نبذة عن العلامة الحســـن بن المختار الجكني الشنقيطــــــي 005

هو الحسن بن المختار الملقب “ابَّا [1] ” بن نور الحق بن المختار بن “عَيْدُ” بن أحمد جكن [2] بن أشفغ محم بن جَبَّ بن اعمر بن أبي بكر بن يعقوب بن اسحق بن محم بن موسان الجكني، وأمه بنت الرسول بنت احْمَيِّدْ.
ولد بنواحي ملقى لمراير(ملتقى الطرق [3] )، على بعد ستين كلومترا جنوب مدينة “بتلميت”، وكان ميلاده سنة:1338 هـ/1898 م وتربى في أحضان أسرته الطيبة ؛ المعروفة بالعلم والتي هي فرع من دوحة تعطي العلم المكانة الأسمى، والمجهود الأوفر.
مراحل تعلمه:
ابتدأ تعلمه بالقرآن وهو جِدُّ صغير، وقد حفظه مبكرا، فخصص وقته لتحصيل الفنون الأخرى من نحو ولغة وعقيدة، فتلقى أوليات المعرفة حيث نشأ، كما هي العادة عند الشناقطة .
ولما ظهرت عليه علامات النبوغ وأحس والده منه استعدادا ذهنيا متميزا، أدرك أن عليه أن يحسن استغلال الفرصة حتى لا تضيع سدى؛ وحتى يصنع من ولده الرجل الخلف الصالح، فقرر إيفاده للدراسة المتمحضة.
وكانت أول مدرسة حط الرحال بها : محظرة عبد الله ولد حِمَّين[4] ، فتعلم بها بعض علوم اللغة والأدب: كأشعار الشعراء الستة الجاهليين،وبعض مبادئ النحو، ثم انتقل إلى محظرة الشيخ يحظيه بن عبد الودود [5] حيث وجد ضالته المنشودة، وبها بدأ دراسة ألفية ابن مالك مع احمرار ابن بونه “الطرة” وقد ارتبط بهذه المحضرة ارتباطا وثيقا، فكانت أحب إليه من غيرها ، فتحمَّل ما بالمحضرة من خشونة عيش، بل كان يؤثر حياة المحضرة على شتى أنواع الترف؛ وألوان الحياة الأخرى، وقد عرض لهذا الارتباط في بيتين قالهما في تلك الفترة:
[الطويل، المتدارك] لخوض مع الفتيان في كل مبحثولبس عباء دارس في المدارس

أحب – وأيم الله – من لبس سُندُس

إلي وأشهى من حديث الأوانس

وكان – إلى جانب دراسته للألفية في هذه المحضرة؛ وخلافا لما تعود طلاب المحاظر في تلك الفترة من الالتزام والثبات على الكتاب الواحد – يطالع بعض الكتب الأخرى مثل: إحياء علوم الدين للغزالي، وغيره من كتب التصوف والعقيدة ، الشيء الذي ينم عن عبقريته؛ وموهبته الفذة التي لا تعرف الاكتفاء.
وبعد فترة حافلة بالتحصيل العلمي، أكمل الطرة مع الإحمرار، ثم رجع إلى أهله، بسبب داء ألم به، لم يستطع معه متابعة الدراسة ثم إنه انقطع عن الدراسة فترة ولما شُفي رجع للتحصيل والنهل من ورد آخر غير ورده السابق ، فاتجه نحو محظرة العلامة : سيدي محمد بن داداه [6] ، وبها بدأ مسيرته مع التحصيل الفقهي، وما إن علم شيخه: يحظيه [7] بوجوده في هذه المحضرة حتى بعث في طلبه – فقد كان محبوبا إليه ؛ مقربا منه – فاتجه إليه ومكث معه فترة تابع خلالها دراسته الفقهية.
ثم إنه – ومرة أخرى – وجد نفسه مضطرا لمغادرة هذه المحضرة بعد أن وافى الأجل المحتوم والده، وبعده مغادرته هذه، لم يعد إلى المحضرة، نتيجة لتحمله عبء الأسرة بعد أبيه المرحوم ، إذ كان الأكبر من بنيه، وبالرغم من ذلك فإن مسيرته العلمية لم تنقطع ، فقد تابع سماع الفقه على الشيخ مم بن عبد الحميد [8] ، كما سمع الوسيلة والسلم للأخضري في المنطق على أحمد سالم بن سيديا ، وعمدة أوفى في الطب[9] وهكذا كان رحمه الله منفقا وقته في البحث والتحصيل طول حياته، ثم إنه أسس محظرته في قرية لقويسي فخصص وقته فيها للتأليف ونشر العلم .
كان رحمه الله متصفا بالورع والعلم والبذل والزهد ولذلك احتل الصدارة في قومه حتى صاروا يرجعون إليه في مهمات الأمور، ولعل أوضح مثال على قناعته وزهده، رؤيته في التعامل مع الآخر حيث يقول :
[الوافر، المتواتر] إذا رمت السلامة من أناس

