أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / لن يتكرر انقلاب النيجر في موريتانيا.. /بقلم: د. أيمن السيسي

لن يتكرر انقلاب النيجر في موريتانيا.. /بقلم: د. أيمن السيسي

رغم أننا نعيش في سنوات التقدم العلمي ونستخدم وسائل ووسائط التواصل والمعرفة إلا أن تواصلنا كشعوب عربية وإفريقية مع بعضها البعض تراجع بشكل كبير -على المستوى العام – وكأن التواصل والتبادل المعرفي والفقهي والإنساني حتي ستينات القرن الماضي أكبر كثيرا.

 

 

وللأسف لم تحظ إفريقيا في مصر إلا على نسبة لا تتجاوز 4% في مجمل التناول الإعلامي، وهو ما أكده قبل ثلاث سنوات الزميل ناصر فرغل في دراسته لنيل الدكتوراه.

 

 

 وهي الإشكالية التي أصرخ من سنوات مع أساتذتي وزملائي على المستويين الأكاديمي والإعلامي المهتمين بالشأن الإفريقي لتصحيحه، حتى بدأ بعض الاهتمام نتيجة تحرك الرئيس السيسي لإعادة مصر إلى إفريقيا.

 

 

 ولكن لايزال الإهتمام الإعلامي والمعرفي بإفريقيا في طوره الجنيني وتلك خسارة فادحة وفاضحة وتظهر في جهل إعلاميين وصحفيين ومحللين سياسيين أثناء التعليق على أحداث بلدان إفريقيا وأسمع كثيرا من “الهري” الصحفي والإعلامي المخزي.

 

 

مما سمعت وشاهدت وقرأت من التحليلات والتعليقات حول أزمة النيجر  وكلها تقريبا اعتمدت أما على كتابات لصحفيين أوربيين متناثرة في الانترنت دون فهم دوافع ومنطلقات كتابها – أو موجهة من أصحاب المنابر الإعلامية التي تدفع 250 دولار عن الدقائق التي يتحدث فيها الضيف وهنا تلعب هذه الدولارات دورها في انصياع المتحدث لتوجيه القناة – ولا يحدثني أحد عن الحياد الإعلامي -.

 

 

ومن هولاء من سمعته يقول أو يحذر من تكرار تجربة الانقلاب النيجيري في موريتانيا، تكرر ذلك في قناتي العربية وسكاي نيوز عربية ولأصحابهما مطامع سياسية وتخريبية في موريتانيا مرتبطا بأزمات مطلوب افتعالها في الجزائر والمغرب، وبين الجزائر والمغرب، مع استمرار وتعظيم الأزمات في ليبيا ومالي وبوركينا فاسو والسودان التي أشعلوها وخربوها لصالح خطة إسقاط المنطقة ثم تفتيتها.

 

 

وهنا تستخدم هذه القنوات بعض الصحفيين لترديد ونشر أفكار الشيطان الذي يعملون لصالحه وتهيئة وهندسة المجتمعات لتقبل الأحداث التخريبية ومنها ما جاء على ألسنة البعض في هذه القنوات حول “الخشية” أو التوقع لتكرار الانقلاب العسكري في موريتانيا كما حدث في النيجر.

 

 

 وهو أمر يشي ببداية الترويج للمؤامرة على موريتانيا وللأسف سيتم استغلال بعض الزملاء الموريتانيين الذين عملوا في الإمارات تحديدا لتنفيذ هذه المؤامرة (يستغلونهم الآن في التجسس) ولا أكتب لكشف هؤلاء ولكن تقييمي العلمي وأمانتي التاريخية يستوجبان مني التوضيح من واقع معرفتي الجيدة بموريتانيا من خلال العمل الصحفي الميداني أو من خلال ما جمعت من المعرفة وقرأت حتى وعيت جيدا حركة المجتمع الموريتاني ومكوناته كضرورة لإنجاز رسالتي لنيل شهادة الدكتوراه، وهي عن موريتانيا.

 

 

 فضلا عن زيارات متكررة وعلاقات وثيقة مع الكثير فيها وتواصل دائم، كل ذلك أوقفني عند هذه الأحاديث المضللة التي ساوى فيها البعض دولة موريتانيا بدول الغرب الإفريقي ولم يدرك حجم الخلاف والاختلاف بينها وبينهم.

