السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أمَّا بعدُ فإِن من أفضل مواسم الخير في السنة هذا الموسم الذي امْتَنَّ الله به عليكم في هذه الأيام الفاضلة التي هي أفضل أيَّام السنة، فقد أخرج الجماعة إلا مسلماً و النسائي من حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما من أيَّامٍ العمل الصالح فيها أحب إلى الله عزَّ وجلَّ من هذه الأيَّام. يعنى عشر ذي الحجَّة» وأخرج أحمد و غيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من أيَّامٍ أعظمُ عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهِنَّ من هذه الأيَّام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد.» فاجتهدوا في الأعمال الصالحة في هذه الأيام خصوصا الأعمال التالية:
1 – صومها جميعا: فقد أخرج أحمد والنسائي عن حفصة بنت عمر رضي الله عنهما قالت: «أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام من كل شهر والركعتين قبل الغداة.» والمقصود ما عدا يوم العيد فلا يحل صومه، ولذلك أخرج أبو داوو د عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر وأول اثنين من الشهر والخميسَ.» وأمَّا حديث عائشة عند مسلم: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط .» فمحمُول على الحج.
2 – صوم يوم عرفة بخصوصه لغير الحاج: فقد أخرج مسلم وأحمد وأبو داوو د وابن ماجه عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صوم يوم عرفة يُكفِّرُ سنتين ماضية و مستقبلة و صوم يوم عاشوراءَ يكفر سنةً ماضية.» وفي لفظ: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله و السنة التي بعده.»
3 – الإكثار من الذكر: فقد قال البخاري في الصحيح: «وقال ابن عباس: ﴿ويذكروا اسم الله في أيام معلومات﴾ أيام العشر. قال: وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبرانِ ويكبِّر الناس بتكبيرهما.» وقد سبق في حديث ابن عمر الإكثار من التهليل والتكبير والتحميد.
4 – عدم أخذ المضحي من شعره وأظافره من بداية الشهر حتى يضحي تشبها بالمحرم: فقد أخرج الجماعة إلا البخاري من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان له ذِبحٌ يذبحه فإِذا أهلَّ هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره وأظافره حتى يضحي.»
والله يوفقنا وإياكم لكل خير ويتقبل منا ومنكم.
كتبه محمد الحسن بن الددو كان الله له وليّاً ونصيراً