أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / قطر نجحت في تنظيم أفضل مونديال وفرضت نفسها عالمياً 

قطر نجحت في تنظيم أفضل مونديال وفرضت نفسها عالمياً 

حصدت قطر رسمياً لقب الدولة التي نظمت أفضل نسخة مونديال في التاريخ وجعلت بطولة كأس العالم لأول مرة شرقية بامتياز دفعت عشاق الساحرة المستديرة الوافدين من كل مكان فهم واستيعاب تفاصيل الحياة في المنطقة العربية بعيداً عن الصورة النمطية التي رسمتها هوليوود في أذهان الناس. وساهمت البطولة التي أكدت قطر من أول يوم نالت فيه شرف تنظيمها أنها ستكون الأفضل، في تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة عن الشرق في العالم، كما كانت نقطة تحول مفصلية في تاريخ إيصال الصوت الفلسطيني إلى الخارج.

وتحتفل قطر تزامناً بيومها الوطني هذا العام بقصة نجاح عظيمة لاستضافتها بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 التي تُشكل مُناسبةً لعرض إنجازات قطر الكبيرة على العالم أجمع.
واعتبر مسؤولون دوليون أن التنظيم القطري لهذا الحدث فاق التوقعات وصعّب المهمة على من يستضيف النسخة المقبلة من المونديال.
وتجمع شهادات كثيرة أن القطريين بذكاء وحكمة، خططوا جيداً لاستضافة آخر كأس عالم ينظمها بلد واحد، وحقق مونديال العرب النجاح فنياً وتنظيمياً وأدخل الفرحة في كل البلاد العربية التي تابعت البطولة التي منحتهم الفخر، لأنها نظّمت باسم كل العرب.
ومن لحظة إطلاق صافرة مونديال قطر، سجل الحدث اهتماماً واسعاً على ضوء النتائج المحققة، ويجعل من بطولة كأس العالم التي تستضيفها لأول مرة دولة عربية، تجري في ظروف ممتازة مع مفاجآت جعلتها محط اهتمام عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان.
ولحظة أعلن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير قطر تدشين بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ بحضور الأمير الوالد، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي كان عراب ملف الترشح لاستضافة البطولة، أمام أكثر من 67 ألف مشجّع، شهد العالم انطلاقاً من حفل ومباراة افتتاح أول نسخة من المونديال في العالم العربي.
وقال أمير قطر في كلمة افتتاح المونديال، في استاد البيت: «بسم الله الرحمن الرحيم، من قطر من بلاد العرب، أرحب بالجميع في بطولة كأس العالم 2022. لقد عملنا ومعنا كثيرون من أجل أن تكون من أنجح البطولات، بذلنا الجهد واستثمرنا في الخير للإنسانية جمعاء، وأخيراً وصلنا إلى يوم الافتتاح، اليوم الذي انتظرتموه بفارغ الصبر». وكان هذا تأكيد على روح المونديال الذي ينظم في المنطقة العربية، حيث أضاف لحظتها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أنه «طوال 28 يوماً، سوف نتابع ومعنا العالم بأسره المهرجان الكروي الكبير، في هذا الفضاء المفتوح، للتواصل الإنساني والحضاري، ويجتمع الناس على اختلاف أجناسهم وجنسياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم هنا في قطر وحول الشاشات في جميع القارات، للمشاركة في لحظات الإثارة ذاتها».

قطر تجمع ولا تفرق

أكدت قطر أنها من خلال استضافة البطولة تدعو إلى وحدة الشعوب، وهو ما قاله الشيخ تميم في كلمته: «ما أجمل أن يضع الناس ما يفرقهم جانباً لكي يحتفوا بتنوعهم وما يجمعهم في الوقت ذاته» حيث استهلت فقرات حفل افتتاح المونديال، الذي تابعه المليارات في أنحاء العالم عبر الشاشات، بتلاوة من القرآن الكريم، للشاب القطري غانم المفتاح، سفير النوايا الحسنة، وسفير كأس العالم قطر 2022. واعتبرت فقرات الحفل رسالة هامة دعت إلى وحدة الشعوب من خلال مشهد مبهج ومعاصر وفريد من نوعه، للمخرج السينمائي، أحمد الباكر، الرئيس التنفيذي لاستوديوهات كتارا، بدعم من الفنان العالمي ماركو باليش، والمخرجة الفنية أنجيلا آلو.

