أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / تضامني مع السالك زيد/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

تضامني مع السالك زيد/بقلم عبد الفتاح ولد اعبيدن-اسطنبول

تم استدعاء الصحفي سالك زيد من قبل الشرطة للرد على شكوى ولد عوان،رئيس السلطة الطرقية،بشأن تحويل مبلغ 90 مليون أوقية من ريعها إلى حسابه الشخصي، ببنك الأمانة،و تم الاستجواب و أعطوه موعدا الإثنين للتوقيع و الإحالة للوكيل،و بغض النظر عن مصير القضية فضائيا،فإنى بعد كامل التضامن مع الزميل،أنصحه بأن عمله الاستقصائي، مهما كانت نجاحاته أو عثراته،أنفع له فعلا من وعود رجال الأعمال،الذين ذكر أن بعضهم وعدوه بأكثر من تسعين مليون مقابل الامتناع عن فتح ملفاتهم.فهذا مجرد مراوغة،و لو افترضنا أنك تعاملت معهم،فى هذا الاتجاه أو غيره،فلن يعطوك فلسا واحدا،و تلك اتصالات يراد منها التسجيل و كشف الصحفي المعني فحسب!.
“ول سبك بليلة سبك باحويلة”.
و أؤكد تضامني مع زميلي السالك زيد،و أقول لك إلزم طريقك الإعلامي،بمهنية،دون توريط البرءاء أو تبرئة المتورطين،و أدعو الزملاء فى ملف محاربة الفساد،للشجاعة و التريث معا،و أدعو المتهمين بتقديم حق الرد،على ما ينشر ضدهم،قبل اللجوء للقضاء،رغم أن القضاء،إن توفرت شروط العدل و إنصاف الجميع،ليس سوى طريقة حضارية، لحفظ الأعراض و حقوق الجميع،و رغم أن القضاء الموريتاني،تورط بعض ممتهنيه فى ملفات مع إعلاميين،ذهبوا ضحية النفوذ و الرشوة.
و نرجو لقضاءنا أن يأخذ العبرة من الماضى،فقد عانيت و زميلي حنفى من ذلك،حيث أمضيت قرابة ستة أشهر فى السجون، فى الداخل و الخارج،و إقامة جبرية فى الإمارات،منزوع جواز السفر،أكثر من سنة،و غرمت بأكبر غرامة فى الكون، ضد أي منتج معرفي،300 مليون أوقية،زهاء مليون دولار أنذاك،و سلمت عنوة،عبر الانتربول،من دبي إلى نواكشوط،30/11/2008.
و خرجت بمعاناة صحية،لا داعي لذكر تفاصيلها الآن،و الله هو العدل المنتقم.
أما زميلي،حنفى،فقد أمضى ثمانية أشهر فى السجن،و كانت حالتي و حنفي،أبرز معاناة الإعلاميين الموريتانيين و إلى اليوم،و مع ترسيم قانون حماية الرموز و غيره،تعززت المخاطر على الكتاب و المدونين و حتى ممتهنى حرية التعبير،و فى بلاد السيبة،و أرجو أن لا تكون موريتانيا من بينها، الخطر يحل بساحة كاتب حروف و سارق قوت الضعفاء،و لو بالمليارات، يظل فى حصنه الحصين،و يوم الفصل الحقيقي يجتمع الخصوم.
و أدعو زملائى و المحامين و الرأي العام للتضامن مع الزميل محل الشكوى،و لا يعنى هذا تزكية ما يكتب هو أو غيره أو يسجل،لكن التجربة محليا أثبتت دائما،أن الصحفي هو الضحية،سواءً كان ظالما أو مظلوما.
و أما رابطة الزمالة، فتفرض التضامن لحماية الصحفيين من الاستهداف المغرض.
و ندعو السلطات التنفيذية و القضائية لحماية الصحفيين و تكريس حرية الصحافة فى موريتانيا،و أما تصرفات ولد عوان و بذخه المعروف،فيدل على النفاذ إلى سيولة غير تقليدية،لكن بعض المسيرين الفسدة تعودوا على حماية السلطات المعنية و المجتمع،فظلت الصحافة و الحقيقة هي الضحية دائما،فهل يتغير الجو نحو أفق منصف؟!.

صدقة جارية