أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / مذاكرة صباحية/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

مذاكرة صباحية/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

ما رأيت فى هذه الحياة، ما أثار غبطتى ،مثل السخاء و الحنان و العفو عند المقدرة،و ما سوى ذلك، فرأيت أهله،كثر أحيانا،لكنهم غير متميزين فى نظرى.
فقد شاهدت من يتظاهر بالتدين،و هو مثال بارز فى البخل،فكرهت فهمه للتدين،و رأيت الرجل القوي،غير أنه لا يتحاشى الغلظة على الضعفاء،كما رأيت التمادى فى الخلاف و إشفاء الغليل،رغم تحول حال الخصم و ذهاب قدرته على الإيذاء!.
اللهم ارزقنى مالا وفيرا، أنفقه سرا، لوجهك الكريم،حتى لا تعلم شمالى ما أنفقت يميني،و ارزقنى حنانا من لدنك،و ارزقنى العفو عند المقدرة،مصداقا لقولك جل شأنك:”و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس”.
و ما ذقت فى حياتى طعما،ألذ من العطاء، لوجه الله،و لا شممت رائحة أطيب، من الكلمة الطيبة،و لا سمعت كلاما أطيب،بعد كلام الله و حديثه، صلى الله عليه و سلم، من حديث الصلات العفوية و الصداقات الصادقة.
و لا رأيت أجمل، من الوفاء،و لا أقبح،من غدر من أحسنت إليه،و حسبته دهرا خلا خالصا.
و قد جربت الكثير من الأوجاع،لله الحمد، فوجدت أثقلها، مرض الوالدين،رحمهم الله،و امتناع النوم عن جفنيك،لفرط الألم و المرض.
و أما السجن، فلم يزدني إلا صلابة،لكنه علمني الكثير فى وقت قياسي.
و من وجه آخر،لعله جدير بالعاقل،حسن تسيير دريهماته،فما أمر لجوء الأحرار لللئام!.
و ما جربت فى حياتى عملا أكثر بركة و أنفع للصحة و أجلب لراحة البال، من صلة الرحم و الصبر على عيوبهم و سترها،ما استطعت إلى ذلك سبيلا،بإذن الله.
اللهم أعنا على المعروف و أبعدنا عن سكة الشر و المنكرات،و اجعلنا من الموطأين أكنافا،الذين يالفون و يولفون.

صدقة جارية