وترجوا أن تكون بها محيطا

فشيأك بذله لهم أدمه

ومن أشيائهم أدم القنوطا

كما أن أبرز ما يوضح ورعه وزهده قوله:
[الطويل، المتواتر] حلال الدُّنَيَّا إن تنله حساب

وشبهتها يوم الحساب عتاب

وكل حرام نيل منها فإنه

بيوم جزاء العالمين عقاب

فكيف التذاذ المرء فيما مآله

عقاب وعتب مؤلم وحساب

هذا عن قناعته وورعه وزهد في تعامله مع الغير ، وفي ما يخص تصوفه فقد كان غاية في التصوف ونلمح ذلك في قصيدته التي قالها لما زار قبر العلامة الولي الشيخ محمذن فال بن متالي :
[البسيط ، المتراكب] ألا بكيت دما جما ولا جرما

أن يبكي الحب من شوق الحبيب دما

يحكي على الخد واللحيين منحدرا

سحساح ريِّق دُهم دائم ديما

يجود جفني بدمع يستفيض إذا

ككفت واكبه من مقلتي انسجما

فما بكائي بأطلال مررت بها

لآل نعم كستها هوجها القتما

ولا لزورة طيف زارني سحرا

منها سقى القلب من كأس الأسى سقما

ولا لأن فارقت سلمى وليس لأن

” بانت سعاد فأمسى حبلها انجذما”

بل اشتياقا إلى شيخ زيارته

تشفي العمى من قلوب المشتكين عمى

شيخ ولي تقي عالم قصرت

عن سعيه الأولياء الغر والعلما

شيخ بنى وحمى بيت الهدى فغدا

مشيدا ركنه من بعد ما انهدما

شيخ سما صيته في الناس قاطبة

(………………………..……) [10] ذاك الولي ابن متال الحلاحل من

هو الإضاض إذا ما جارم جرما

ذاك الولي الذي لاحت كرامته

طفلا فجاحدها لا ريب قد أثما

لما تبين لي أن اللمام بكم

يمحي كبائر ذي الآثام واللمما

أقبلت نحوك بالفتلاء تحملني

ولا أبالي إذاما تشتكي السأما

كم جاوزت من بعيد الغور مشتبه

لم تلف فيه سوى آرامه الريما

تهوي بمشتبه الأعلام جافلة

إذا انتهى علم أمت بنا علما

فالآن زرتك والحاجات قد كثرت

عن أن تقال فما يأتي بهن فما

للنفس والشيخ يحظيه وحضرته

والأهل طرا فكل حاجه كتما

أزورك اليوم كي تقضى حوائجنا

بمن تسامى ففاق العرب والعجما

عليه أزكى صلاة الله ما قضيت

باليسر حاجة من عليكم قدما

منهجه فِي التدريس وتلاميذه:
عرف عند طلابه بجزالة أسلوبه وسهولة فهم المعاني التي يشرح وسرعة تسربها إلى ذهن الطالب مهما بلغت من الصعوبة والتداخل ، بل ومهما بلغ الطالب نفسه من قلة الفهم وهذه المنهجية والأسلوب عرفا عن شيخه يحظيه يقول مم بن عبد الحميد ذاكرا تربوية يحظيه :
[الرجز] يريهم المعنى أخا الطُّموس

