أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / افتتاحية الموقع : القدس .. الثابت الاسلامي المتحول بفعل السياسة الأمريكية

افتتاحية الموقع : القدس .. الثابت الاسلامي المتحول بفعل السياسة الأمريكية

يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد اترامب أراد أن يكافيء الدوائر اليهودية و يخفف من وطأة إعلامها عليه، الرجل الغارق في الفضائح الأخلاقية من أخمص قدميه  حتى أذنيه، ربما اراد ضرب عصافير بحجر واحد، لعل أكثرها استعجالا هو لفت الأنظار عن هذه الفضائح المتسارعة التي ربما تطيح به، سيما المتعلق منها بمساعدة الروس في وصوله إلى السلطة ضد المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، أراد اترامب من خلال عزمه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أن يخفف من وطأة الإعلام اليهودي ويكسبه لصالحه، وإن كان هذا الاعتراف ضرب عرض الحائط  بكل المواثيق الدولية، و سينسف ما تبقى من عملية السلام ، إن كان تبقى منها شيء، رغم أن الطرف العربي لا يزال يعض عليها بالنواجذ رغم السياسات الإسرائيلية التي تهود من يوم لآخر الآثار الإسلامية في صمت مطبق للأطراف الدولية المهتمة بإحلال السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، المناخ العربي مشجع إلى حد ما باتخاذ خطوة كهذه ولكن مشكلة القضية الفلسطينة انها لسيت قضية عربية فقط وإنما هي قضية إسلامية محورية في  أجندة منظمة التعاون الإسلامي ودولها، و ينظر إليها على هذا الاسـاس، ليس من صالح اترامب الإقدام على هذه الخطوة، لعديد الأسباب منها الانحياز الصريح الذي سيكشف السياسة الأمريكية التي تحاول لعب دور الوساطة مع أن انحيازها معروف للطرف الإسرائيلي، ثانيا سيزيد من عمليات العداء في العالم الإسلامي لأمريكا و استهداف مصالحها، وسيعطي للمتطرفين تبريرات لا تحصى من أجل الإضرار بالولايات المتحدة،  لدى اترامب من التهور السياسي ما يمكنه من الإقدام على هذه الخطوة و لديه من المشاكل السياسية والأخلاقية في الداخل الأمريكي ما يشجعه على هذه الخطوة، ولدى الطرف العربي من التشرذم والانقسام و عدم التنسيق ما يخفف من وطأة الضغوط عليه وعلى الدول الغربية ، ولكن لا يستبعد أن تكون مناورة لاستفزاز الأطراف اللاعبة من أجل الحصول على تنازلات أكثر خصوصا دول التعاون الخليجي، أعتقد أن اترامب يجازف كثيرا حين يقوم بخطوة خطيرة كهذه، و قد بدأت الأصوات تتعالى من تركيا والسعودية والدول الإسلامية المحورية رافضة هذا  التحول الأمريكي، وأعتقد أن الولايات المتحدة  إن هي أقدمت على هذه الخطوة ستخسر صداقة الشعوب الإسلامية، وستخسر بدون شك حلفاء مهمين في منطقة الشرق الأوسط،فالقدس ثابت إسلامي مهما حاولت السلطات الأمريكية جعله غير ذلك.

 

موقع تابرنكوت.

صدقة جارية