أخبار عاجلة
الرئيسية / آخر الأخبار / العلامة السالك بن الإمام الحاجي الشنقيطي (071)

العلامة السالك بن الإمام الحاجي الشنقيطي (071)

هو العلامة الشيخ السالك بن الإمام بن محمد بن الحسن1. فقيه بارز وصوفي كبير من قبيلة إدولحاج (أولاد إبراهيم بن الحاج)، هو إمام وادان بدون منازع ، يرجح أن يكون قد أخذ عن أبيه و غيره من علماء أسرتهم المعروفة كما هو عادة الزوايا حينئذ، ومن بين من صرح السالك بهم من مشائخه العلامة الأمير المصري، فقد كان يطلق عليه في فتاواه شيخنا، وقد زاره عام 1225 هـ عند رجوعه من الحج، وكتب له الإجازة وأخاه أحمد سالم بعد المباحثة معهما، وجاء فيها: “أجزت الفاضل المذكور أحمد سالم وأخاه بكل ما صح لي وعني إجازة مطلقة عامة بشروطها المعتبرة عند أهل هذا الشأن، وأجزتهما أن يجيزا من طلب منهما ذلك”. كما أن السالك لما سمع بسيدي أحمد التجاني شد له الرحال من وادان إلى فاس وأخذ عنه الطريقة التجانية وقدمه فيها، ولحد الآن يوجد سنده متصلا في هذه الطريقة في بعض مناطق الجنوب، على ضفة النهر.
أخذ عن الشيخ السالك بن الإمام الكثير من مشاهير العلماء في عصره ومن أشهرهم محمد بن حم ختار، وأخوه بانمُّ، ومنهم ابن عمه سيدي الأمين الواداني ، وسيدي محمد المختار، وابن عمه سيدي أحمد الواداني، ومنهم المصطفى بن اطوير الجنة، ومنهم أبناؤه.
من أشهر مؤلفاته، “قرة العين وإزالة الشك والرين”، الذي جمع فيه بين علم الحقيقة والشريعة: أوله التوحيد ووسطه الفقه وآخره التصوف، وقد شرح كتاب قرة العين تلميذه وابن أخته محمد بن حم ختار شرحا وافيا سماه “قلائد اللجين على نحور ألفاظ قرة العين”،
كما أن له مجموعة من الأسئلة والأجوبة، ومنظومة في محرمات الجوارح.
وهب الله هذا الشيخ حافظة قوية وولعا بالمطالعة، يدل على ذلك قصة ساقها ابن حامد مفادها أن أخاه أحمد سالم ذكر له مسألة فقال السالك: ليست في كتب وادان، ففتشوا عنها فلم يجدوها إلا في كتب تيشيت.
وقد أثنى عليه كثير من علماء عصره كالمحجوبي، وصاحب “فتح المليك العلام في تراجم بعض علماء الطريقة التيجانية الأعلام” وفيه يقول في المنية:

وكم إمام عالــــــــــــم علامهْ نقـــــــادة دراكة فهامهْ
من ورد شيخنا الإمام قد وردْ حتى تضلع وفاز بالمدد
كترجمان العـــــــــلم والقرآن السالك العلامة الواداني

وفيه وفي أخيه المذكور يقول الشيخ محمد المامي: 
وَآلُ الْحَاجِ أَنْصَــــــــــارٌ كِرَامٌ إِلَى أَبْنَاءِ جَفْنَةَ يُنْسَـــبُونَا
وَأَحْمَدُ سَالِمٌ مِنْهُمْ وَمِنْهُمْ أَخُوهُ سَالِكٌ فِي السَّالِكِينَا

وقد تحدث عنه الشيخ محمد المامي أيضا في كتابه “الجمان”، فذكر نقده لثلاثمائة مسألة من تأليف العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي في كتابه “عروس البيان” وتسليم العلوي لذلك النقد، راويا عن بعض تلامذة السالك أنه مع ذلك “لا يدرس في البيان إلا بذلك التأليف، إعجابا به من بين كتب البيان الوافرة في وادان”.

أورد ابن البراء في موسوعته أن الشيخ السالك توفي سنة1245هـ- موافق1829 هـ،
لكن ابن انبوجه2 يقول في حوادث العام السادس والأربعين بعد المائتين والألف(:١٢٤٦هـ) “وفيه توفي السالك بن الإمام، حين قدم من عند أحياء عثمان سقط من ظهر بعير تحت القصر، فبنيت له خيمة ثم توفي عن قريب”.
وهو دفين المقبرة القديمة بوادان.
ــــــــــــــــــــــــــــ
1- نقلا عن:”المجموعة الكبرى”، د. يحيى ولد البراء، مج2،ص: 93، ط1 /1430هـ ـ 2009م ، مكتبة المنار- انواكشوط.
2- ترجمة المؤلف في كتابه ” قرة العين وإزالة الشك والرين”، وحوادث السنين لابن انبوجه.

صدقة جارية