مبرزا في صورة المحسوس

يضرب الامثال التي تفهم

حتى كأنه لهم مجسم

كم فتح الله على بليد

لديه فتحا ظاهر المزيد

هذا وكان الحسن رحمه الله يعتمد أسلوب الممازحة أثناء تدريسه حتى لا تمل نفس الطالب فينأى عن تقبل الدرس وفهمه، وكان نادرا ما يتعمد أسلوب التعمق في ذكر الخلافات النحوية أوالفقهية ، وكذلك كان لا يعتمد طريقة التلقين والإلقاء المباشر بل كان يشرك الطالب في اكتشاف المعنى عن طريق الأسئلة والمقارنة .
تلاميذه:
وقد توافدت عليه الطلاب من كل حدب وصوب، لما عرف عنه رحمه الله من التربوية والمهارة في إفهام المتعلم، ومن أشهر من تعلموا عليه:
– الشيخ العلامة بداه بن البوصيري [11] التندغي .
– العلامة السني الفقيه بن المختار فال ، الجكني أخذ عنه النحو والصرف.
– محمد – الملقب داد – بن أحمدو بن عبد الله بن حابوس .
– والشيخ محمدو ولدباب التندغي [12] وقد شرح نظمه للبعوث .
– الشيخ أحمدو ولد محمذن فال الحسني [13] شيخ محظرة تندغماجك.
– الشيخ أحمد مزيد بن محمد عبد الحق [14] ، وقد رثاه بقصيدة منها :
[الطويل ، المتراكب] ماذا دهى الكون ما للكون تنهمل

منه الدموع وما للعلم يرتحل

ها قد رأى العلم أن الأرض ضيقة

من حمله بعدما قد خانه الأمل

قد كان يرقب أن تبقى بوادره

وتنظرن إلى آياته المقل

فأخلفت دورة الأيام ما وعدت

إن الليالي على أصحابها دول

واستوحش الربع واستعصى المقام به

من بعدما دك منه السهل والجبل

ما للعلوم أراها اليوم لابسة

سود الجلابيب والأشعار ترتحل

فتذكر الحسن المحمود بالحسن الـ

ـمحمود من بعد ما أودى به الأجل

لا غرو إن فعلت قد كان سيدها

وكان منه على لباتها حلل

صادته عنها سيوف الدهر فاقتطفت

زهر الشهامة منها ما كذا العمل

فلتبك حق لها ولنبكه معها

وليبكه كل من جلوا ومن سفلوا [15] ومن طلابه أيضا :
– الشيخ محمد الأمين بن محمدن بن اكتوشني الجكني [16] .
– العلامة مم بن محمدو [17] بن عبد الحميد الجكني وقد رثاه أيضا .
– الشاهرة [18] بنت أحمد يسلم بن حابوس الجكنية وقد رثته بقصيدة من بحر الطويل منها:
رجونا من الرحمن جل جلاله

يلاقيه في الفردوس أعلى التنعم

ويسقيه والأزواج و الأهل كلهم

رحيقا لدى الفردوس مع كل مسلم

ومع أن الحسن رحمه الله كان معلما تربويا، فقد كان إلى جانب ذلك مدافعا عن السنة، واقفا في وجه الغزو الغربي وقفة المتحدي، ومن أبرز تلك الوقفات قوله:
[الوافر، المتواتر] فتى ذا الدهر من طلب الولاية

وأدلى للولاية بـ”المداية [19] ”

ومن في العجمة الروم ارتضوه

وفي قانونهم بلغ النهاية

ومن يحجو التخلق والتزيي

بخلقهِمُ وزيهم هداية

يميل إلى حديثهم ويسلو

لذاك عن الحديث به والاية

رفعنا للكريم شكاة دهر

كسا أبناءه ثوب الغواية

به القانون أصبح فرض عين

وفرض شريعة الهادي كفاية
وقد شكلت هذه الوقفات أكثر إنتاجه الشعري[20].

علاقته بمعاصرِيه:
تمثلت في تبادل الرسائل المتعلقة بالمشاكل الفقهية والمنطقية، إضافة إلى بعض القصائد التي يمدح بها شيخه يحظيه [21] ، وقصائد أخرى يمدح بها أبناء مايابى ، وخاصة محمد حبيب الله [22] ، حيث يقول في قصيدة يمدح بها الأخير:
[الطويل، المتواتر] أود لقاكم بالمدينة منشدا

مقال أديب قال منذ زمان [23] إلى الله أشكو بالمدينة حاجة

وبالشام أخرى كيف يلتقيان

أضف إلى هذا أيضا بعض المساجلات الودية التي دارت بينه وبعض زملائه كالعالم الألمعي محمدو النانة [24] بن المُعَلىَّ الحسني، يقول الحسن مخاطبا محمدو النانة :
[الوافر، المتواتر] لدى قََسْم القريض ابنُ المعلى

