أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة الشيخ اشفغ الخطاط (آبّيْـــهْ) بن محمد بن عمر الشنقيــــطي (142)

العلامة الشيخ اشفغ الخطاط (آبّيْـــهْ) بن محمد بن عمر الشنقيــــطي (142)

هو النجم الزاهر والبحر الزاخر عالم الأولياء وولي العلماء أشفغ الخطاط (آبّيْـــه) بن محمد بن عمر بن يعقوب بن إدريس بن تكدى. فقيه متميز،وأحد المتصوفة الشاذليين البارزين .

والدته هي ترَزْكَه بنت أشفغ عبدى المجلسية.

انطلق في بداية شبابه بعد أن حفظ القرآن العظيم بالقراءات السبع ، فقدم على الشيخ الجليل انجبنان من قبيلة أهل أشفغ حيبلله فقرأ عليه النحو وعلوم اللغة العربية حتى فاق الأقران  . كما أخذ على عدة مشايخ حسنيين من بينهم العلامة شيخ الشيوخ الفــاللي بن الفاللي الحسني.

بعد ذلك سافر لطلب علم الباطن حتى وصل إلى مضارب شيخ الشيوخ الشيخ سيد المختار الكنتي في أرض أزواد ، فقال له: إني سأدلك على من هو خير لك مني ، وهو أن تجد في السير حتى تصل إلى تافلالت (جنوب المغرب) فإن بها الشريف سيد احمد لحبيب من شرفاء تسمى شرفت فلاله فستجد عنده ما تصبو إليه. فتوجه إليه ومعه تلامذة يقرؤون عليه وامتنعوا من مفارقته .

فلما أن كانوا غير بعيد من تافلالت،كان الشريف الشيخ سيد احمد لحبيب قد أخبر بوابته بقدوم أشفغ الخطاط عليهم وقال لهم: إن جاءكم رجل مشتمل في كساء من الصوف فخلوا بيني وبينه ولا تردوه عني، وكانت الناس تزدحم على بابه.

فلما لقيه الشيخ قال له : “ارجع إلى أهلك فقد قُضيت حاجتك” ، وأخبره بأنه قد ولد له ولد بعده سيكون له شأن عظيم، وقال له(الله إكون لك فيه) ،كرر له العبارة عدة مرات ،وكلام الشيخ فيه شبه لكنة يؤنث المذكر ، وهو من أولياء النظرة .

وقد كرر الشريف الدعاء لأحمد محمود ولد آبّيه  الذي ولد في غيبة أبيه هذه ثلاثا بلفظة (الله إكون لك فيه).

فأخذ عن الشيخ سيداحمد لحبيب الطريقة الشاذلية في التصوف، فكان من أبرز مشائخها المعروفين.

بعد ذلك رجع وقد حصل على العلم الباطن مع العلم الظاهر.فسكن في أرض إينشيـــري ثم منه الى تيرس لانتجاع الغيث , و أسس محظرة كبيرة أمتها الناس من مشارق الارض ومغاربها من نواحي بلاد شنقيط. . وقد عرف رحمه الله بتحقيقه في النصوص وتدريسها بطريقة سهلة الإستيعاب. قال عنه صاحب كتاب فتح الشكور: (كان يُقرئ المختصر قراءة تحقيق، وكثر تلاميذه حتى ربما بلغوا المائة أوقاربوها).

كان أشفغ الخطاط مضرب المثل في الصلاح والتواضع وغزارة العلم، والمهابة ،تتلمذ عليه الكثير من القبائل واحتموا به.

يتصل سند لمرابط آبّيْــه في الفقه بشيخ المالكية في الديار المصرية علي الأجهوري ، بواسطة أحمد باب بن الحاج الإيديجبي عن شيخ الشيوخ الفالي بن أبي الفالي الحسني،عن علي الأجهوري.

من أشهر تلامذته رحمه الله العلامة سيدي عبد الله بن الفاظل الباركي، والعلامة أحمد خرشي الباركي، والحاج المختار بن الطالب إعلي بن باب احمد بن القاضي محمد الجكني. و العلامة أفلواط بن مولود البــاركي، والفقيه حامد بن أعمر، كما أخذ عنه إبنه الشيخ أحمد محمود بن آبيه ،الذي خلفه على محظرته أحسن خلافة.

ويتصل سند العلامة محمد بن محمد سالم في الفقه بأشفغ الخطاط، كما يتصل به سند العلامة يحظيه بن عبد الودود.

إضافة الي علمه وورعه فان لمرابط آبيـه يعتبر من العلماء الصلحاء إذ ان له الكثير من الكرامات الالهيه الخارقة, منها على سبيل المثال قصته الشهيرة مع العالم الجليل لمجيدري ولد حبلله اليعقوبي أثناء سفر الأخير الي الحج ومروره بمصر.

توفي الشيخ آبّيْـــه رحمه الله تعالى سنة1196هـ الموافق لــ 1776م، ودفن في منطقة (آنتــر) على بعد 33كم شمال بنشاب بولاية إينشيـــــري.

صدقة جارية