أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / تبجيل في الخارج وتجاهل محلي

تبجيل في الخارج وتجاهل محلي

تبجيل في الخارج وتجاهل محلي:


باحث عراقي من جامعة بغداد يعد أطروحة الدراسات العلى عن النحو في شرح الشيخ محمد الخضر بن ما يأبى لصحيح البخاري.
يقول الباحث:
الحمدُ لله حمداً كثيراً يوافي نعمه ، وأشكرهُـــ سُبْحانَه ـــ على منِّهِ وكرمه ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمدٍ الأمين, وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين, والله أسأل أنْ يرزقناعلماً نافعاً خالياً من الرياء والسمعة ، مُبَرَّءًا من كل عجب أو زهو، خدمةً لكتاب الله الذي نزل بلسان عربيّ مبين,
أمّا بعد… فإنَّ كتاب (الجامع الصحيح) للإمام البخاري ــــ رحمه الله ـــــ من أعظم وأجل كتب الإسلام بعد كتاب الله سبحانه وتعالى, وأصح كتب الحديث سندا وأفضلها, وهو أعلى شيء فِي وقتنا إسنادًا للنّاس.
وقد حظي هذا الكتاب بشروح متعددة من بينها, (كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري) للإمام الشيخ محمد الخضر الجكني الشنقيطي ـــــرحمه الله ـــــ (ت:1354ه),ويُعدُّ هذا الكتاب من الكتب العظيمة المؤلَّفة في الإسلام .
ولمَّا كانت رغبتي في الدراسة, الرَّبطُ بين النحو والشريعة, لِما للنحو مِن تأثيرٍ في فهم نصوص الشريعة فهماً دقيقاً, وسليماً, وصحيحاً, فقد استجبت لاقتراح الدكتور( مصطفى كامل ) في دراسة كتاب ( كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري), ولم يكن هذا الكتاب مشهوراً ومتوافراً في بلدنا العراق؛ لكونه حديث الظهور, فبحثت عن الكتاب, بعد أن أرشدني إليه الدكتور (مصطفى كامل) جزاه الله خير الجزاء, فوجدت نسخته الوحيدة في إحدى المكتبات في محافظة الأنبار, ووجدت الكتاب موسوعة فريدة في اللغة والنحو, بل هو كتاب لغة ونحو، يستحقُّ دراستين منفصلتين، لغوية ونحوية.
وقد اخترت هذا البحث في الكتاب لأسبابٍمنها:
 قلَّة الاهتمام بالحديث النبوي الشريف في الاستشهاد به على القواعد النّحوية.
 إبراز شخصيَّة المؤلِّف النحوية, ولاسيما في مجال الحديث النبوي.
 قلَّة كتب إعراب الحديث النبوي موازنة بكتب إعراب القرآن الكريم, وكتب إعراب الشعر العربي، فالكتاب يعدُّ من كتب إعراب الحديث النبوي الشريف.
 تأثير الفهم النحوي والإعرابي في معاني النصوص الشرعية وهضمها، إذ جاءت كثير من الخلافات الفقهية بسببه.
ولهذه الأسباب وقع اختياري على (كوثر المعانيالدراري) الذي كان حافلاً بالمادَّة النحوية واشتمل على كثير من الشواهد المتنوِّعة من القرآن, والحديث, وكلام العرب شعرهم ونثرهم, فضلاً عن الأمثلة النحوية التي لا تُحصى، وقد علَّق المؤلِّف على معظم الأحاديث, والآثار, والأقوال الواردة في (الجامع الصحيح للإمام البخاري)؛ لذلك كان من الصَّعب التعامل مع غزارة هذه المواد وتنوعها, إذ تطلَّبَ زيادة البحث, والكدِّ, والعناء، فضلاً عن استعمال مصادرَ كثيرة متنوِّعة لتنوُّع مواد الكتاب، فاحتاج البحث إلى مراجعة كتب التفاسير اللغوية, وكتب الصحاح والمسانيد, والسنن, وغريب الحديث وشروحه، وكتب النحو, واللغة, ودواوين شعرية كثيرة, وغيرها من المصادر التي توّجَّب عليَّ مراجعتُها من كتب المُحدثين؛ لإعطاء البحث حقَّه، بما يوافق أهمية الكتابوشخصية المؤلِّف النحوية .
ولمَّا كان الكتاب حديثاً, ولم يشتهر مؤلِّفه، فقد اقتضت طبيعة الدراسة أن تنقسم على ثلاثة فصول بعد المقدمة والتمهيد، الذي حاولت فيه أنْ أُبين العلاقة بين الحديث الشريف, والنحو من موقف النحاة من الاستدلال بالحديث, ليأتي الفصل الأول بسيرة الشنقيطي الذاتية …. فضلًا عن اختلاف كتب الشنقيطي في طبيعة الفن, وقصد التصنيف, لذا فإننا سنرى تبايناً في انتزاعنا منهج الشنقيطي من كتبه, فلا يرد الاعتراض علينا, والحالة هذه .
ولهذا فقد جاءت مادة هذا الفصل أقلّ رصيداً من الفصول الباقية, وقد اشتمل هذا المبحث على اسم الشنقيطي ونسبته, وولادته ونشأته, ومذهبهِ, ولقبه, وشعره,,ومؤلفاته, ورحلته في طلب العلم, ووفاته, وكان المبحث الثاني في دراسة منهج الشنقيطي في (كوثر المعاني الدراري).