بصمات إيجابية في المونديال

تركت كأس العالم FIFA قطر 2022 بصمات إيجابية في العديد من النواحي، وتابعت جماهير كرة القدم نسخة استثنائية من المونديال، على الصعيد الفني في ظل المُفاجآت الكبيرة التي سجلت في دور المجموعات وكذلك في الأدوار الإقصائية التي شهدت وداع مُنتخبات لها باع طويل في تاريخ المونديال.
وأكدت العديد من التصريحات أن قطر ماضية في الوفاء بكل الوعود مع وصول البطولة إلى مراحلها الحاسمة واقتراب إسدال الستار على الحدث الكروي الذي يُقام للمرة الأولى في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
وكانت متعة كرة القدم حاضرة، وخصوصًا من ناحية توديع العديد من المُنتخبات الكبيرة والنجوم للبطولة بطريقة دراماتيكية لم تكن مُتوقعةً.

القوة الناعمة

نجحت قطر في تعظيم قوتها الناعمة بالاستثمار الرياضي بشكل لافت للانتباه، من خلال البطولة، وكانت امتداداً لنجاحات سابقة. وقدمت نموذجا يُحتذى به، من خلال النجاح في تنظيم بطولات وفعاليات عديدة سابقة على تنظيم كأس العالم، كان أبرزها: بطولة العالم لألعاب القوى عام 2019 وبطولة كأس العالم للأندية، وبطولة الخليج، إضافة إلى العديد من البطولات في الرياضات المختلفة. كما فازت قطر باستضافة بطولة الألعاب الآسيوية لعام 2030.
كما استضافت قطر ما يزيد على 500 فعالية رياضية دولية منذ عام 2005 في مختلف الألعاب الرياضية. وإلى جانب ذلك أقامت منشآت رياضية، ومرافق تدريبية وعلاجية على طراز عالمي، تجتذب الأندية العالمية على مدار السنة، مثل أكاديمية أسباير الرياضية، ومستشفى سبيتار المتخصص في طب العظام والطب الرياضي.
وكان استضافتها لبطولة كأس العالم، تتويجا لهذا المسار، وتأكيدا على أهمية القوة الناعمة في السياسة الخارجية، وجعل اسم البلد يظهر مع الكبار في الساحة الدولية. واستثمرت الدولة الخليجية التي كسبت رهان تنظيم أهم بطولة كأس العالم ميزانية ضخمة ضمن خطتها الوطنية 2030 لتطوير البنية التحية.
وصرح حسن الذوادي، الأمين العام للجنة المنظمة للمونديال، بأن تكاليف البنية التحتية التي جرى إنشاؤها في الدولة الخليجية منذ منحها حق استضافة البطولة تتجاوز 200 مليار دولار. وغالبية الأموال التي تُقدر بالمليارات التي أنفقتها الحكومة القطرية منذ عام 2010 كانت لإنشاء بنية تحتية غير مرتبطة بكرة القدم مثل تشييد شبكة جديدة للمترو في العاصمة الدوحة ومطار دولي وطرق جديدة فضلا عن بناء حوالي مئة فندق جديد ومرافق ترفيهية فيما يأتي الجزء الأكبر من هذه الاستثمارات في إطار تنفيذ مشروع «رؤية قطر الوطنية 2030».
واعتبر أن استضافة البطولة وحّدت الشعوب من مختلف الثقافات والخلفيات والانتماءات، وجمعت العالم بأسره في قطر أرض المونديال.

إرث المونديال المستقبلي

أكّد عدد من الخبراء في المجال الثقافي على التأثير الإيجابي الذي يُصاحب بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ والإرث الثقافي الذي تتركه هذه البطولة على مستوى تغيير المفاهيم الخاطئة والصورة النمطية غير الصحيحة التي يتصورّها البعض عن العالم العربي.
وقالت أميرة العجي، رئيسة قسم فنون المجتمع في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أنه هناك تصوّرات خاطئة عن الثقافة المحلية، لذا شكّلت بطولة كأس العالم فرصة لإيصال رسالة إلى كثير من الناس من مختلف الثقافات وإعطاء صورة أوضح عن هويّة وثقافة شعوب المنطقة، وإعادة تشكيل تصوّراتهم، وتعريفهم بالأهداف والخطط المستقبلية.
وأوجدت كأس العالم صلة قوية ووجدانية بين الشعب القطري والشعوب من جميع أنحاء العالم. على سبيل المثال، نرى أفرادًا من مختلف الثقافات يرغبون بارتداء الثوب القطري والتجوّل في سوق واقف، وسيدات أجنبيات يرغبن بتجربة الحناء.

