أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة الشيخ أحمد خونا ولد خطار الجكني الشنقيطي

العلامة الشيخ أحمد خونا ولد خطار الجكني الشنقيطي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

ترجمة شيخينا العالم الفاضل المربي الزاهد الأليف اللطيف الأنيس المؤنس البركة المبارك، شامة المدينة وغرة وعمامة شيوخي قبيلة تجكانت الزينه صاحب الأخلاق الدمثة والروح الطاهرة:

الشيخ أحمد خونا ولد خطار الجكني (أبو خالد )

مولده ونشأته:

ولد سنة 1335 للهجرة بمقاطعة باركيول بولاية لعصابة، توفيت عنه أمه وهو يدخل عامه الثاني فاعتنت بتربيته جدته فاطمة بنت البشير زوج العالم الشهير أحمد الأفرم بن التار الجكني . رحمهما الله تعالى.

طلبه للعلم:

نشأ في بيت علم يرتاده الطلاب من كل جهة فحفظ القرآن صغيرا ثم سافر إلى مقطع لحجار لطلب العلم.

شيوخه:

تفقه رحمه الله على والد شيخي محمد سالم بن لمرابط/ أحمدُ الجكني الشفاقي.

كما أخذ أيضا عن الشيخ أحمد أبي المعالي التاكاطي والد أشياخنا: العلامة الشيخ عثمان
و القاضي بدولة قطر الشيخ عبد الدايم أطال الله عمرهما ونفع بعلمهما. آمين..

وقد واصل تحصيله العلمي في محظرة أهل الطالب ابراهيم ولبث فيها برهة من الزمن.
وهي محظرة أهل شيخنا العالم المختار ولد عبدو التاكاطي الموظف بوزارة الأوقاف بدولة قطر حاليا، حفظه الله وأطال في عمره ونفع بعلمه آمين.

رحلته إلى الحجاز:

فكان أثناء مكثه في محظرة أهل الطالب ابراهيم (تامورت الحاسي) بلغه خبر عزم والده على الحج فقرر مرافقته، فأدركه في منطقة آفطوط ولكن والده توفي قبل السفر فواصل هو الرحلة
وقد تم له اللقاء بمروره على حضرة الشيخ التراد (بآگوينيت)
وتلمذه وتصدره عليه.. ثم دخل الحجاز بعد وفاة الشيخ محمد حبيب الله بن ميابى بقليل رحمه الله رحمة واسعة
ودخل مكة المكرمة وزار المدينة المنورة.

كما وأخذ عن شيخ شيوخنا فريد دهره الشيخ محمد الأمين آب ولد اخطور علم التفسير.
وقد اشترك معه في شيخه لمرابط أحمدُو ولد مود حيث قرأ عليه الشيخ الأمين مختصر خليل كما في مقدمة أضواء البيان.

فضله وصلاحه :

كان الشيخ أحمد خونه عابدا ناسكا صاحب مواقف نادرة، مشهودة لا تنسى له، وله حظ من علوم السلوك والتربية.

مساره الوظيفي وجهوده الخيرية.

كما أنه رحمه الله في سنة 1367 عين مدرسا لمدرسة بدر المعروفة ( بواقعة بدر ) بين المدينة وجدة على طريق الهجرة القديم.
ومكث فيها ثلاث سنوات فكان له ذكر حسن وأثر طيب في نفوس أهلها لاسيما الأشراف الذين توطدت علاقته بهم. على رأسهم شيخنا الشريف الوجيه الداعية المبلغ الشيخ/ احميّد الشريف أبو عاتق.

ثم عين من أمناء مكتبة عارف حكمت لمدة عشرين سنة،
إلى أن أحيل إلى التقاعد بكامل راتبه بأمر سام من الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله تعالى.

كما أن من سيرته العطرة كان رحمه الله دؤوبا على فعل الخير ومواسات الفقراء والمساكين حتى قال عنه شيخ شيوخنا الشيخ الأمين (آب بن اخطور):
اسم الشيخ أحمد
_ خونا اقترن بإيصال المنافع إلى المسلمين –
(يعني خيمة الدهك) كما يقولها الشناقطة أي محط رحال الوافدين من كل حدب وصوب.