 

 

وإيمانا بضرورة الحفاظ على بلداننا من التخريب وتقديرا للجيوش الوطنية الحقيقية وأهمها في المنطقة جيوش مصر والجزائر وموريتانيا وجب توضيح ما يدحض هذه الادعاءات، فموريتانيا تعد واحة الأمان الوحيدة في وسط بحر متلاطم الموج من الإرهاب والتهريب وعصابات الصحراء يمتد بطول خط الساحل الإفريقي جنوب الصحراء من مالي حتي الصومال.

 

 

ولم تشهد منذ 2010 مثل هذا الإرهاب المنتشر في تلك البلاد سوى أحداث بسيطة وبعضها تحرشات من “فاجنر” والجيش المالي على الحدود المالية معها.

 

 

وشهدت موريتانيا استقرارا سياسيا وبدأت فيها نهضة عمرانية وتنموية ستقفز بها إلى مصاف الدول الغنية – إن حسن استغلال مواردها الهائلة – وأعتقد أن ذلك مقدر، فضلا عن أن جيشها يصل تعداده إلى قرابة 16 ألف جندي في بلد تعداد سكانها 5 مليون نسمة، وبذلك فهو أضخم وأقوي جيوش بلدان الساحل الإفريقي خصوصا إذا قسناه بأعداد الجيوش الأخرى في المنطقة ونسبتها إلى تعداد السكان.

 

 

  فبوركينا فاسو عدد الجيش فيها 12 ألف جندي في حين أن تعداد سكانها يصل إلى 23 مليون نسمة، ويبلغ تعداد الجيش في النيجر قرابة 12 ألف فرد بينما عدد السكان 25 مليون نسمة.

 

 

وللأسف فإن البعض ممن تستخدمهم قنوات الشيطان العبرية لترويج مخططاتهم لا يعرفون البلاد التي يتحدثون عنها، أما الجيش في مالي فيبلغ تعداده 7350 فردا من تعداد سكاني يُقدّر 21 مليون نسمة.

 

 

الأهم أن موريتانيا لا تتعدد فيها الديانات ولا المذاهب فجميعهم مسلمون سنة على المذهب المالكي، وقد تراجع الفكر الانقلابي فيها منذ سنوات رغم تعدد الانقلابات في البلدان المجاورة وتواليها حتى في البلد الواحد مثل بوركينا ومالي.

 

 

كما يشهد الجيش الموريتاني تناغما كبيرا بين قياداته وعلى رأسها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وكان قبل أن ينتخب من الشعب في انتخابات حرة وزيرا للدفاع.

 

 

 أما وزير الدفاع الحالي الفريق حننا ولد سيدي حننا فإنه يحمل للرئيس تقديرا وإجلالا كبيرين ويسعى لنجاح حكمه وهوما أشهد عليه وسمعته من الفريق حننا في أكثر من لقاء واتصال ودائما ما يتحدث عن ضرورة الترويج لحكم الرئيس غزواني وإظهار بساطته وطيبته ونبله الإنساني وحكمته في إدارة شئون البلاد والعمل على إشاعة المحبة بين كل الموريتانيين ونبذ ما يمكن أن يفتعل أو يؤجج خلافات.

 

 

وكثيرا ما حدثني الفريق حننا عن الترويج للإستثمار في موريتانيا كي تستفيد الدولة ويستفيد الشعب في عهد الرئيس غزواني من الموارد الهائلة وعدالته الاجتماعية.

 


وأشهد أيضا على كم التقدير والحب اللذان يكنهما الرئيس نفسه للفريق حننا ولاينعته دائما إلا ب أخي وصديقي حننا، وهناك أشياء كثيرة تؤكد هذه المعاني ومعايير متعددة تشير إلى إنتهاء فكر الانقلابات في موريتانيا وأن قيادات الدولة وعلى رأسها الرئيس ووزير الدفاع مشغولون بفكرة التنمية واستغلال الموارد لتحقيق معيشة كريمة للمواطن الموريتاني بعدما تم تحديث الجيش بشكل كبير ورفع كفاءته العسكرية.

صدقة جارية