تولى بالرقيب وبالمُعلى

وحل بنسج رائقه محلا

به شعر المجيدين اضمحلا

يزل حضيض شامخه المجاري

إذا ما رام أن يعلوه زلا

ودون بلوغه فلوات فيح

يخاف الكدر فيها أن يضلا

فسل به فؤاد أخي اغتراب

فكم بسماعه ندب تسلى

ولم يسمعه ذو الأحزان إلا

تخلى حزنه عنه وولى

ويرد عليه ابن المعلى قائلا :
[الوافر، المتواتر] لأنت أحق أن ترقى محلا

منيفا دونه الراقي تدلى

لقد أخبرت عن فكر مجيد

قريض الشعر بالنسج المحلى

فقد شاركت رب الفن فيه

وقد زاحمته حتى تولى

فمن يملل كما أمللت نعرف

له حق المجيد بما أملا

فغربك لا يفل وليس ينبو

وقربك قرب ندب لن يملا

ومن ذلك أيضا قصيدته التي يمدح بها العلامة محمد الأمين الشنقيطي الملقب آب بن اخطور [25] ومنها:
أهاج الشوق والداء الدفينا

على كبر فراق الظاعنينا

تئن لوشك بينهم وتذري

دموع العين إثرهم أنينا

كأنك لا ترى سفها وغيا

وقوفك في منازلهم حزينا

فيمم إن ترد حمدا وأمنا

وتوفيقا محمدا الأمينا

فزره للعلوم تجده بحرا

فراتا يقذف الدر الثمينا

و من بديع شعره قصيدتان مدح بإحداهما العلامة محمد بن أبي مدين الديماني [26] ، ومطلعها:
[الطويل،المتدارك] خليلي إن حاولتما جبر خاطري

فعوجا على الأطلال من أم جابر

وإياكما والسير عن عرصاتها

فإني إذا وافيتها غير سائر

قفا واسألاها عن سليمى وبادرا

بكاء عليها بالدموع البوادر

أعينا بنثر الدمع فيها أخاكما

فإن الشفا في المدمع المتناثر

ولا تقربا لومي فمن عرف الهوى

ولام على عذريه غير عاذر

أيا من لمسحور الفؤاد رمت به

إلى لجج الأحزان نغمة ساحر [27]

تخامره أشواق عزة منشدا

“هنيئا مريئا غير داء مخامر[28] ”

إذا رام سلوانا دعاه على الصبا

توهم رسم بـ”اللوين” داثر

وعرفان مغنى “ملتقى السبل” بعدما

عفاه البِلى إلا بقايا الحظائرِ

وآي رسوم بـ”القويس” كأنها

على صفحات الصك ريق المزابر

وقفت بها حلف البلابل باكيا

بدمع مبين مستكن الضمائرِ

كأن لم تصدني ميها بكلامها

“إذا كلمتني بالعيون الفواترِ [1] ”

ولم تسب قلبي إذ تراءت عشية

على غرة بين الحسان الغرائر

ليالي لا أخشى صريمة صارم

ولا وشي نمام ولا غدر غادر

أروح وأغدو في نعيم مسرة

تجنبني فيها صروف الدوائر

والقصيدة الثانية يمدح بها مجموعة المتعلقين بالله الحسنية (إدوكتش الله) ومطلعها:
خليلي عوجا ويكما بخليل

على مربع حول النقي محيل

ألما قليلا لا أبا لأبيكما

فإني لراض منكما بقليل

ألم ترياني مولعا فتعولا

علي فأشفي لوعتي بعويلي

سبيلكما إن لم تعينا متيما

إذا مال يوما في الهوى لسبيل

فإن مروري غير ساكب عبرة

على دار جمل لم يكن بجميل

وقفت بمغناها أسائل رسمه

وصما فجادت أدمع بمسيل

فلله ما هاج المنازل من جوى

وكامنُ بث داخل بدخيل

ومن ذكر سلمى يوم أزمعت النوى

ونادى منادي حبها برحيل[29]

