انطلقت على عموم التراب الوطني اليوم الجمعة الحملة الانتخابية الممهدة لاقتراع الخامس من أغسطس القادم على الإصلاحات الدستورية التي اقترحتها الحكومة على الاستفتاء.
وتميزت انطلاقة الحملة على مستوى العاصمة نواكشوط بمهرجان جماهيري بحي السعادة بمقاطعة توجنين ترأسه رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز .
وحضر مراسم انطلاق المهرجان السيدة الأولى مريم بنت احمد الملقبة تكبر إلى جانب الوزير الأول السيد يحيى ولد حدمين ورئيس الجمعية الوطنية النائب محمد ولد ابيليل وعدد من أعضاء الحكومة ورؤساء تشكيلات سياسية من الأغلبية الداعمة لرئيس الجمهورية وعدد من رؤساء أحزاب المعارضة االمشاركة في الحوار الوطني الشامل أكتوبر 2016.
وحيى رئيس الجمهورية لدى وصوله بحرارة الجماهير التي حضرت بكثافة من جميع ولايات نواكشوط الثلاث، معبرة من خلال اللافتات والهتافات عن تثمينها للإصلاحات الدستورية المقترحة واستعدادها للتصويت المكثف بنعم لهذه التعديلات في الخامس أغشت المقبل.
كما حيى القوات المسلحة وقوات الأمن على دورها في حفظ الأمن والاستقرار داخل البلاد وعلى مشاركتها لأول مرة في تاريخ البلاد في جهود حفظ السلام في إفريقيا.
وشكر رئيس الجمهورية الحضور، مبرزا أن حرص هذا العدد الهائل من المواطنين على المشاركة في هذا المهرجان يعكس الوعي المتنامي لمواطنينا بما يجري في الوطن ومواكبة ما تحقق في البلاد لصالح مختلف مكونات الشعب وتقدير الجهود المبذولة لإرساء قواعد تنمية متوازنة في البلاد.
وقال إن هذا الحضور المكثف رسالة واضحة إلى الذين لا يريدون لهذا البلد أن يتقدم وإلى المثبطين قائلا ” اهنئكم على النجاح الباهر لافتتاح هذه الحملة التي تستمر أسبوعين وستمكننا ابتداء من روصو عاصمة ولاية اترارزة من كشف المستور والرد على المرجفين ومروجي الدعايات الكاذبة”.
وأشار إلى أن أهمية هذه الحملة تكمن في انها ممهدة لمصادقة الشعب على هذه التعديلات التي تم التوصل اليها بعد حوار بين الأغلبية الرئاسية وعدد من أحزاب المعارضة المحاورة المسؤولة.
وأضاف أن هذه التعديلات ستمكن من القضاء على مجلس الشيوخ الذي كلف الموريتانيين الكثير وعانوا من ممارساته وكذلك من تعديل المادة 8 المتعلقة بالعلم الوطني وعدد من المواد الأخرى ودمج بعض المؤسسات الدستورية ترشيدا للنفقات وتوجيها لموارد الشعب الوجهة الصحيحة.
وقال انه سيطلع جماهير نواكشوط في مهرجان الخميس 3 أغشت القادم على عدد من المواضيع التي تهم الشأن العام وتنير الرأي العام للمواطن كما ستمكن المهرجانات التي سيترأسها داخل البلاد من اطلاع المواطنين على حيثيات التعديلات الدستورية والعديد من القضايا الوطنية الهامة.
ودعا الموريتانيين إلى الاستمرار في مواكبة المسيرة الجارية مسيرة، الأمن والاستقرار والبناء مسيرة القضاء على الفساد.
وأوضح وزير الاقتصاد والمالية المختار ولد أجاي منسق حملة نواكشوط لاستفتاء الخامس أغشت المقبل أن الحضور المكثف لمهرجان نواكشوط الممهد لحملة الاستفتاء الدستوري المقبل يبعث برسائل واضحة مفادها أن سكان نواكشوط متمسكين بالإنجازات التي تحققت منذ تولي رئيس الجمهورية مقاليد الأمور في البلاد وليسوا على استعداد للاستماع إلى الدعايات المغرضة والأكاذيب والأراجيف وأنهم سيصوتون بكثافة لصالح هذه التعديلات في الاستحقاقات المقبلة.
وأضاف أن الرسالة الثانية تفيد أن السكان متمسكين بثقافة الحوار ترسيخا للديموقراطية ويريدون العيش في انسجام وتوافق في كنف موريتانيا حرة ومزدهرة تتسع لجميع أبنائها تعزيزا للديموقراطية ومواصلة لإرساء قواعد ديمقراطية متوازنة في جميع أنحاء البلاد.
وبدوره أعرب السيد بيجل ولد هميد رئيس حزب الوئام الديموقراطي الاجتماعي في كلمة باسم أحزاب المعارضة المحاورة عن شكره لرئيس الجمهورية على ترؤسه شخصيا على هذا المهرجان مؤكدا أن اهتمامهم بالاستحقاق الدستوري المقبل يأتي انطلاقا من عزمهم على احترام نتائج الحوار السياسي.
