«تغيير العَلَم»، فكرة ليست مستجدة على العالم العربي، مرّت بمراحل، ارتبطت أكثرها بالاستقلال الوطني والظروف السياسية؛ لذلك دائمًا ما تثار عند المواقف السياسية الحادة كما حدث في أعقاب الربيع العربي.
جاءت نتيجة التعديلات الدستورية الأخيرة في موريتانيا لتثبت أنّ 85.61% من الشعب موافق على تغيير العلم الوطني الخاص ببلدهم.
أيضًا، توافق هذا مع رأي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، الذي قال من قبل إنّ «العلم الوطني لبلاده مشبوه»؛ بسبب اعتماده من الاستعمار الفرنسي من قبل.
ليبيا
يعد العلم الوطني الليبي من ضمن أكثر أعلام الدول العربية التي شهدت تغيرًا على مدار فترات مختلفة؛ فمنذ 1911م كان العلم الليبي هو ذاته العلم المدني للمملكة الإيطالية، وفي عام 1918- 1923 تألف علم الجمهورية الطرابلسية من خلفية زرقاء سماوية، وفي وسط العلم نخلة خضراء اللون، وتعلو النخلة نجمة بيضاء.
بعده جاء علم الاستقلال الشهير، واضعًا هيئة تشريعية ليبية عام 1951، واستمدت ألوانه من بيت الشعر للشاعر العراقي صفي الدين الحلي القائل: «بيض صنائعنا سود وقائعنا.. خضر مرابعنا حمر مواضينا».
وكانت الراية السوداء بالهلال والنجمة للجيش السنوسي الذي شارك مع الحلفاء في تحرير ليبيا من المستعمر الإيطالي؛ ويعني توسط هلال الفجر والنجمة الخماسيّة للّون الأسود «بزوغ فجر الإسلام»، بحسب ما نشرته هيئة تشريعية ليبية عام 1951م.
وعاد هذا العلم إلى الظهور على يد معارضي القذافي في احتجاجات ثورة 17 فبراير التي انتشرت في أنحاء ليبيا عام 2011، بعدما ألغي استخدام هذا العلم بعد انقلاب سبتمبر 1969، أو ما سمي «ثورة الفاتح»، وغير القذافي بعد ذلك العلم إلى آخر أخضر يوافق كتابه الأخضر.
وفي يوم 21 أغسطس 2011، رفع هذا العلم على مؤسسات الدولة الرسمية في العاصمة طرابلس بعد تحريرها.
الأردن
أثيرت حالة من الجدل العام الماضي في الأردن بمجرد الحديث عن وجود توجه رسمي لتغيير العلم، بعد أن رفع العاهل الأردني في يونيو عام 2015 علمًا شاهده غالبية الشعب للمرة الأولى.
لكن الجدل انتهى بإصدار بيان للديوان الملكي الأردني قال فيه إن العلم الذي يطلق عليه اسم «الراية الهاشمية» يأتي فقط لـ«يؤكد التزام القوات المسلحة الأردنية منذ تأسيسها بالدفاع عن العروبة والإسلام ومبادئ الإنسانية».
وقال إنّ العلم الذي يحمل شعار «لا إله إلا الله محمد رسول الله» والبسملة «والحمد لله رب العالمين» السابقتان له يشابه «راية الشريف الحسين بن علي وقبله الشريف أبي نمي، وقافلة من الأشراف الهاشميين».
وظهر العلم بلون واحد هو الأحمر الداكن، ويحمل النجمة السباعية، التي تشير إلى السبع المثاني، وهي سورة الفاتحة، ورمز السموات السبع، ورمز الملكية الهاشمية، وفق الديوان.
سوريا
تبنّت الثورة السورية بعد أشهر من انطلاقها اسم «العلم الأخضر»؛ فهو يحمل اللون الأخضر مكان الأحمر في أعلى العلم، بينما يتغير لون النجوم (الكواكب) من الأخضر إلى الأحمر.
وأثير جدل بشأن العلم الأخضر ما إن كان يمثل علم الاستقلال أم علم الانتداب الفرنسي، وعند تشكيل الائتلاف الوطني السوري في أواخر عام 2012 اتخذه علمًا رسميًا له؛ ولم يُحسم الجدل حتى اليوم بشأن العلم في ظل استمرار الأزمة السورية.
العراق
تغيّر شكل علم العراق أربع مرات في تاريخه منذ قيام الدولة:
التغيير الأول: اعتمد في عام 1921 عند إنشاء المملكة العراقية الهاشمية حينها، وحوى خطوطًا أفقية أسود وأبيض وأخضر، مع شبه منحرف أحمر في الجانب، ونجمتين سباعيتين بيضاوتين ترمزان للمحافظات الـ14 في المملكة.
التغيير الثاني: بعد حركة يوليو 1958 على الحكم الملكي في العراق، واعتمد حينها علم يحوي خطوطًا عمودية أسود وأبيض وأخضر، مع شمس ثمانية الأضلاع حمراء، وفي مركزها دائرة صفراء.
وترمز النجوم الثلاث إلى الاتحاد الذي خُطط له مع مصر وسوريا، وكان مفروضًا تغييرها إلى ثلاث نجوم لولا انهيار الاتحاد بعد وفاة الرئيس الأسبق عبدالسلام عارف.
التغيير الثالث: في عهد صدام؛ الذي أضاف إليه عبارة الله أكبر، وأقر التعديل بعد الاجتياح العراقي للكويت، ولم يتأكد رسميًا تغيير رمز النجوم الثلاث لتمثل أهداف حزب البعث «وحدة، حرية، اشتراكية».
التغيير الرابع: في يناير 2008، بعد خمس سنوات على الغزو الأميركي للعراق واعتقال صدام، أقر مجلس النواب العراقي قانون تغيير العلم، الذي أزال بموجبه النجوم الثلاثة وإبقاء عبارة «الله أكبر» بالخط الكوفي.