وزموا لوشك البين خوصا تعودت

إذا هجرت طي الفلا بذميل

نجائب من نسل الجديل فلم تزل

تجاذب في البيداء كل جديل

وفاته وآثاره:
لقد ظل العلامة الحسن مهتما بالتأليف ونشر العلم حتى وافاه الأجل المحتوم، يوم الأربعاء 21 جمادى الثانية 1408 هـ /10/02/1988 م.
وقد خلف رحمه الله ثروة علمية زاخرة ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
– كتاب سلم الإطلاع على مسائل الإجماع.
– نظم البعوث والسرايا، وقد شرحه تلميذه محمدو بن باب التندغي.
– منظومة فتح الحق في الجمع والفرق ، وقد شرحها تلميذه محمدو بن باب التندغي .
– منظومة نهج الأصول، شرح أسماء الله الحسنى
– نظم أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم وشرحه.
– كتاب اليمين وهو كتاب يشمل مجموعة من القصائد بعدد الحروف الهجائية يمدح فيه النبي صلى الله عليه وسلم .
– نظم عقد فيه أقسام الدين سماه القلادة الفريدة يقول فيه :
سميته القلادة الفريدة

في نظم ما يصحح العقيدة

– نظم في تفسير الفاتحة .
– أنظام نحوية على طرة بن بونا وهي التي نحن بصدد تحقيقها .
– ديوان شعر كبير يضم مختلف الأغراض الشعرية المعروفة ، وكل هذه الآثار لما تجد طريقها إلى التحقيق باستثناء، كتاب اليمين، ونظم سلم الأطلاع فقد حققا، هذا بالإضافة إلى بعض الأراجيز التي شكلت بعض الفتاوى و التوجيهات الدينية.[30] ومن الجدير بالذكر أن العلامة الحسن ترك قرض الشعر في آخر حياته إلا أن يكون في مدحه صلى الله عليه ويقول في ذلك :
ألا إني أتوب إلى العلي

من اِطرائي لغير الهاشمي

ندمت على رثائي كل ميت

وشتمي في حياتي كل حي

وتبت إلى العلي في كل وقت

من الذنب الجلي ومن الخفي

إلهي جد علي بمحو ذنب

رمى الأحشاء بالداء الدوي

وأد إليك حقك رب عني

وعني فاقض حق الآدمي

بجاه الهاشمي عليه تترى

صلاتك بالغداة وبالعشي

وقد اخترت أن تكون هذه الأبيات ختاما مسكا لما قدمت عن حياة العلامة الحسن بن ابا رحمه الله تعالى ورضي عنه وأسكننا وإياه الفردوس الأعلى من الجنة .

([1] ) بتشديد الباء وتفخيمها .

([2] ) بجيم مكسورة وكاف مصرية ساكنة ونون مفتوحة .

([3] ) قرية من قرى تجكانت كان يسكنها المؤلف ، تقع جنوب بو تلميت على مسافة 60 كلم .

([4] ) عالم لغوي من قبيلة إداب لحسن،عاش في النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري.( انظر: “جمع وتحقيق أنظام مم النحوية” : رسالة تخرج من المعهد العالي :87/1988 تحت لرقم : 331 . )

([5] ) تقدمت ترجمته .

([6] ) عالم جليل اشتهر بالعلم والورع والصلاح ، من قبيلة أولاد أبيري، عاش في أوائل القرن : 14 وهو صاحب محظرة أهل داداه الشهيرة في نواحي ” بوتلميت” (انظر: تحقيق الجزء الثاني من ” سلم للطلاع في مسائل الوفق والإجماع”) رسالة تخرج في المعهد العالي: 1987/1988 تحت الرقم : 139 .

([7] ) تقدمت ترجمته .

([8] ) ترجم له في التحقيق .

([9] ) وقد أخبرني عمي : محمد بن أحمدُّو، الملقب: دَادَ أن الحسن درس أيضا ، وذلك في مقابلة معه في شهر يونيو 2010 بانواكشوط .

([10] ) بياض في الأصل .

([11] ) عالم موريتاني جليل عرف بسنيته ووسطيته ، له مؤلفات كثيرة منها : القول السديد في الرد على أهل التقليد، طبع له أوضح المسالك في أن من عمل بالراجح ما خرج عن مذهب مالك توفي رحمه الله 2008 . ينظر : بلاد شنقيط، المنارة والرباط، مصدر سابق : 1/508 .

