ناقش باحثون بنواكشوط ليلة البارحة 15 رمضان 1438هـ، تاريخ وواقع فن “المدح” في موريتانيا، وذلك في ندوة على هامش النسخة الرابعة من ليالي “المدح” التي ينظمها مركز ترانيم.
وقال رئيس المركز محمد عالي ولد بلال، إن فن “المدح” ظل يسير في دوامة جعله فلكلورا ترفيهيا دون الاطلاع على قيمته الوجدانية والفنية وأبعاده الماورائية وازداد ذلك مع توجه “المداحة” من الوسط البدوي نحو المدن.
وأضاف ولد بلال أن الندوة تهدف إلى تسليط الضوء على “المدح” وخلفياته التاريخية وللتنقيب عن حياة ممارسيه، مشيرا إلى “المداحة” عجزوا عن نقاش مضامينه وتفكيك بواعثه، ما جعله لا يأخذ منحى الفنون الأخرى رغم أحقيته بذلك، بحسب تعبيره.
من جهته د.محمد الأمين ولد إبراهيم، استعرض خلال الندوة بحثا له بعنوان: “المدح النبوي الشعبي في موريتانيا .. المدلول والخصائص”، مصنفا “المدح” ضمن التراث غير المادي، ومعتبرا أنه مزيج من الثقافة الزنجية الإفريقية والثقافة العربية الإسلامية.
كما أشار إلى أن فن “المدح” ارتبط بالرغبة في نيل الثواب الأخروي واختير له زمان خاص وهو ليلة الجمعة.
أما الباحث الأستاذ يعقوب ولد السالك وفي بحثه عن مميزات المدح في ولاية إينشيري، أكد أن الولاية تعتبر من بين الولايات التي برز فيها فن “المدح” إلا أنه طبع بطابع خاص جعله مميزا وفريدا.
وتحدث ولد السالك عن انتشار ظاهرة “المداحات” في إينشيري، معددا نماذج من المداحين والمداحات المشهورات وجوانب من تاريخهم.