ترأس رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم السبت بمدينة أكجوجت عاصمة ولاية انشيري، مهرجانا شعبيا حاشدا شاركت فيه مختلف الفعاليات السياسية والاجتماعية والشبابية والنسائية والمهنية والمدنية والحزبية في الولاية.
وعبر رئيس الجمهورية خلال هذا المهرجان عن اعتزازه بوجوده بين ظهراني مواطنيه في ولاية إينشيري مثمنا اندفاعهم ومشاعرهم التي تعكس تعلقهم بالمسار التنموي الجاري في البلاد وعزمهم على التصويت المكثف بنعم على التعديلات الدستورية.
ولوح رئيس الجمهورية بيديه للسكان، تعبيرا عن امتنانه لهم لحرصهم على الحضور الكبير لهذا المهرجان رغم الظروف المناخية الصعبة، شاكرا لهم تعبئتهم الكبيرة التي تعكس مضيهم قدما على نهج التنمية والأمن والاستقرار.
وأضاف أن التعديلات الدستورية المقترحة ثمرة حوار سياسي بين الأغلبية الرئاسية والمعارضة المحاورة، ذلك الحوار الذي أسفر عن اتفاق سياسي شمل 57 نقطة من بينها ملحقان أساسيان سيعرضان على الاستفتاء في الخامس أغسطس المقبل.
وقال إن الملحق الأول يتضمن إضافة شريطين أحمرين تخليدا لبطولات المقاومة الوطنية وإشراكا للشعب الموريتاني في صياغة هذا العلم وفي رمزيته لماضي وحاضر ومستقبل هذه الأمة.
وأكد أن من يشككون في المقاومة الوطنية ينكرون حقائق على الأرض خلدتها معركة أم التونسي الشهيرة، علاوة على المقاومة الثقافية التي لعبت دورا لا يستهان به في الدفاع عن هوية البلاد ودينها وثقافتها.
وأضاف أن مقاومتنا التي استبسلت في ذلك الوقت رغم تواضع المعدات وانعدام الإمكانيات، استطاعت أن تصنع المستحيل وتتصدى للاستعمار بشكل قل نظيره في دول شبه المنطقة.
ودعا رئيس الجمهورية إلى التصويت المكثف بنعم على تعديل هذا العلم ردا للجميل لهذه المقاومة الباسلة ولتوعية الأجيال الصاعدة حول بطولات هذه المقاومة.
وقال إن 5 أغسطس يوم تغيير بحق شأنه في ذلك شأن 6 أغسطس 2008، حيث يثبت الموريتانيون في كل مرحلة من هذه المراحل قدرتهم على التغيير المناسب واستعدادهم لصناعة المستحيل وعلى استعدادهم لبناء دولة عصرية تتماشى مع خصوصياتهم ومنهجهم في الحياة.
وقال إن التعديلات تهدف إلى بناء موريتانيا قوية، موريتانيا متصالحة مع نفسها، موريتانيا تتسع لجميع أبنائها، موريتانيا قادرة على دخول التاريخ من بابه الواسع.
وأضاف أن الملحق الثاني يمكن تلخيصه في جمل قليلة مفادها إلغاء مجلس الشيوخ الذي تتحمل البلاد عبأه منذ 1992 ولم يقدم شيئا لنواكشوط التي يوجد فيها ولا المقاطعات التي يفترض أنه يمثلها بل أصبح أبعد من ذلك وكرا للرشوة والممارسات المخلة، معبرا عن ثقته في أن الموريتانيين سيضعون حدا نهائيا لهذا المجلس في الخامس أغسطس المقبل.
وأضاف أن استحداث مجالس جهوية منتخبة عوضا عن هذا المجلس تنحاز إلى المواطنين وتوجد إلى جانبهم في كل الظروف، من شأنه أن يجعل من ولاياتنا الداخلية أقطابا تنموية بحق تخطط لتنمية هذه المناطق انطلاقا من خصوصيتها وترتب لأولوياتها وتخفف الضغط عن مدينة نواكشوط.
