العلامة عبد القادر كَانْ بن اتْيِيرْنُو هَمَّادِي الشنقيطـي

هو عبد القادر كَانْ بن اتْيِيرْنُو هَمَّادِي بن الحاج الأمين بن معادي بن عبدول عالي هامي جولدو كَانْ : فقيه وسياسي صوفي من شعب اتكارير(تورودو)1 .
ولد في منطقة سالوم، ودرس في مدرسة ابير بكايور على الشيخ دَمْبا فال من أهل قرية برسَجَخور، وعلى ابنه: سيرين مختار جوب بندا الذي خلفه في محظرته.
ودرس أيضا في منطقة إيكيدي بولاية الترارزه على غاديجَ بنت محمد العاقل وغيرها.
يعتبر الشيخ عبد القادر كان المؤسس الفعلي لدولة الأئمة في فوتا تورو التي تشمل أجزاء كبيرة من السينغال وبعض أجزاء من مالي وموريتانيا (منطقة فوتا تورو ومنطقة الوالو وبعضا من منطقة كايور وجيولوف ، فضلا عن منطقتي كَالام وبَامْبُوك ).
تولى قيادة هذه الدولة، ويعد المؤسس الفعلي بعد وفاة مؤسسها الأول اتْيِيرْنُو سليمان بال راسين الذي قتل بعد عام من توليه الحكم في معارك ضد قبائل لبراكنه.
اتخذ عبد القادر كَانْ لقب أمير المؤمنين، ودام حكمه من سنة1193هـ/1779م إلى سنة:1221هـ/1806م.

جاهد الوثنية فحارب قبائل الدِّنْيَانْكِي على الضفة اليمنى لنهر السينغال، كما جابه الأوروبيين في سَانْ لويس، وحاول التدخل في إمارتي الترارزه ولبراكنه لإصلاح حال أهلهما. ثم انقلب عليه قادة جيشه وهو غائب في إحدى حملاته العسكرية، فلجأ إلى زعيم منطقة خاسو( وهي منطقة خاي الواقعة غربي مالي، والمحاذية لولاية كيديماغا الموريتانية).
ولكن سرعان ما تخلى عنه زعيمها لتألب زعيمي مملكة بوندو الألمامي أحمد عيستا، وزعيم مملكة كارته البمبارية موديبو ضده، فلجأ حينئذ إلى ولاية الترارزه ، ثم قرر الذهاب إلى فوته حيث قاتله المامي أحمد عيستا زعيم بوندو فقتله في كوركي عن عمر يناهز 81 سنة. وكان ذلك سنة 1221هـ- موافق/1806م.

له من الآثار العلمية مجموعة من الأجوبة الفقهية.
من أبرز فتاويه ( في باب الذكاة) أنه سئل عن رجل ردَّ يده في الذبح مرتين أو ثلاثا؟ فأجاب:
” لا يضره ذلك إن لم يكن يرفع يده. والتفسير قول ابن عباس إذا ردَّ يده لم تؤكل. وذلك عنده إذا رفع يده ثم أعادها.

وقد اختلف إذا رفع يده ثم أعادها فأتم الذكاة. قال سحنون لا تؤكل. وذكر أنه قال إذا رفع يده وهو يظن الذكاة قد تمت، ثم تبين له شيء ردَّ يده وأتم الذكاة. قال لا تؤكل إن رفع يده ثم ردها ليتم ما بقي من الذكاة في فور واحد. فإنها تؤكل.
وعن ابن حبيب أنه قال تؤكل على كل حال”2.