أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة أبي بن حيمود الجكني الموساني الشنقيطي (166)

العلامة أبي بن حيمود الجكني الموساني الشنقيطي (166)

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا وبعد:

ترجمة للعالم العلامة الحبر الفهامة سيبويه زمانه وجنيدي أوانه:أبي بن حيمود الجكني الموساني..

هو شيخ المشايخ العالم العلامة ،والحبر الفهامة، فقيه أحيانه ، وسيبويه زمانه، وجنيدي أوانه: أبي بن أحمدُّ بن حيمودْ بن البصيري بن أحمد شالله بن أبابك بن أيندمحم الجكني الموساني.

مولده:

ولد 1رجب سنة: 1300هـ لأسرة كريمة عرفت بالعلم والصلاح والتقى والنجابة لأبيه العالم الفقيه أحمدُّ بن حيمود
ولأمه سليلة المجد والكرم :ميمونة بنت أحمد سلطان بن حبيب الله بن أعمر بن أبابك الجكنية..

نشأته:

تربى في بيئة علمية ونشأ نشأة صالحة

طلبه للعلم:

لقد تلقى تعليمه على والده الفقيه أحمدٌُ فأتقن حفظ القرآن مبكرا ،ثم درس مبادئ العلوم الشرعية، وعلم الفرائض،

رحلته:

ثم شد الرحل إلى محضرة أهل يحظيه حيث سيبويه زمانه، ومبرز أقرانه، يحظيه بن عبد الودود .
هنا وجد أبـي ضالته المنشودة، وبغيته المقصودة ، فألقى عصا تسياره، وأنشد لسان حاله:

فألقت عصاها واستقر بها النوى

كما قَـرَّ عينا بالإياب المسافر.

فطفق يقتطف من قطوف علومها الدانية، ويجتني من ثمار فنونها الجنية،يستسهل الصعب في تحقيق مهمته، ويستلذ الـمـر في سبيل مطلبه، حتى راض صعاب العلوم، وذلت له شتى الفنون المحضرية وأصبحت طوع يده ، يوم آذن مستواه الدراسي بصباح عنده حمد مسراه، وآتت أكلَها جهودُه العلمية
فطُوِّقَ جيده بطوق مَـجْـدِيٍ أثـيـل، وتوج بتاج علمي نبيل، ذُمَّـتْ له تيجان الملوك والأمراء، وألبس حلة من حلل الفخر لا تقدر بثمن حلة لا تبلى ولا تخلق وما أدراك ماهيه؟ إنها شهادة مالك عصره وسيبويه دهره، وَشَّــح بـهـا ابن محضرته الأبـر، وفـتـاهـا الأغـر، وشاحا من الطراز حـق له أن يبقى وساما شرفيا ،
يوضع على صدر التاريخ، مسطورا بحروف من الذهب.
تـلـك هـي إجـــــازة الـعـلامـة يـحـظـيـه لـلـعـلامـة أبـي
يوم أجازه في جميع مسموعاته ومروياته إجازة تامة عامة
إجازة حملت في حروفها الموجزة معاني كثيرة، وتزكية خالدة رفيعة، قَــلَّ لـه من خلالها مسؤولية التدريس والتعليم
حين خلع عليه من صفاته هو ما لم يخلعه على غيره ؛إذ جعله مقصودا بالحكم بلا واسطة بدله؛ فـقـال بالحرف الواحد:
” نص الإجـــــــــازة
{الـحـمـد الـلـه الـذي لا يـنــبـغـي الـحـمـد إلا لـه، حـمـدا يـواصـل إحـسـانـه، ويـكـافـئ إفـضـالـه، والـصـلاة والـسـلام
عـلـى سـيـدنـا ومـولانـا مـحـمـد أفـضـل مـن رفـع الإسـنـادْ،
وأرفـع مـن أجـاز الـروايـة عـنـه فـي كــل نـادْ، وعـلـى آلـه الـمـهـتـديـن، وصـحـابـتـه الـذيـن بـلـغـوا الـديـن
أمــا_بــعـد:
فــقـد أجـزت وإن كـنـت جـديـرا بـقـول الـقـائـل:

ولـسـتُ بـأهـل أن أجـيـز وإنـمـا
== قـضـى الـوقـتُ يـرقـى الـدونُ مـرقـى الأكـابـر.

