أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / المختار بن بونه الجكني الشنقيطي 019

المختار بن بونه الجكني الشنقيطي 019

تاج العلماء الذي طوق بعلمه كل عاطل ووردت هيم الرجال زلاله،فصدروا عنه كلهم وهو ناهل. ولايوجد عالم بعده إلاوله عليه الفضل الجزيل، بما إستفاد من مصنفاته ،وتلقي من مسنداته،ويكفيه أنه هو الذي نشر النحو بعد دفنه، وكفي الناس مشتقات مؤنه.

وكانو قبله لايتجاوزون ما في الألفية وشروحه ، مع عدم معرفة الخطة التي يمكن للطالب أن يخزن في ذهنه به ، مايكون قريب التناول عند الحاجة إلي ذالك ، حتي نظم لهم ماتخلف عن الألفية ، مما تضمنه التسهيل ، وألصق كل شذرة بما يناسبه ، .وضم إلي ذالك طرته المفيدة ، وأتي علي كل مسألة بالشواهد من كلام العرب.
نشأ المختار إبن بون في بيت أبيه ولم يشتغل بالقراءة إلابعد أن كبر ، وكان في أول أمره يضرب الصبيان وينزع مابأيد يهم.فأتفق أنه سطا ذات يوم علي صبي فضربه ، فانتصرت له أمه ، وسبت المختار إبن بون سبا قبيح ، وعيرته بالجهل ، فأنف لذالك ، وسار من غير علم أبويه ، يريد المختار ابن حبيب ، فوصل إليه ، وشرع في قراءة الاجرومية فلم يفهمها ثم فتح الله عليه.وله قصة في ذالك مشهورة وقد إستقي عزمه من نملة شاهدها تحاول الصعود ثم تكرر المحاولة مرات حتي إستطاعت ذالك فعزم علي أن لايكون أضعف منها همة.
ولما ظهر المختار بن بون وأنتشر ذكره في الإقليم ، صارت الناس تنثال إليه من كل وجهة ، وأري الناس الطريقة النافعة في التعليم ، وكان من أجل قبائل الزوايا في ذالك العصر قبيلة إديقب ، خصوصا في علم العربية ، فأستجلبوه إليهم ، ليأخذوا عنه علم النحو والكلام ، وكان لايجاري فيهما.

فأقام عندهم برهة فوقعت بينه وبينهم مناظرات أدت إلي الشقاق وأطالوا الشقاق ثم إستسمحوه بعد ذالك وقالوا له” تالله لقد اثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين”
فقال “لاتثريب عليكم يغفرالله لكم وهو أرحم الراحمين”
وكان المختار رحمه الله مكبا علي تحرير العلوم ومن أنفع ما ألف نظمه الذي سماه الإحمرار ، عقد فيه من تسهيل ابن مالك ، مايذكره في الألفية ، ومزجه بها مزجا جيدا يدل علي مهارة تامة.
ولما شاع نبوغه بين الناس ، جعلت الطلبة ترحل إليه من البلاد الشاسعة ، وكان حسن الصحبة والمعاملة لطلبته ، جوادا بما يملك ، إلاأنه قليل الإقامة ، فشق ذالك علي تلامذته لتعطل الأوقات وعدم وجود من يقوم مقامه في الدروس ، لأن الطريق التي إخترع للطلبة لايقدر عليها غيره ، فتعطلت الدروس مدة ، ثم حضر ورحل بهم إلي بئر تسمي بودريك وهو في أرض تكانت ، فقال لهم أني سأقيم هنا سنة ، لاأشتغل ليلا ولا نهارا إلابتعليمكم ، فشرعوا يبنون الأخصاص ، فلما أكملوها رحل إلي السودان ، وهم بعيدوا الدار ، فلما وصل إليهم.جاءه النذير يخبره بأن أبناء دليم ، أغارو علي إبله ، وهذا من مسافة تزيد علي شهر.فأنكفأ متوجها ألي أقصي تيرس وكان يصحبه كبار تلامذته فقال أحدهم

لك الله من شيخ أذا ما تبوأت تلامذه مأوى لنصب المدارس
تيمم ميمون الخصاصة فاترا علي ظهر مفتول الذراعين عانس
يفزع نون البحر طورا وتارة يهدم جحر الضب في رأس مادس

وكان يشدد النكير علي الشيخ المختار الكنتي وله في ذالك أشعار ثم إنه رجع عن ذالك ، وصارت بينهما مكاتبات وملاطفات ، وأتفقا علي أن يجتمعا في تكانت ، بأن يقدم إابن بون من أرض القبلة ، ويتوجه الشيخ المختار الكنتي من ازواد.ثم إن المختار رحل من القبلة ولما بلغ أول طرق تكانت بلغه ان الشيخ عدل عن عزمه ، وسأل عن ذالك المحل ، فقيل له التبراتين فقال لهم” بلدة طيبة ورب غفور” ، وأخبرهم بأن ذالك محل تربته وكان كما قال
وقد طبعت طرته المسماة بالإحمرار قي مصر و طبع بعض تأليفاته في فاس
وكان إبن بون رحمه الله علما بارزا من أرض شنقيط وطودا شامخا تشهد بذالك المحاضر وطلابها حتي يومنا هذا

كلمات مفتاحية: المختار بونه شناقطة علماء مالكيون موريتانيون تاريخ المغرب العربي الشعر ادباء فقه شريعة

صدقة جارية