أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / افتتاحية موقع تابرنكوت /رؤية حول ترشيح رجال الاعمال للمناصب الانتخابية

افتتاحية موقع تابرنكوت /رؤية حول ترشيح رجال الاعمال للمناصب الانتخابية

لا أستطيع مهما جنح بي الخيال أن أتصور أن سياسيا كملت مداركه السياسية يخامره الشك أن الفعل يمكن أن يصدقه الناس ادعاء دون بينات، فالدارج في أيامنا هذه أن طبقة السياسيين أو ما يمكن تسميهم برجال الأعمال المستثمرين في السياسة، يتصورون أن إدراك الناس محدود، لدرجة يركن معظهم إلى استئجار الأقلام تغييرا للحقائق و تصويرا للا موجود، متناسين أن الطبقة السياسية الحقة هي تلك التي تملك الرؤى والتصورات،  لديها المشاريع الفكرية الناضجة التي تصمد أمام  المحاججة، إن من إفساد السياسة تركها بين العوام من أولي الثراء الطارئ، لما في ذلك ضرر بالغ  على  مصالح العباد، فالتحولات الاقتصادية وإشاعة التنمية بين عموم الناس، وعدم استثمار المناصب السياسية للحصول على المنافع الفردية ضرورة لا غنى عنها لمن انتخب، فإذا دار في فلك مصالحه الضيقة فإن ذلك يجعل المنتخبين في ورطة كبرى وهي انتظار سنين حتى يأتي من يهتم لهم حقا،  لقد حان الوقت إذا أردنا أن نصنع  مستقبلا جيدا  ان لا نترك مصالحنا في أيدي التجار ورجال الأعمال، فليس  أقل من أن نباع كما تباع البضائع للأسف الشديد، فالحقائق المؤسفة لا يمكن تغييرها بشراء تقرير هنا او مقال هناك  إن الفشل مرير ساطع لا يمكن حجبه تماما مثل الشمس، إن تغيير الحسابات ضرورة لا غنى فمصالح الناس أولى من مصالح التجار بالطبيعة، وترشيح أولي العقول والأفهام أصحاب البصيرة شيء  لا غنى عنه للرفع من مستوى الخطاب السياسي فكلام “التيفاي” على الدوام مؤذ لأهل هذا الفن، “التيفاي” يدور دوما خارج السياق منطلق من فكرة البيع والشراء، أما رجال السياسة فهم بالمستقبل منشغلون، واضعين الخطط، يعالجون الخلل شغلهم الشاغل هو  المستقبل ،صناعة التنمية للعموم أما التجار فهم يستثمرون في المناصب كما يستثمرون في أي بضاعة،   لذا من مقتضيات المصلحة أن نضع في الحسبان تلك المعادلة البسيطة لتجنب سوء الطالع الذي يلازم  تجار السياسة، حقيقة أن الماكينات الإعلامية بكل أسف  وغياب ضمير لا تتورع عن تصوير الوقائع مغلوطة ولكن يبقى ما ينفع الناس ويكمث في الأرض أجدى  وأبقى من أي مغالطة لكاتب بالأمعاء قدره أن يعيش غير مبال حتى بنفسه. 

صدقة جارية