انبهار بالثقافة العربية

عبرت جماهير المونديال، عن إعجابها وانبهارها بالزي القطري وبالعادات والتقاليد المحلية، وحرصوا جميعاً على تجربته وارتدائه في الشوارع، خاصة الغترة والعقال التي جربها تقريباً كل الجماهير بمختلف جنسياتهم.
وأكد كثر أن زيارتهم للدوحة أزالت لديهم أفكارا خاطئة عن القطريين وأهل الخليج بصفة عامة، إذ أن كل هذه المفاهيم المغلوطة تغيرت عندما عرفوا أهل البلد عن قرب، واكتشفوا أنهم شعب مضياف وخدوم ومحترم لأبعد الحدود، وقد رحبوا بهم أفضل ترحيب، حتى أن بعض الأجانب تمنوا أن يعيشوا في قطر.
ويتحدث كثيرون بانبهار عن استضافة قطر لأفضل نسخة للمونديال عبر التاريخ، غير أن جوانب الحياة الاجتماعية ومظاهر الكرم المتعددة التي قدمتها الدوحة جذبت انتباه الزوار الأجانب. وطيلة أيام البطولة العالمية، حرص المواطنون القطريون على استضافة مشجعي ومحبي كرة القدم في مجالسهم وبيوتهم، في مبادرة منهم لإبراز العادات العربية في إكرام الضيف والتعريف بالثقافة المحلية.
وبادرت الكثير من العائلات القطرية إلى دعوة مشجعي الفرق المشاركة في البطولة لزيارة بيوتها ومجالسها، إظهاراً للكرم العربي واحتفاء بضيوف البلد.
ويشارك كثير من المواطنين في هذه المبادرات الاجتماعية، لضمان استضافة نسخة تاريخية واستثنائية لبطولة كأس العالم ترسخ دورهم الوطني لإنجاح الحدث الرياضي العالمي.

صورة نمطية جديدة

ووجدت المبادرات التي أطلقها أصحاب المجالس القطرية تجاوباً منقطع النظير، وعبّر كثير منهم عن سعادتهم بزيارة قطر والتجربة الفريدة التي أتيحت لهم.
واتسم العرس الكروي الذي ازدان بالاستضافة القطرية بنكهة خاصة لم تكن معتادة في كل البطولات السابقة، فهو يقام للمرة الأولى في عاصمة عربية إسلامية.
وأبدى مشجعون كثيرون انبهارهم بمستوى الضيافة والترحيب والكرم الشعبي الذي أبداه القطريون تجاه ضيوفهم من متابعي المونديال، ما أدى لتغيير صورة نمطية سالبة انطبعت في أذهان البعض عن المنطقة العربية. وشعبياً، تنوعت أشكال الضيافة القطرية، من استضافة الزوار في البيوت والمجالس، إلى توزيع القهوة والحلوى والمشروبات على المشجعين أمام الملاعب وفي الأسواق والشوارع.
وأتاح الترحاب القطري لمشجعي المونديال، التعرف على المجالس المفتوحة والضيافة فيها بما تشكله من عادات أصيلة تنتشر خاصة في دول الخليج العربي.

اهتمام بأصحاب الهمم

تميزت نسخة المونديال التي استضافتها قطر كونها أول بطولة كأس عالم تهتم بشكل تام بأصحاب الهمم وتوفر لهم كل وسائل الراحة.
وحرصت اللجنة العليا على إنشاء غرف للمساعدة الحسية، بالتعاون مع عدد من شركائها في قطر، وبطولة كأس العالم والفيفا، لتمكين المشجعين من ذوي التوحد وصعوبات الإدراك الحسي، من الاستمتاع بحضور مباريات المونديال، بإشراف طاقم من الخبراء في ثلاثة من استادات المونديال، وهي البيت ولوسيل والمدينة التعليمية، والتي توفر مساحة مجهزة خصيصاً بالتكنولوجيا الحديثة والإضاءة الملائمة لهذه الفئة من المشجعين، لتخفيف شعورهم بالاضطراب والقلق الذي قد ينتابهم أثناء المباريات. وتشهد هذه النسخة من كأس العالم أكبر استخدام لغرف المساعدة الحسية في حدث رياضي بهذا الحجم في تاريخ استضافة الأحداث الرياضية في العالم.
كما جهزت اللجنة العليا عدداً من غرف المساعدة الحسية المتنقلة في أنحاء قطر، لمنح المشجعين فرصة الابتعاد عن الحشود الكبيرة أو الموسيقى الصاخبة، على كورنيش الدوحة، والذي شهد مجموعة واسعة من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والثقافية، وكذلك في مهرجان الفيفا للمشجعين، في حديقة البدع.

صدقة جارية