بثت قناة “مكملين” تسريبا صوتيا لمكالمة هاتفية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ووزير خارجيته سامح شكري، يكشف إلحاح إيران على مشاركة مصر في مؤتمر لوزان بشأن سوريا، وقضايا تتعلق بالسياسة الخارجية وخاصة إزاء الدول الخليجية.

وبخصوص مؤتمر لوزان بشأن سوريا العام الماضي، يكشف التسريب كواليس مشاركة مصر في المؤتمر، حيث يؤكد الوزير شكري أن الدعوة جاءت من نظيره الأميركي جون كيري، لكن بناء على طلب ملح من إيران التي اشترطت حضور مصر وإلا فإنها لن تشارك في الاجتماع.

كما تظهر المكالمة المسربة محاولة الوزير ثني السيسي عن المشاركة في اجتماع لوزان، لأن إيران تسعى لتأجيج الخلاف بين مصر والدول الخليجية لاسيما السعودية.

ويكشف الحوار -الذي يسمع فيه صوت الوزير شكري فقط- استياء القاهرة من اعتراض كيري على مشاركتها في الاجتماع بادئ الأمر، قبل أن يوجه إليها الدعوة استجابة لشروط نظيره الإيراني.

وفي السياق ذاته، كشفت المكالمة المسربة أيضاً إيعاز السيسي إلى وزير خارجيته بعدم كشف حقيقة أن مصر ذهبت إلى لوزان تلبية لرغبة إيران، فتعهد شكري بأن يطلب من كيري إصدار بيان يزعم فيه أن الولايات المتحدة هي التي دعت مصر إلى الاجتماع، وإنْ لزم الأمر فسيوسط وزير الخارجية الروسي في ذلك، كما قال.

كما أظهر التسجيل المسرب انزعاج مصر من بيان مجلس التعاون الخليجي في ديسمبر/كانون الأول الماضي الذي أكد الدعم الكامل والموحد لدولة قطر، ورفض الزج باسمها في حادث تفجير الكنيسة البطرسية.

وكشفت المحادثة بين السيسي وشكري الاستياء من الموقف السعودي المساند لقطر، ومحاولات القاهرة التصدي لذلك.

وتعليقا على هذه التسريبات، قال زعيم حزب “غد الثورة” المصري أيمن نور إن التسريبات تكشف حجم الأزمة والتصادم بين أجهزة الدولة، مضيفا أن التنصت الذي قال إنه يرفضه ويدينه، يكشف أن النظام مهترئ ومفكك.

أما عضو مجلس الأمة الكويتي السابق ناصر الدويلة، فقال إن التسريب يكشف أن هناك حلفا مصريا إيرانيا يتشكل في المنطقة، مشيرا إلى أن مستوى التنسيق بين مصر وإيران أعلى بكثير مما كان متوقعا.

بدوره قال رئيس تحرير صحيفة “المشهد” المصرية مجدي شندي إن مصر تريد أن تكون طرفا محايدا في الأزمة السورية، واعتبر أن ما جاء في التسريب يتسم بالتوازن.

المصدر : الجزيرة