وذي مــــعــــارف ربـــانـــيـــة وهـــدى
… الخ

كانت وفاته في القرن الثاني عشر:
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته..

نتمنى أن تنال إعجابكم وفقنا الله واياكم..آمين، الدعاء

صدقة جارية