أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة أحمد (لبُّو) بن محمد بوبو الفُلاني الشنقيطي (067)

العلامة أحمد (لبُّو) بن محمد بوبو الفُلاني الشنقيطي (067)

هو الشيخ أحمد (لبُّ) بن محمد بوبو؛ فقيه وصوفي ومجاهد من شعب الفلان (ماسينا)1 درس العلم في مدينة (جنى) ببلاد مالى الحالية، وأخذ الطريقة القادرية بأسانيد منها سند الشيخ سيدي المختار الكنتي، وسند عثمان (دان فوديو).
قام الشيخ أحمد بحركة جهادية انتهت بتأسيس دولة (ماسنة) الإسلامية..بدأ الشيخ أحمد لبُو تعاليمه في حدود العام1212هـ/ موافق1797م، وأخذ يسعى لنشر مبادئ أعلن أنها ترجمة لرؤيا رآها في منامه، وادعى أنه آخر الأئمة الإثني عشر، وقد أسس سة1230هـ /1815م مدينة سماها (حمد الله) في منطقة ماسينا على نهر النيجر، وجعلها عاصمة لسلطنة ماسينا الإسلامية، وقد قام أحمد لبو بتطبيق حدود الشريعة الإسلامية، وأقام نظاما عسكريا للدفاع عن حدود الدولة وعين الأمراء في مختلف مناطق دولته، كما اعتمد نظاما للشورى حيث أسس مجلسا للأربعين يتولى الشؤون السياسية للدولة، وقد كان يوقع رسائله للمشاهير والأمراء باسم أمير المؤمنين.
له من المؤلفات:” الاضطرار إلى الله في إخماد بعض ما توقد من البدعة، وأحياء بعض ما اندرس من السنة”، ورسالة للأمراء والحكام، ، ومجموعة أخرى من الرسائل،
من بين الرسائل رسالة له في الرد على أحمد الصغير بن حمى الله التيشيتي 
نص الرسالة:” بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فرد السلام بتمامه من الشيخ أمير المؤمنين أحمد بن محمد إلى الأخ الناصح في الله إن شاء الله، أحمد بن حمى الله قائلا له: لقد رأيت نصيحتك واعتذارك لكم في التجارة في أرض العدو، فجزيت خيرا عن نيتك في نصيحتك، فاعلم أننا إن شاء الله لا نقصد الزوايا الضعاف بالقتال ما لم نجدهم مختلطين مع الكفار الحربيين، أو الظلمة المحاربين اختلاطا لا يمكن الاحتراز منهم معه. وأما إن اختلطوا معهم ذلك الاختلاط فأصيبوا معهم فذلك معفو عنه شرعا، لأن قاعدة شرعنا الشريف العفو عما عسر الاحتراز منه. لكن مع ذلك لانرى لهم عذرا شرعيا في موالاتهم تلك الظلمة المحاربين، لأن الهجرة من دار الفتنة إلى دار السنة واجبة إجماعا، كما أن الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام واجبة إجماعا.، وممن نص على الإجماعين الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي المختار. وأقوى الدليل على ذلك قوله تعالى في سورة الزمر،” وأرض الله واسعة”. أنظروا ذلك المحل فى الجلالين المحلى بأن قال:”فهاجروا إليها من بين الكفار ومشاهدة المنكرات” انتهى. وأشار المحلى بقوله:” من بين الكفار”، إلى وجوب الهجرة من بين الكفار، و” بمشاهدة المنكرات”؛ إلى وجوب الهجرة من دار الفسقة، ودار الفتنة هي التي سلطانها غير عامل بالسنة، ولا مبال لها كإقامة الحدود وحجب الحرائر ونحو ذلك. ودار السنة هي التي سلطانها عامل بالسنة ومهتم بها. ودار الكفر هي التي سلطانها كافر ولو كثر فيها المسلمون، ودار الإسلام هي التي سلطانها مسلم ولو كثر فيها الكافرون. أرانا الله وإياكم الحق حقا ورزقنا اتباعه ، والباطل باطلا ورزقنا اجتنابه. آمين والسلام.

توفي الشيخ أحمد لبو سنة 1261هـ، موافق1845م.


1- نقلا عن:”المجموعة الكبرى”، د. يحيى ولد البراء، مج2،ص: 52- 53 ، ط1 /1430هـ ـ 2009م ، مكتبة المنار- انواكشوط.

صدقة جارية