([12] ) عالم جليل من قبيلة تندغه (ت.1979) تصدر على الشيخ الحسن صاحب هذه الأنظام، اهتم رحمه الله بشرح أنظام الحسن فشرح منها : نظم البعوث والسرايا، ونظم أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم .

([13] ) عالم جليل اشتهر بالعلم والورع وقد تفرغ لنشر العلم وتعليمه في محظرته الشهيرة تندغماجك .

([14] ) يدرس حاليا مادة الأصول بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية له من المصنفات : مرتقى النقول بشرح مرتقى الوصول، ونظم الحج من القوانين الفقهية ، تحقيق شرح الأعلم الشنتمري على الشعراء السته ، القواعد الصرفية في صحاح الجوهري جمعا ودراسة ، دراسات أخرى متفرقة منها ما يتعلق بالأصول والفقه .

([15] ) هذا ما تيسر منها وقد كتبتهد بإملاء من أحمد مزيد .

([16] ) محمد الأمين بن محمدن ابن اكتوشني البوني الجكني يدرس حاليا القرآن الكريم ، بقرية لقويسي ، وقد تفرغ لتدريسه من 84 وحفظ القرآن على يده خلق كثير يعد بالمئات .

([17] ) مم بن محمدو بن مم بن عبد الحميد الجكني طلب العلم في محظرة أهل يحظيه وتعلم على يد اتاه بن يحظيه والحسن بن ابا الجكني ثم التحق بالمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية سنة 1983 وتخرج من شعبة اللغة يعمل حاليا أستاذا للعربية من تصانيفه : نظم أصول التفسير من النقاية للسيوطي ، وتحقيق أنظام مم بن عبد الحميد النحوية .

([18] ) تعمل حاليا مدرسة للقرآن الكريم بقرية لقويسي .

([19] ) المداية : وسام يمنح عادة تكريما على القيام بعمل ما وتزكية للموسوم بها .

([20] ) وكان رحمه الله كثيرا ما يوجه أبناء مجتمعه ومن توجيهه لهم قوله في اللحية (شعر شعبي):
اللحية يسو تخل

ما يسو حد إحسنه

ولِّ حَسَّنْها بعد الَّ

يعرف عنُّ ما حسنها
كما أنه رحمه الله كان كثير التضرع إلى الله يقول رحمه الله :
يالرب أيدين المحتاجين

للرحمة شورك يمتد

وانت ما يمتد ليدين

شورك يالرب ويرتد

([21] ) مدح العلامة الحسن شيخه يحظيه بقصائد كثيرة من أبرزها قصيدته البائية التي مطلعها:
أدمعك من روض المحاجر ساكب

غداة خدت بالآنسات النجائب

ودمعك بالتذكار والهم هائم

وجسمك من برح البلابل شاحب

ألا ظعنت بالقلب ليلاي ليلة

فآب من الأحزان ما هو عازب

فبت بليل دائم كلما انقضت

غياهب منه أخلفتها غياهب

إلى أن يقول في مدح شيخه يحظيه:
تفصل أقوال المذاهب كلها

إذا اشتبهت بين الأنام المذاهب

فكم سائل عن مشكلات جوابها

لدى العلماء الغر بالحق ذاهب

أجبت بذا حل، وذاك امتناعه

شهير وهذا في المذاهب واجب

([22] ) عالم جليل خرج مهاجرا إبان لاحتلال الفرنسي ، فلقي حظوة في المغرب و مصر التي استقر بها بعد أن حج من تصانيفه : زاد المسلم في ما اتفق عليه البخاري ومسلم . راجع بلاد شنقيط المنارة والرباط، مصدر سابق : 518 .

([23] ) البيتان من قصيدته التي مطلعها :
دعاني سلطان الغرام دعاني

أجب دعوة السلطان حين دعاني

خليلي إني قابل دعوة الهوى

ولو كان يدعوني الهوى لهواني

سقاني سقام الحب كأس صبابة

فوا كبدا من ما السقام سقاني

([24] ) محمدو النانة بن المختار بن المعلى (ت. 1402 هـ/1982 م) : فقيه وشاعر من قبيلة إدابلحسن ،(أولاد أعمر اكداش) درس على والدده وعلى محمدو بن أحمد محمود بن بنيامين ، وعلى محمد عبد الله بن احمذي الحسنيين، وعلى سيدي محمد بن الداه بن داداه الإبييري الذي أجازه