أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / الخارطة  السياسية في ولاية إينشيري ري/ أحمدي محمد

الخارطة  السياسية في ولاية إينشيري ري/ أحمدي محمد

الخارطة السياسية في ولاية إنشييري

الحديث عن الخريطة السياسية و التمثيل في المناصب التنفيذية في الدولة حديث ذو شجون، فبالرغم من أنه في السياسة لا يوجد اتفاق على أي نظرية تقدم مهما كانت وجاهتها، إلا  أن المؤشرات  أكبر محاججة يمكن أن يتم تقديمها، دوما يحدثنا أهل الرياضيات أن لغة الأرقام عصية على التكذيب، وهنا نطرح أسئلة في غاية الاهمية عن الثابت والمتحول على طريقة أودونيس ولكن في فضاءات لا تمت إلى  عوالمه بصلة، الثابت أن هناك مجموعات لها قدم راسخة في هذه الولاية ذات الأهمية الجغرافية والسياسية والاقتصادية، هذه المجموعات ظلت عبر تاريخها تشكل إشعاعا ثقافيا وحضاريا معروفا ساهم في الموروث والحاضر الثقافي للبلد، إضافة إلى نفوذها خارج ولاية إنشيري. 

لقد عانت بعض هذه المجموعات من تهميش ممنهج من النظام السابق لأسباب قد تفسر تفسيرا غير إيجابي لمن لا يريد أن يزيد عن ذلك، أو لتفضيل بعض الأطراف على حساب بعض الأطراف في الولاية وهي عملية مفهومة وواضحة للمتتبع،  إلا أن الشيء لا يجد تفسيرا منطقيا لدى مناصري هذا النظام التي عقدت آمالا عراضا هو تغييب مجموعات وازنة في ولاية إينشيري من المناصب القيادية والسياسية في الدولة رغم مناصرتها للنظام، فحصر الوظائف السياسية في مجموعات قليلة أكبر مؤشر على عدم إدارة غياب التوازن الذي كان سائدا، في ذلك حيف كبير ونحن على أبواب انتخابات سياسية من الطبيعي أن  يسعى النظام إلى تصحيح هذا النوع من الأخطاء الفادحة بتغييب المجموعات المناصرة للرئيس ونظامه، ومن هنا من اللازم أن نوجه نداء ذا طابع استعجالي إلى فخامة الرئيس بضرورة إشراك المجموعات غير الممثلة أو الغائبة عن المناصب الانتخابية في ولاية انشيري، وهذا سيكون أكبر رد على الذين شككوا في إرادة التغيير لدى النظام، حينها نقطع الطريق على المترددين او المشككين في صدق العزائم لدى النظام.

من الثابت أن الجميع مقتنع أيما اقتاع أن موريتانيا يمكن أن تكون أفضل، ولكن ذلك بإشراك جميع أبنائها في بنائها. و الثابت أيضا أن فخامة الرئيس قادر على صناعة التغيير الخلاق، ومعاجلة الاختلالات المطروحة بجدية سيما في الأمور التي تحتاج رأيا رئاسيا حصيفا، وعزم صاحب القرار الأول.
المتحول هو أن الوضعيات غير السليمة لا يمكن أن تستديم، وأن بإمكان الرئيس ونظامه أن ينظر إلى ولاية إينشيري وتمثيلها السياسي بنظرة مغايرة بحيث تتراأى لهم الصورة كاملة غير منقوصة تمكنهم من خلق عدالة بين أبنائها  الذين همشوا، و تعيد التوازن المفقود لأسباب يطول شرحها. في هذا المقام تحضرني المقالة المشهورة أن الوقائع عصية على التكذيب، لا يفهم من هذا النص وغيره التقليل من دور أحد أو تقليص أدواره ولكن يقصد من ورائه لفت الانتباه والدعوة لإعادة بناء قواعد اللعبة على أسس سليمة لا تشوبها الشوائب.

صدقة جارية