وأشار إلى أن الملحق الثاني يتضمن تجميع بعض المؤسسات الدستورية في المجلس الأعلى للفتوى والمظالم ويتعلق الأمر بالمجلس الإسلامي الأعلى ووسيط الجمهورية، كما سيتم في التعديل الجديد إلحاق البعد البيئي بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي.
وخاطب رئيس الجمهورية سكان إينشيري قائلا: “ستسمعون الكثير من الأكاذيب في هذا الشأن، لا تلقوا لها بالا لأن مصدرها معروف دأب على الكذب في كل مناسبة وغير مناسبة، سيروا إلى الأمام، خذوا زمام أموركم بأنفسكم وقرروا مصيركم واختاروا الأفضل من أجل تنمية بلدكم والمحافظة على مكتسباته وتعزيز إنجازاته”.
وقال إن ما يروج بشأن محكمة العدل السامية يدخل في رزنامة الأكاذيب التي دأب أولائك المرجفون عليها، مبرزا أنه ليس هناك ما يخشى منه الرئيس أو تخشاه الحكومة، كما أنه لا علاقة للتعديل المقترح بالمساس بالحالة المدنية.
وقال بخصوص الحديث حول المأمورية إن المعارضة المتطرفة ليس هنالك من هو أحرص منها على الحديث بشأنها “لكننا لسنا على استعداد لمناقشة هذا الموضوع في الوقت الحالي، وموريتانيا دولة ديمقراطية بإرادة أبنائها وفي طليعة الدول النامية الحريصة على بناء قواعد تنمية تنسجم مع تطلعات أبنائها وليست على استعداد للرجوع إلى عهود الفساد والزبونية وتبديد موارد الشعب بين شرذمة تسمعون صراخها الآن حنينا لاستعادة مصالحها الشخصية”.
وقال إن مشاريع مهمة سيتم إطلاقها في ولاية إينشيري، قبل نهاية السنة في مجال الكهرباء والماء والصحة والتعليم.
وأضاف أن مدينة أكجوجت إذا كانت تعاني من بعض المشاكل في توفير الطاقة الكهربائية، فإن هذا الخلل سيتم التغلب عليه قريبا من خلال الاستفادة من الفائض الذي تتوفر عليه البلاد في مجال الطاقة حيث سيتم نقل الكهرباء من نواكشوط إلى ازويرات مرورا باكجوجت وقد تمت المناقصة بهذا الخصوص وستتم مباشرة العمل في هذا المشروع قريبا.
وأضاف أن مشكل المياه سيتم حله نهائيا باستفادة ولاية إينشيري من مشروع نقل مياه النهر الصالحة للشرب إلى الولايات الشمالية من البلاد.
وكان عمدة أكجوجت السيد أحمد ولد يعقوب ولد سيد احمد قد أكد في كلمة بالمناسبة، أن الإقبال المكثف لسكان ولاية إينشيري منذ الصباح الباكر لاستقبال فخامة رئيس الجمهورية يترجم اعتزاز هذه الولاية بأنها أنجبت قائدا فذا ونموذجا للمنطقة، كما يعكس تعلقهم بالخيارات الوطنية لسيادته وإصرارهم على التصويت المكثف بنعم في استحقاقات 5 أغسطس المقبل.
وقال إن السكان يثمنون مضامين هذه التعديلات وكونها تصب في مصلحة البلاد بشكل عام وفي تعزيز اللامركزية وإرساء قواعد تنمية مستديمة.
واستعرض العمدة مضامين هذه التعديلات حاثا كل الموريتانيين إلى إدراك هذه المسؤولية والاصطفاف صفا واحدا من أجل المحافظة على المكاسب وتعزيز السياسات للمحافظة على المكاسب وتعزيز الإنجازات.