أخبار عاجلة
الرئيسية / الرئيسية الاخبار / في اليوم العالمي للصحة.. ماذا استفادت المنطقة المغاربية من “صدمة” كورونا؟

في اليوم العالمي للصحة.. ماذا استفادت المنطقة المغاربية من “صدمة” كورونا؟

يحل، الجمعة، اليوم العالمي للصحة الذي يوافق السابع من شهر أبريل من كل سنة، وهي مناسبة “لإلقاء نظرة إلى الوراء على النجاحات التي تحققت في مجال الصحة العامة” كما أنها “فرصة لتحفيز العمل على التصدي للتحديات الصحية التي نتعرض لها اليوم” بحسب بيان لمنظمة الصحة العالمية.

وتعد أزمة جائحة فيروس كورونا من أبرز وأصعب التحديات التي واجهتها الأنظمة الصحية في المنطقة المغاربية كما في أنحاء العالم خلال العقود الأخيرة، حيث أصابت أزيد من نصف مليار شخص حول العالم وأودت بحياة الملايين على مدى الثلاث سنوات الماضية.

فإلى أي حد استفادت البلدان المغاربية من “صدمة” الجائحة وإلى أي حد دفعتها تلك الأزمة إلى تطوير بنيتها الصحية لاستيعاب أي خطر وبائي محتمل مستقبلا؟

“نقاط قوة”

جوابا على هذا السؤال، يقول رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن الحق في الصحة، بلقاسم صابري، إن جائحة كورونا اجتاحت تونس مثل باقي بلدان العالم وكان لذلك تداعيات على الوضع الاجتماعي والاقتصادي والصحي وباقي القطاعات، قبل أن يردف مؤكدا أنه “تم اتخاذ مجموعة من التدابير التي ستظل مهمة في المستقبل”.

ويوضح صابري في تصريح لـ”أصوات مغاربية” أن “التدابير التي اتخذتها تونس لمواجهة كورونا تشكل نقاط قوة لكيفية تدبير الجائحات المقبلة سواء من حيث التنسيق أو الإمكانيات التي تم رصدها أو التجربة الاستثنائية للأطر الصحية في مواكبة مخاطرها”.

ويؤكد المتحدث ذاته أن من الدروس المستفادة بعد أزمة كورونا هي “ضرورة الاهتمام بتطوير عوامل الأمن الصحي خاصة في ميدان الرقابة الصحية ورقابة الحدود والكشف المبكر والتقصي وكل القضايا المتعلقة بتطوير آليات مراقبة الأوبئة وإدارتها عموما”.

“رفع التحدي”

رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث في الجزائر مصطفى خياطي، من جهته، يؤكد أن جائحة كورونا “شكلت تهديدا لكل منظومات الصحة في العالم وليس هناك أي بلد لديه نتائج رائعة في هذا المجال”، مشيرا إلى أنه “رغم توفر تغطية صحية شاملة في الجزائر إلا أنها اشتكت كسائر البلدان من قوة الجائحة”.

ويوضح خياطي في تصريح لـ”أصوات مغاربية” أن “المشاكل التي طرحتها كورونا في البلاد قد تعزى إلى عدم وجود تنظيم محكم مسبقا”، مبرزا انطلاقا من ذلك أن من بين الدروس المستفادة من الجائحة “ضرورة أن نحضر أنفسنا للتكفل ورفع التحدي لجائحات أو أمراض معدية أخرى”.

وفي هذا السياق، يقترح المتحدث إنشاء مجلس أعلى للصحة في البلاد للعمل على مواجهة التحديات الصحية مستقبلا، كما يوصي أيضا بالاستفادة من وظيفة “المساعد الاجتماعي” تبعا لما أظهرته الجائحة من حاجة لـ”خدمات تدمج بين قطاع الصحة والتضامن”.

“أثر إيجابي”

وفي موريتانيا، يرى الأخصائي في الصحة العمومية وعلم الأوبئة، محمدى أحمد حيدار، أنه “رغم التداعيات والتكاليف الباهظة لوباء كورونا إلا أنه خلف أثرا إيجابيا على أنظمة الصحة في البلاد سواء على مستوى تكوين الأطر البشرية أو على مستوى التجهيزات”.

وفي هذا الإطار، يشير حيدر في تصريح لـ”أصوات مغاربية” إلى أنه خلال الجائحة تم تكوين فرق متخصصة في الأوبئة تشمل جميع القطاعات، وتجهيز المستشفيات بوحدات الأكسجين وأجهزة الفحص بالأشعة “التي لم تكن موجودة من قبل”، إضافة إلى اكتساب مستشفيات ميدانية متنقلة.

وبشأن مدى تطور هذه البنى الصحية في مواجهة أي أوبئة مستقبلا، يوضح حيدار أن النظام الصحي الموريتاني “تطور وتحسن كثيرا إثر كورونا لكن ليس إلى الدرجة المطلوبة للتصدي للأوبئة”، مشيرا إلى أن “درجة التأهب والاستعداد تتحكم فيها عوامل مرتبطة أساسا بطبيعة الوباء”.

“استيعاب الأزمات”

وبدوره، يرى الخبير في السياسات والنظم الصحية المغربي الطيب حمضي، أن المغرب “استفاد من جائحة كورونا لتطوير بنياته الصحية واستيعاب الأزمات الصحية المستقبلية بشكل أفضل كي تحقق استجابة واسعة وتحافظ على أرواح الناس وصحتهم”.

ويستدرك حمضي في تصريح لـ”أصوات مغاربية”، بأن ذلك “لا يعني أن المغرب مستعد لمواجهة أي خطر وبائي في المستقبل”، موضحا بأن هذا الأمر يشمل كل دول العالم “لأن الأخطار الوبائية هي متعددة ومفاجئة مع تغير الفيروسات المسؤولة عنها”.

من جهة أخرى، يلفت المتحدث إلى أن بلاده “تشتغل اليوم على خطط وبرامج تخص الوقاية واليقظة والمراقبة الوبائية، تشمل تعميم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية ومراجعة المنظومة الصحية وتعزيز الموارد البشرية والصناعة الدوائية والمستلزمات الطبية”.

صدقة جارية