ومن حرصه الدؤوب كذلك على نصرة الدين ونشر العلم قام رحمه الله وسعى إلى نصرة ودعم المدارس القرآنية الأهلية وتعليم أبناء فقراء المدينة والنفقة عليهم وذلك في شتى المجالات والمعونات كما كان الأغنياء من مختلف الجهات والأمصار يزورنه ويتصلون به ويتعلقون بصحبته ويحرصون على مجالسته لألفته فيتحفونه بالخير الكثير من كتب ومال وغذاء فيوزعه على مستحقيه من فقراء والمحوزين والأسر المتعففه وأيتامهم وأراملهم بالمدينة ودائما يسأل عنهم ويرعى أحوالهم ويتفقد ظروفهم.
ومن أعيان أولئك الذين ساهموا معه أذكر الوجيه المسمى عمير من دولة الإمارات رحمه الله تعالى وغيره كثير لا أحفظهم.. فجزاهم الله خيرا آمين.

حسن معاشرته وطيب أخلاقه:

كان جلساؤه يشعرون بالراحة والأنس في مجلسه لطيب أخلاقه وتواضعه وحبه لإخوانه المسلمين وكرمه وحسن سلوكه وضيافته وذلك مع الجميع رحمه الله.

وقد تذكرت في ذلك حديث جابر رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ” المؤمن يألف ويؤلف ولا خير في من لا يؤلف ولا يألف ” رواه الطبراني وصححه في السلسة الألباني رحمهما الله تعالى.

كما أنك لا تكاد تأتيه في حلقته عند باب داره إلا وجدت طائفة من أنصار الشناقطة قد أحفته وأحاطت به فيذكرني بذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه أبو قتادة رضي الله عنه ” الناس دثاري والأنصار شعاري، وقال لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، حب الأنصار من الإيمان فأحسنوا إلى محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم من أفزعهم فقد أفزع هذا الذي بين هاتين”
وأشار إلى نفسه صلى الله عليه وسلم.
وأصله في الصحيحين وقد رواه كذلك الحاكم في مستدركه وأقره الذهبي في التلخيص، والزيادة عند الإمام أحمد، صححها شعيب الأرناؤوط. رحم الله الجميع.

علاقته بالوسط العلمي:

توثقت صلته رحمه الله بمشائخ الحجاز من أمثال:
علوي عباس المالكي والشيخ محمد نور يوسف
والسيد أمين كتبي.

كما كان وثيق الصلة بأسرة آل مبارك المشهورة وأعيان هذه الأسرة المعروفين بمالكية المشرق ومن أعيانهم رئيس الشؤون الدينية بدولة الإمارات في عهد الشيخ زايد رحمه الله تعالى :
وهو العلامة الفاضل الشيخ/ عبد العزير آل مبارك، فقد كان رحمه الله كان محبا للشناقطة مقربا لهم ومحسنا عليهم وكذلك الشيخ الخزرجي رحمهما الله تعالى،
وكانا خليلا شيخي الشيخ محمد عبد الله بن الصديق الجكني والشيخ الشيباني بن محمد أحمد النجمري صاحب كتاب تبيين المسالك على نظم الشيخ المذكور رحم الله الجميع وأدخلهم فسيح جناته آمين.

ومن آل مبارك.. وأعيانهم كذلك افاضل: منهم أخي الفاضل الخلوق المربي محدث الخليج العربي الدكتور:
أمين آل مبارك أطال الله في عمره ونفع بعلمه.. آمين..
قد قرأت معه سويا على محدث الشناقطة في زمانه العارف برجال الحديث ومسانيده وكأنه قاطن معهم في قرية واحدة لشدة معرفته برجال وأسمائهم وكناهم و بطرقهم وباتصال أسانيدهم: الحافظ العلامة الشيخ احمدو بن عبد القادر القلاوي رحمه الله تعالى، وجزاه الله كل خير..
وقد كان الدكتور أمين من أبرز من أخذ عنه، وله اليد الطولى في التصدر على الشيخ حفظه الله..

ومن أعيانهم أيضا: الشيخ الدكتور:
عبد الحميد والشيخ عبد الباقي و غيرهم من الفضلاء فجزاهما الله خيرا.

وقد أبقى لنا الشيخ أحمد خونه رحمه الله أبناء فضلاء جعلهم الله خير خلف لخير سلف.

وفاته:

توفي رحمه الله يوم 16 رجب 1414 هجرية
ودفن في بقيع الغرقد وقد أوصى أبناءه بالعلم وخدمة المسلمين،

وما زالت حلقته في منزله قائمة على يد أبنائه بارك الله فيهم ونفع بهم إلى الآن حفظهم الله جميعا آمين.

مصادر الترجمة:

1 أعلام الشناقطة في الحجاز والمشرق.
2 حجاج ومهاجرون.
فجزاهم الله خيرا

بتصرف من تلميذ الشيخ المترجم له:
العبد الضعيف

رحم الله شيخي الرحمة الواسعة وأدخله فسيح جناته آمين

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه من العمل والنية والهدى آمين الدعاء.

صدقة جارية