تـلـمـيـذي وصـديـقـي وقـرة عـيـنـي، فـي بـعـدي وبـيـنـي:
أحـمـد مـحـمـود الـمـلـقـب أبـــي فـديـتـه بـأمـي وأبـي
جـمـيـع مـسـمـوعـاتي ومـرويـاتـي ومـقـروءاتـي من مـعـقـول مـنـقـول، وفـروع وأصـول إجــازةتـامـةمـطـلـقة
ولا سـيـمـا فـي الـجـامـع بـيـن الـتـسـهـيـل والـخـلاصـة ، ومـخـتـصـر خـلـيـل.
فـقـد صـحـبـنـي إحـدى عـشـرة سـنـة؛فـتـلـقـى مـا تـلـقـى مـنـي فـي غـيـر نـوم ولا سـنـة ؛فـصـار لـسـان الـحـال يـقـول:

الــتـابـع بـالــحـكـم بـلا واســطـة هـو؛فـصـار مـنـي لـلـتـابـع بـدلا؛ فــقـلـت: ومـا لــكـم إلا اتـبـاع أحــمــدا، نــصـيـحـة ورشـدا}اهـ
يــحــظـــيــــه بـن عـبـد الـــــودود.

وقد أشاد بهذه الإجازة الشاعران الكبيران: العالم الأديب:
أسند بن محمد ناجم الجكني الإبراهيمي بقوله:

لا زال لا زال مَنْ هذي إجازتُه

في سابغات من النعماء موضونه

لا زال فوق بساط العلم ترفعه

دعائم من خراب الدهر مأمونه

يرمي بأفئدة الطلاب لؤلؤة

من زاخر العلم بالأصداف مكنونة

ويقول العلامة مــمُّ:

إجـازة هذا الشيخ أفضل مغنم

حـوتـه ونـالـتـه يـد الـمـتعلـم

يـنـال بـهـا كنزا مـن العلم فـاخـر

ومَنْ يستبحْ كنزا من المجد يغنم

تصوفه:

ولما كان علم السلوك الذي يعنى بالجانب الروحي له مدارسه المختصة -كما هو معهود في عرف تلك البلاد اقتضى ذلك انتساب الشيخ إلى مدرسة من مدارس الإحسان والمراقبة
فصحب لذلك الرجل الصالح الولي، والمربي التقي الشيخ:أحمد سيد آمين ثلاثة أيام وكانت كافية ؛لأن ينهل من من ذلك المعين.

محظرته:

ثم ولَّى الشيخ وجهه شطر ربوع قومه متوجا بتاج العلم والمعرفة والكرامة، فأسس محضرته الجامعة لشتى تخصصات العلم والفنون والسلوك.
وما إن علم الناس بعودته حتى انثال عليه الطلبة ينهلون من رحيق علومه، ويعلون من معين فنونه، وسرعان ما اكتظت أرجاء حي الشيخ ومحضرته بهم حتى ناهز عددهم أربعمائةٍ.

تلامذته:

استمرت محظرته في العطاء وتخرج منها خلق كثير من أبرزهم:

1=العلامة محمدُّ بن احويبل شيخ محضرة بالغربان.
2=العلامة أحمدُّ بن محمد فال شيخ محضرة انجقماجك.
3=العلامة الحسن بن أبا. وغيرهم.
كان آية في الزهد والورع والاستقامة لا ينفك في نوع من أنواع الطاعات،الخ.

مؤلفاته:

له مؤلفات بعضها في العقيدة
وبعضها في التوجيه وهي تدل على مكانته العلمية، وعلو كعبه في العلوم الإسلامية.

أبناؤه:

خلف من الأولاد أربعة أبناء
وبنت كلهم علماء فقهاء صلحاء
اقتفوا أثر أبيهم وهم:
1=العلامة: عبد الله بن أبي.
2=العلامة محمذ بن أبي.
3=عيشة بنت أبي.
4=العلامة:محمد عبد الرحمن بن أبي.
5=العلامة:إبراهيم بن أبي.

وفاته:

وبعد أن بلغ صيته ما بلغ، وانتشرت شهرته في الآفاق، كانتشار الشمس فيه رحل إلى دار الخلد عن عمر يناهز 63 عاما سنة:1362هـ

رحم الله الشيخ وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
وبارك في ذريته.

جزى الله خيرا من دعا له وترحم عليه.

المصدر: صفحة السالم بن عبود.
تلخيصا مما كتبه عنه: ابنه العالم :الشيخ بن أبابن الحسين آل حيمود حفظه الله ورعاه وأدام عزه وأعلى شأنه.

رحمه الله الرحمة الواسعه وادخله فسيح جناته آمين الدعاء

صدقة جارية