وأكد تمسك المعارضة بتطبيق نتائج الحوار والتصويت بنعم في الاستفتاء الدستوري المرتقب مطالبا الأحزاب الموقعة على نتائج الحوار بتجنب كل سلوك من شأنه الإخلال بالالتزام بمضامين ذلك الحوار.
ودعا مناضلي الوئام إلى التعبئة والمشاركة المكثفة والتصويت بنعم في تلك الاستحقاقات.
وعبر رئيس أحزاب الأغلبية السيد عثمان ولد الشيخ احمد أبي المعالي عن دعمه لإصلاحات المنظومة السياسية الوطنية التي مرت عن طريق الحوار والتي تعرض اليوم على الجماهير لمعرفة موقفها من نتائج ذلك الحوار.
وأوضح أن أغلب الطيف السياسي شارك في ذلك الحوار وبالتالي فمن المنطقي آن تحصل هذه النتائج على تأييد أغلبية الموريتانيين.
وأبرز أن هذا الاستفتاء يجسد مبدأ الشورى في الإسلام مشيرا إلى أن هذا الحضور المكثف وسلسلة المبادرات التي سبقته تدل على أن أغلبية الموريتانيين مع هذه التعديلات.
ودعا جميع أحزاب الأغلبية إلى المشاركة المكثفة والتصويت بنعم في الخامس أغشت المقبل.
وأوضح با الآسان حمادي رئيس حزب قوس قزح في كلمته باسم حزبه إلى الشعب الموريتاني بأن الرئيس محمد ولد عبد العزيز باعتباره رب أسرة لاحظ نواقص في المنظومة السياسية الموريتانية فدعا جميع الموريتانيين إلى الجلوس على طاولة واحدة في نداء شنقيط وفي خطابه في النعمة دعا الجميع إلى المشاركة في الحوار السياسي.
وقال إن حزب قوس قزح قرر المشاركة في ذلك الحوار لتقويم نظامنا السياسي وتعزيزه وتقوية اللحمة الوطنية وحمايتها وتعزيزها لضمان التعايش بين جميع مكونات الشعب الموريتاني في وطن واحد كمثال للتعايش والانسجام.
ودعا مناضلي حزبه إلى المشاركة في الاستفتاء الدستوري والتصويت بنعم لهذه التعديلات التي من شأنها تصحيح الخلل ووضع اللمسات المناسبة للوصفة الوطنية التي من شأنها تقديم الدواء لجميع مشاكلنا الوطنية.
ورحب السيد شيخنا ولد حجبو رئيس حزب الكرامة برئيس الجمهورية وحرمه مبرزا أن حكومة المهندس يحيى ولد حدمين شكلت رافعة لهذا المسار التنموي بامتياز.
وذكر رئيس حزب الكرامة بأن هذا الحشد في مهرجان ملح يعكس امتنان الموريتانيين للإنجازات التي تحققت في البلاد بإشراف سام من رئيس الجمهورية.
وقال إن حزبه ماض في هذا المسار مع جميع الأحزاب السياسية في الأغلبية والمعارضة المشاركة معبرا عن يقينه من أن هذا الاستفتاء سيحصل على موافقة الأغلبية من الشعب الموريتاني.
وقال إن التحسينات ستتواصل على الدستور الموريتاني خدمة لمصالح الشعب الموريتاني.
وعبرت السيدة خديجة بنت اسغير باسم المجتمع المدني عن سعادتها بهذا الاستفتاء الذي يعكس مواصلة مسيرة التنمية الجارية.
وحذرت من محاولات أولئك الذين يضعون العراقيل أمام الجهود المبذولة لتطوير نظامنا السياسي وتعزيز المكتسبات وترسيخ ديمقراطيتنا.
وأعرب السيد يعقوب ولد أمين رئيس حزب التحالف الديموقراطي عن سعادته بحضور رئيس الجمهورية لهذا المهرجان.
وتطرق إلى حيثيات الإصلاح الدستوري المرتقب وأهمية هذه التعديلات في توزيع التنمية ودمج بعض المؤسسات الدستورية ترشيدا للنفقات وإعطائها فعالية أكثر.
وأكد الأستاذ سيدي محمد ولد محم باسم جماهير الاتحاد من اجل الجهورية تمسكهم بالإصلاحات المنبثقة عن الحوار وعزمهم التصويت بنعم لهذه التعديلات في استفتاء الخامس أغشت المقبل.
هذا وتميزت انطلاقة الحملة الانتخابية الممهدة لاقتراع الخامس أغشت على مستوى الولايات الداخلية للوطن بتنظيم مهرجانات دعائية تحت إشراف منسقي الحملة وبمشاركة الفعاليات السياسية والمبادرات الداعمة لتمرير هذه الإصلاحات وجموع من المواطنين .
وتستمر الحملة الانتخابية التي انطلقت على تمام الساعة صفرعلى عموم التراب الوطني خمسة عشر يوما وتكرس لشرح مضامين الإصلاحات الدستورية المقترحة وتحسيس المواطنين حول ضرورة المشاركة في الاقتراع المرتقب.