أمّا الفصل الثاني, الذي كان في الأسماء, فقد تطرقت فيه إلى أهم المسائل النحوية عند الشنقيطي, بعد أن قسَّمته على ثلاثة مباحث, تحدثْتُ في المبحث الأول عن المرفوعات, وكان الحديث فيه يقتضي تقسيمه على مطالب, المطلب الأول كان في المبتدأ, وتعريفه لغةً واصطلاحاً, ومسوغات الابتداء بالنَّكرة, وحذف المبتدأ جوازاً, ووجوباً, والمطلب الثاني كان في الخبر, والإخبار عن المذكر بمؤنث, وجواز دخول الفاء على الخبر, وحذف الخبر, وفائدة تقديم الخبر وتأخير المبتدأ, وإضافة (مَنْ) الموصولة إلى الخبر, أمَّا المطلب الثالث, فقد جاء الحديث فيه عن الفاعل, وحذف الفاعل, وتوابع المرفوعات كانت هي من نصيب المطلب الرابع؛ ليكون الحديث فيها عن النعت المرفوع, والبدل, والتوكيد .
أما المبحث الثاني, فقد جاء في المنصوبات, وقد اشتمل على مطالبعدَّة, أمَّا المطلب الأول فهو: المفعول به, ومنه تقديم المفعول الثاني على المفعول الأول, ومجيء المفعول به جملة, وشبه جملة, وحذف المفعول به, وأمّا المطلب الثاني, فكان الحديث فيه عن المفعول المطلق, وجاء في المطلب الثالث الحديثُ عن نواسخ الابتداء, من حذفٍ لاسم (إنَّ), والحديث عن خبر كان .
أمّا المطلب الرابع, فقد تحدثتُ فيه عن الاستثناء, وتعريفه, وتعريف المستثنى, وتفرع إلى فقرات للحديث فيها عن الاستثناء التام المتصل, والاستثناء المفرغ,
أمّا المطلب الخامس, فقد جاء فيه الحديث عن النَّصب على الاختصاص؛ ليأذن بمجيء المطلب السادس الذي كان الحديث فيه عن النَّصب على نزع الخافض
ثُمَّ المبحث الثالث والأخير في هذا الفصل, كان بعنوان المجرورات, وهو ــــــ أيضاً ـــــــ اشتمل على مطالب عدَّة: المطلب الأول, تحدثت فيه عن إظهار حرف الجر وحذفه, والمطلب الثاني جاء في الحديث عن الإضافة التي بدورها تفرَّعت إلى فرعين, هما: إضافة الشيء إلى نفسه, وحذف المضاف, وكان المطلب الثالث, والأخير من المبحث الأخير في هذا الفصل,والذي هو بعنوان توابع المجرورات, فهو ـــــ أيضاً ـــــ تفرَّع إلى: المجرور بالصفة, والمجرور بالبدل, وينتهي هذا الفصل؛ ليكون رصيده بين الفصلين الأُخريين أعلى منهما بفارقٍ يسير في عدد صفحاته, وذلك لغزارة المادة التي تتعلَّق في هذا الفصل في (كوثر المعاني الدراري) .
أمّا الفصل الثالث الذي هو بعنوان الأفعال والحروف, فإنَّه اشتمل على مبحثين, ومطالب متنوعة, أمّا المطلب الأول, فقد أشرت فيه إلى حذف الفعل وإبقاء الفاعل, والمطلب الثاني جاء بعنوان: نصب المفعول به بفعل محذوف, أمّا المطلب الثالث, فقد كان بعنوان الأفعال النّاقصة, تطرقت فيه بالحديث عن كان وأخواتها, وكاد وأخواتها, ثُمَّ كان الحديث عن أفعال القلوب في المطلب الرابع؛ ليأذن بمجيء المطلب الخامس, وهو المشبهات بالفعل, التي لم أتمكن من العثور على مسائل تتعلَّق بهذا العنوان ماعدا الصفة المشبهة باسم الفاعل, والتي ذكرتها في هذا المطلب, مع إعمال الصفة المشبهة .
أمَّا المبحث الثاني من هذا الفصل, فقد جاء بعنوان: الحروف, واقتضت الدراسة فيه تقسيمه على مطالب, اشتملت هذه المطالب على توزيع الحروف فيها بحسب عملها في الاسم, أما المطلب الأول, فهو بعنوان: الحروف العاملة في الأسماء رفعاً ونصباً: وهو بدوره انقسم على: حروف ترفع وتنصب في الأسماء, وهما نوعان:
نوع يرفع الاسم وينصب الخبر, ونوع ينصب الاسم ويرفع الخبر, ثُمَّ تحدثت عن الحروف العاملة في الأسماءِ جرَّاً, وبعدها تطرَقت إلى الحروف التي تعمل في عطف الأسماء, وكان لهذا النوع من الحروف مجالٌ واسعٌ في هذا المبحث قياساً للأنواع الأُخر من الحروف, وذلك لغزارة المادة المتعلِّقة بهذا النوع من الحروف في كتاب الشنقيطي ـــــرحمه الله ــــــ .
وأجملت في الخاتمة أهم النتائج التي توصلت إليها في البحث .
أما المنهج الذي اعتمدته في دراستي لهذا البحث, فقد اتبعت فيه على الأغلب المنهج الجمعي, حيث قمت بجمع المسائل من كتاب الشنقيطي, ثمَّ قسَّمتها على الرسالة كلٌّ بحسب موضوعها, ثم مناقشة هذه المسائل بعد عرض آراء العلماء فيها, واختتمها بالتعليق على بعضٍ منها .
فإنْ اعتراها بعض الزلل فحسبي أنّي بذلت جهدي وفاءً لجزء مما للعربية وعلمائها من حقٍّ عليّ ، آملا أنْ أكون قد خدمتها ببحثي المتواضع هذا ، والله أسأل أنْ ينفعَ به ، إنّه نعم المولى ونعم النصير. جزء من مقدمة الباحث

صدقة جارية